«التراث المصري عبر الأزمان».. كيف صوره أطفال الأقصر؟
التراث المصري
تصوير – محمد صالح
استضافت جمعية براءة بمدينة القرنة غربي الأقصر، ورشة مستوحاة من قرية حسن فتحي الموجودة في الأقصر، تحت رعاية قصر ثقافة الأقصر.
يقول محمد مرتضى، مدير قصر ثقافة الطارف، إن الورشة تضمنت رسومات لكل ما يتعلق بالتراث المصري الفرعوني أو الإسلامي، أو الشعبي، أو تراث زراعي كآلات الزراعة التي كانت تستخدم قديمًا.
وأضاف: أن هذه الورشة جاءت بناء على تكليف فرع ثقافة الأقصر بتوعية النشء بتاريخ تلك القرية وأهميتها المعمارية.
وقالت أميرة كمال، إن قصر ثقافة حسن فتحي استضاف هذه الورشة احتفاء بيوم التراث العالمي، موضحة أن تنوع التراث عبر التاريخ المصري الذي تحويه الأقصر، ما بين التراث الروماني والقبطي والصعيدي، أتاح للمشاركين بالورشة، سهولة اختيار وانتقاء رسومات تعبيرية عن التراث بطريقتهم الخاصة.
وطالبت أميرة الاستجابة لمناشدات ترميم قصر ثقافة حسن فتحي، مشيرة إلى أن القصر، أحد الأماكن المعمارية ذات الطراز الفريد، الذي يأتي إليه الزوار من أنحاء العالم.
وقالت فاطمة أحمد، البالغة من العمر 15 عامًا وإحدى المشاركات: استهدفنا التعبير عن تراث تاريخنا المصري، بالرسومات والألوان التي توضح عمق التراث المصري، معبرة عن حبها للرسم، لافتة إلى احترافها فن الرسم منذ العاشرة من عمرها.
تاريخ القرية
يقول عبدالمنعم عبد العظيم، مدير مركز تراث الصعيد، إن القرية أُنشأت في عام 1951، للمهجرين من منطقة المقابر الفرعونية بالقرنة في البر الغربي، لاستكمال الكشف عن المناطق الأثرية، وإنشاء منازل بديلة لهم، مع تخصيص مبلغ مليون جنيه في ذلك الوقت، لإنشاء القرية.
واستخدم حسن فتحي مواد من البيئة المحيطة في بناء المنازل، إذ تم تشييدها من الطين، وعمل الأسطح على هيئة قباب من الجريد، حتى يكون الجو رطب داخل المنازل صيفًا وشتاءً.
ويتابع: أسس المعماري حسن فتحي 70 منزلًا، كان لكل منزل صفة مميزة حتى يتعرف كلٍ منهم على منزله، كما تم تخصيص منزل إضافي للماشية، و3 مدارس إحداهم للشباب والأخرى للفتيات، ومدرسة ثالثة لتعليم الحرف، كذلك أنشأ مسجدًا بالقرية يجمع بين الحضارة الطولونية والفاطمية، وأيضًا قصر ثقافة يحمل اسم “حسن فتحي”، وأطلق على القرية أيقونة الفقراء، حيث أنها استخدمت مواد بسيطة في البناء وغير متكلفة، لكن كانت غاية في الروعة والجمال.
قرية متكاملة
ويقول الطيب عبدالله، خبير أثري، إن قرية حسن فتحي أُنشأت في الأساس، لاستيعاب 7 آلاف شخص من المهجرين من جبل القرنة، للحفاظ على المقابر الأثرية، بإنشاء منازل بديلة لهم، وبالطبع كان مؤسس القرية هو أعظم مهندس معماري “حسن فتحي”، إذ اعتمد في بناء المنازل على البساطة، باستخدام الطين والطوب اللبن، ولم يغفل شيئًا، فقد أنشأ المدارس، ومسجدًا، وأيضًا أحواش للماشية، ومسرح بقصر ثقافة حسن فتحي، الذي لا يزال موجودًا، لكن بحاجة إلى ترميم، وأبراج للحمام، لكن المنازل والذي كان يبلغ عددها 70 منزلًا، لم يتبقى منها إلا 7 منازل.
ويتابع: الإهمال عصف بالقرية بأكملها، حيث كانت محتوياتها تمثل تراث معماري فريد، وكان من أندر أعمال شيخ المعماريين حسن فتحي، حيث شيد بعدها أعمال بنفس الطراز في الخارج، لذا على اليونسكو بالتعاون مع الآثار إعادة ترميمها وإحيائها.
بدء الترميم
بدأت منظمة اليونيسكو، في ترميم قرية المعماري حسن فتحي بالأقصر، أحد المعالم التراثية المعمارية المميزة في العالم.
وجرى تقسيم العمل في تطوير وترميم قرية المهندس حسن فتحي، إلى 3 مراحل، تضمنت المرحلة الأولى إعادة تأهيل مبنى الخان والجامع، ويستمر العمل بهما لمدة سنة، وتشمل المرحلة الثانية تطوير منزل حسن فتحي ومبنى المسرح، كما تضم المرحلة الثالثة والأخيرة ترميم البيوت الموجودة بالقرية، حيث يهدف المشروع إلى معالجة المشكلات الإنشائية الحالية بالقرية وإرجاع الشيء لأصله.
ويتولى تنفيذ المشروع وزارة الثقافة ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة، للحفاظ على التراث الثقافي في جنوب الصعيد.