الاقتباس ليس سرقة بل غنيمة حرب (1-2)

إن الاقتباس -بعد الترجمة- هو الصيغة الكبرى لنقل الحضارة الغربية الحديثة إلى العالم العربي منذ القرن التاسع عشر إلى اليوم. لكنه الصيغة الأهم لاستيعاب الحداثة و”هضمها” في النسيج الحيوي الثقافي والمؤسسي العربي عموماً، والمصري خصوصاً. نقتبس أفكار الحداثة ومنتجاتها ومؤسساتها وممارساتها وتصوراتها وقيمها، ثم نعدل كل هذا ونطوعه ونتمثله، وبالتالي ننقل الحداثة إلى مجتمعاتنا العربية. لكن بسبب تشبعنا بكثير من القيم الغربية اليوم في القرن الحادي والعشرين، وبسبب قبولنا المنظور الغربي لتناول العالم. يتعرض كثيرٌ منا -نحن مستهلكي المنتجات الثقافية عموماً، والسينما خصوصاً- لشعور عميق بالإحباط عندما يكتشفون أن العديد من كلاسيكيات الثقافة العربية الحداثية مقتبسة. وكأن رصد ظاهرة الاقتباس في الثقافة العربية عموماً، والمصرية خصوصاً، يعني كشفاً لانتحال وسرقة.

ولعل الدهشة -والفجيعة أحياناً- تصيب أكثر ما تصيب من يهتم بأصول الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية، بل والروائية، المكتوبة والمنشورة والمنتجة بالعربية، لأن كثيراً من هذه الأصول غربية. وربما كان مجال الأفلام السينمائية هو أكثر المجالات التي تضم أعمالاً مصرية أو عربية مقتبسة عن أصول أوروبية وأمريكية. كثيراً ما ينتقد مستهلكو السينما المصرية بالذات ظاهرة اقتباس أفلام أو أعمال مسرحية وروائية غربية ويتعرضون لها بالنقد، من باب اعتبارهم أن الاقتباس هو نوع من السرقة الأدبية، ودليل على غياب الأصالة.

***

لكن تلك الإدانة للاقتباس نفسها وليدة تشبع المجتمعات العربية بالثقافة الغربية الحديثة، التي تعلي من شأن الذات الفردية والمؤلف الأوحد صاحب البصمة المتميزة والموهبة المتفردة، وصاحب حقوق المؤلف على عمله الإبداعي، الذي هو وليد قريحته وحدها. إن الحرص على ارتباط عمل فني واحد بمؤلف هو صاحب هذا العمل وحده هوحرصٌ يمثل جزءًا من منظومة غربية مرتبطة بالحداثة. معنية بالذات الفردية وبتجلي فردانية الذات في موهبة خاصة وبصمة لا مثيل لها.

لم تكن تلك التصورات سائدة بهذا الحسم في الغرب في العصور الوسطى والقديمة. ولا كانت موجودة حقا في عصور العربية الوسطى. كما أن تصور الإبداع أو الصنعة الفنية مرتبطا باسم واحد فقط هو مجرد اختيار فكري وعقائدي لا يعبر عن واقع مسار إنتاج العمل الفني. فالعمل الفني ناتج عن عمل جماعي بقدر يعبر عن طغيان آليات تداول السلع في السوق. فالمؤلف مثل البراند أو العلامة التجارية، يوضع اسمه على السلعة/ الفيلم ليسهل التعرف عليها وبالتالي شراؤها، لا لأنه وحده صانع الفيلم. تماما كما أن السيد دول الذي يحمل نصف موز العالم اسمه (Dole) هو مجرد علامة تجارية لذلك الموز. ولا يعني وجود ملصق على الموزة باسم دول أن السيد دول هو الذي زرعها، أو حتى قطفها من شجرتها. بالمثل فصناعة فيلم ما هو عملية يشارك فيها العشرات. واختيار اسم المخرج أو المنتج ليصير أبا للفيلم هو عملية بها قدر كبير من الاعتباط.

***

غرضي من هذا الاستعراض التاريخي هو التأكيد على أن اعتبار العمل الفني له مؤلف محدد. وبالتالي أن اقتباس ذلك العمل الفني بدون إذن وإشهار يعتبر سرقة أدبية أو فنية. هي ظواهر حديثة ظهرت في لحظة معينة من التاريخ الحديث ولم تكن قانوناً شاملاً في كل العصور وكافة المجتمعات لا في الغرب ولا عند العرب. لم يكن صناع الآنية وبناة المساجد دائما ما يوقعون أعمالهم بأسمائهم في العصور الوسطى العربية. وفي الغرب، لا يُعْرَف اسم المهندس أو المقاول الذي أشرف على بناء كاتدرائية نوتردام. كما لا يعرف اسم المهندس الذي أشرف على تشييد الجامع الأزهر عند العرب. فلم تعرف العصور الوسطى فكرة المؤلف الفرد في العمارة. وهذا هو المثال الأقوى على وجود فكرة العمل الجماعي والمؤلف الجماعي، أو المؤلف المجهول.

في العصور الوسطى كان المؤلف للعمل المكتوب مؤلفاً بالمعنى الحرفي، أي أنه يؤلف ويجمع بين خطابات ومرويات سابقة عليه، ثم يضيف إليها ويناغم بينها، أو “يؤلف بين قلوبها”. كذلك ففكرة المؤلف بالمصطلح الغربي (Author) مرتبطة بالسلطة التي للمؤلف على المصنف الذي يضعه. فالمؤلف صاحب السلطة على مؤلَفه أو مصنفه، لا لأنه خالق العمل ومبدعه. ولكن لأنه الراوي الثقة، المرجع وصاحب السلطة أو الحاصل على الإجازة. بالمعنى نفسه الذي كان ينظر إلى العلماء أو الشيوخ مصنفي المصنفات الدينية والفقهية. ولا يعني هذا أن مؤلفين معينين لم يوقعوا أعمالهم بأسمائهم في العصور الوسطى. المقصود هو أن الارتباط الأخلاقي والقانوني بين العمل ومؤلفه لم يكن مقيداً وحساساً على النحو الذي هو عليه اليوم في القرن الحادي والعشرين. وبالتالي في منظمة مماثلة لا يكون الاقتباس أمراً معيباً. لأن المؤلف ليس صاحب العمل الأوحد وإنما هو من يناغم وينسق بين منطوقات موضوعة قبل وقوفه موقف المؤلف.

مشروعية الاقتباس

لا تعني مقدمتي هذه دعم دعوة إلى اعتبار كل عمل فني في العالم مشاعاً، وموضوعاً مشروعاً للنهب في يومنا هذا. لكن هدفي هو لفت النظر إلى أن سياق حقوق المؤلف وتسيد فكرة المبدع صاحب العمل مسألة حديثة وظاهرة حادثة تاريخية. ترتبط هذه التأملات بعوامل عدة تشكل أركان المساحة التي أجرى عليها ذلك الفحص حول مشروعية الاقتباس وأخلاقيته، وكذلك أخلاقيات عملية الاقتباس كصنعة فنية. معيار أخلاقية الاقتباسهو مهنيته أولاً. ثمإن مجتمعاتنا العربية لا ينبغي لها أن تشعر بالذنب من ممارسة الاقتباس عن الغرب، لأن الغرب كثيرا ما اقتبس ويقتبس المنتجات الفكرية والأدبية والفنية من خارجه، لكنه -بحيل بلاغية وبضعف ذاكرة عمدي وبنزعة إبادية ثقافية مركزية- يمحو آثار اقتباسه.

 وأشهر نموذجين حضاريين لذلك الموقف المعرفي لترسيخ الذاكرة الانتقائية في الغرب هو محو كل أثر في الأدبيات التاريخية الغربية لقيام الحضارة الإغريقية القديمة باقتباس الكثير من المفاهيم والتأملات والآلهة عن الحضارة المصرية القديمة. والمثال الثاني لذاكرة المحو الغربية هو محو أثر العرب والمسلمين وحذفه من الأدبيات الغربية المفترض فيها أن تتبع دور العرب في نقل التراث الكلاسيكي اليوناني إلى أوربا عن طريق ترجمات الكتب العربية والنسخ العربية من الكتب الإغريقية القديمة إلى اللاتينية في نهايات العصور الوسطى. فما يسمى بعصر النهضة الأوروبي منذ نهايات القرن الخامس عشر لم يقم على عودة أوروبا إلى التراث الإغريقي وفقط. بل قام على إعادة اكتشاف أوروبا لذلك التراث عن طريق النسخ العربية المترجمة عن الإغريقية، والتي ظلت محفوظة في مكتبات العالم العربية. وقام الجهد النهضوي الأوروبي على قراءة ذلك التراث الإغريقي القديم من منظور التعليقات والتفاعلات العربية مع ذلك التراث.

***

ليس اقتباس المنتجات الثقافية مساراً أحادياً ينتهجه العرب ليقتبسوا من الغرب الأفكار والآداب والسينما. بل هو مساحة للتفاعل في جميع الاتجاهات بين مقرض ومقترض. في ندوة عن اقتباس السينما للأدب، وجه لي أحد الحضور السؤال التالي: تتحدثون عن اقتباسات السينما المصرية عن روايات الغرب، لكن هل يقتبس الغرب أفلاما عن رواياتنا؟ أجبت إن الغرب قد لا يقتبس كثيرا روايات كتبها مؤلفون عرب، لكنه ينهل عشرات الأفلام من قصصنا العربية والشرق الأوسطية. كم فيلما أنتج الغرب عن قصة حياة المسيح وعن قصص ألف ليلة وليلة؟ هذه قصصنا في العالم العربي، قصة المسيح الذي ولد في فلسطين. وكان يتحدث ويعلم بلغة من لغات عرب الشمال، وهي اللغة الآرامية.

وكذلك اقتبست هوليوود والغرب عموماً قصص “ألف ليلة وليلة” من “علاء الدين” و”سندباد” إلى “علي بابا”، وهي القصص التي لا يعرفها الغرب الناطق بالإنجليزية إلا تحت عنوان “الليالي العربية”. المبدأ إذاً هو أن الغرب قد اقتبس من ثقافاتنا العربية والمسلمة الكثير عبر العصور، وكذا اقتبسنا من الغرب وما زلنا نفعل، في السينما وفي كافة مجالات الحياة. وهذه سنة التفاعلات الثقافية بين المجتمعات والشعوب عبر العصور.

***

في مجال الكوميديا تحديدا، يلفت النظر أن كوميديا شيكسبير “ترويض النمرة” (The Taming of the Shrew) تضم في مفتتحها حكاية الصعلوك السكير كريستوفر سلاي الذي يفيق ليجد نفسه في ملابس سيد أرستقراطي، وكل من حوله يقنعه أنه سيد من السراة لا صعلوك. دبر هذا المقلب سيد أرستقراطي وضع الصعلوك مكانه إلى جانب زوجته الأرستقراطية، من أجل السخرية من الصعلوك والتسلية بالضحك عليه. هذه حكاية تتطابق مع قصة من “ألف ليلة وليلة”، تحكي أيضاً عن سكير يلبسه المتآمرون ملابس السادة ويقنعونه بأنه سيد بهدف الضحك منه. وقد استعاد سعد الله ونوس تلك القصة التراثية في مسرحية “الملك هو الملك”، ولا يستبعد أن يكون شيكسبير قد اقتبس القصة عن أصل عربي، ربما وصله عن طريق إيطاليا أو إسبانيا.

ترويض النمرة
ترويض النمرة
تأصيل الاقتباس عربيا

إن المبدأ المعرفي الكلاسيكي العربي الأول هو افتراض أن الثقافة العربية ما هي إلا امتداد للثقافة البيزنطية. وأستدعي هنا الرأي الذي يتبناه البروفسير روي كاساجراندا (Roy Casagranda) عبر تأملاته حول تاريخ الحضارة المسلمة في سلسلة محاضراته المتاحة على منصة يوتوب. في إطار المحاضرات العامة التي يلقيهابكلية أوستن العامة بولاية تكساس (Austin Community College). قال البروفسير كاساجراندا ما معناه إن المسلمين في بداية ظهورهم كدولة منظمة، كانوا يسعون إلى إنشاء إمبراطورية رومانية مسلمة. بمعنى إنشاء إمبراطورية مسلمة على غرار الإمبراطورية الرومانية أو البيزنطية. وهكذا ترجم العرب منذ العقود الأولى لإنشاء الإمبراطورية العربية الكبرى علوم الفلسفة والمنطق والطب والجغرافيا وغيرها، عن اللغة اليونانية وأحياناً عبر ترجمات سريانية عن اليونانية. واستخدم العرب منهج الفيلسوف الإغريقي الأكبر أرسطو ومنطقه في تأسيس وتطوير الفقه المسلم وعلم الكلام.

ولعلنا لا نبالغ إن صورنا المكانة التي تمتع بها أفلاطون وأرسطو عند العرب وقلنا إنهم كادوا أن يطلقوا على الفيلسوفين الإغريقيين اسم الشيخين، وكأنهما من الرموز العربية. وكثيرا ما كان العرب في العصور الوسطى يشيرون إلى منجز الإغريق والرومان والبيزنطيين القدماء بتعبير “الأقدمين” أو “الأمم السالفة”. مما يؤكد فكرتي عن تصور العرب لأنفسهم باعتبار الخلف الحديث للسلف الإغريقي والروماني. والمبدأ العربي الكلاسيكي الآخر، والذي يعود إلى عصر ما قبل ظهور الإسلام، يرتبط بتصورهم عن أصالة الفكرة الإبداعية أو العمل الفني. حكم ذلك المبدأ نظرة العرب لقضايا انتحال الشعر وسرقته. وهو مبدأ يعتمد على نظرية جمالية أدبية سادت لعدة قرون عند العرب في العصور الوسطى. وأصوغها موجزةً بعبارتي كالتالي: المعاني على المشاع والألفاظ على الخصوص.

***

أي أن العرب لم تكن تجد غضاضة في أن يستلهم شاعر أو مبدع معنى أو فكرة نطق بها أحد قبله. معيار الأصالة وعكسها الانتحال أو السرقة كان الإجابة عن سؤال: إلى أي مدى استخدم الشاعر ألفاظ وعبارات وقوافي ومجازات الشاعر الأسبق الذي يقتبسه أو يعيد استخدام بعض مما جادت به قريحته؟ أي أن العرب في العصور الوسطى لم يكونوا يمانعون أن يمارس المبدع ما نسميه اليوم بالاقتباس، وأن تعريفهم للخطأ أو التجاوز في هذا الصدد -الذي نسميه اليوم بالسرقة الأدبية- كان أضيق بكثير من معاييرنا المعاصرة.

لم يكتب العرب في العصور الوسطى باستفاضة أنهم ترجموا أو اقتبسوا -وربما لم يتصوروا أنفسهم أنهم مقتبسين على الإطلاق-. ولا نبه العرب إلى أن الغرب قد ترجم أعمالهم إلى اللاتينية، وبنى عليها نهضته منذ نهاية العصور الوسطى ودخول أوروبا عصر النزعة الإنسانية. لأن العرب كانوا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم جزءا من دائرة العالم أو العولمة. بالمعنى نفسه لا نسمع المخرج الأمريكي جورج ستيفنز (George Stevens) يقول إنه اقتبس عام 1965 أعظم قصة في العالم في فيلمه “أعظم قصة رواها بشر” (The Greatest Story Ever Told). رغم أنها قصة شخص ولد في فلسطين -وهو المسيح- بينما هو مخرج أمريكي، وذلك لأنه يعتبر أن ما هو فلسطيني يخصه بفضل المسيحية.

***

ولا نسمع المخرج الأمريكي أورسون ويلز (Orson Welles) يعلق على فيلمه”عطيل” (Othello) من إنتاج 1951. ويقول إنه قد اقتبس مسرحية إنجليزية عن قبطان أو ضابط بحري عربي مغربي، بل لعل ويلز يقول إنه قد “قدم” المسرحية في صيغة سينمائية. لا شك أن المخرج الشهير أورسون ويلز يظن أن ما هو عربي يخصه بفضل اللغة الإنجليزية التي كتب بها شيكسبير مسرحيته “عطيل”. وبالمناسبة، من الأوفق -على حد رأي إبراهيم المازني- أن نعتبر اسم الشخصية الشيكسبيرية: عطاء الله أو عطا الله. ولعل الاسم الذي اختاره شيكسبير كان تصحيفاً بريئاً للاسم العربي. لكن التصحيف أدى إلى اغتراب الاسم الإنجليزي عن الاسم العربي المألوف للناطقين بالعربية: عطا الله.

بالمنطق العربي الكلاسيكي نفسه لم يكن مؤلفو الأفلام ومخرجوها في مصر في القرن العشرين ينظرون إلى الاقتباس بوصفه سرقة. فهم كانوا جزءا من العالم وينهلون من إنتاج العالم الثقافي، وهم يعتمدون موقفا تراثيا عربيا لا يرى فرقا ثقافيا بين العرب والروم. ثم إنهم يتعاملون مع الغرب بمنطق خذ وهات: إنجلترا تقتبس دخل قناة السويس والقطن، ونحن نقتبس قصص الغرب ومسرحه وأفلامه. ثم إن الاقتباس قد يبدو لنا اليوم سرقة، إن قبلنا أننا مختلفون جذريا ومعرفيا عن الغرب. وهذا الاختلاف هو أيضا أساس فرض هيمنة الاستعمار بالاستشراق فالأمريكي لا يسرق شيكسبير إن اقتبسه، لأنه ينهل من تراثه الأنجلوساكسوني. لكن عاطف الطيب في فيلم “الغيرة” يسرق شيكسبير بمعنى ما-لأن “الغيرة مقتبس عن مسرحية “عطيل”-، إن اعتمدنا مبدأ أن شيكسبير يخص الغرب وحده، ولا يخص الإنسانية جمعاء. على أن مثال شيكسبير تحديداً يكشف فكرتي عن مشروعية اقتباس الجميع من الجميع، حيث إن منتجات البشرية الثقافية تخص البشرية جمعاء.

***

ليس المقصود بالطبع تبرير السرقة الأدبية. السرقة الأدبية في رأيي تحدث عندما ينتحل شخص أسطرا أو أفكاراً من شخص آخر معاصر -دون إقرار بهذا- وفي إطار مجتمع أو مجتمعين متعاصرين وفي إطار علاقات قوى تجعل المبدع الأصلي والسارق على نفس المستوى من القوة أو حين يكون السارق في موضع قوة أو سلطة أعلى أو أكبر من قوة المبدع الأصلي المسروق. فعندما يقتبس المغني الأمريكي جاي زي (Jay-Z) موسيقى أغنية لعبد الحليم حافظ في أغنيته (Big Pimpin) هذه سرقة. لأن جاي زي من أكبر وأشهر المغنين في الولايات المتحدة والعالم أجمع بينما عبد الحليم نجم عربي لا يتمتع بسطوة جاي زي في كافة أرجاء العالم.

حدوتة مصرية
حدوتة مصرية

ولو صح ادعاء يوسف إدريس أن يوسف شاهين قد استلهم قصته في فيلم “حدوتة مصرية” دون أن يذكر اسمه. فهذه سرقة لأن إدريس وشاهين متعاصران ويتمتعان بقدر متماثل من الرصيد الرمزي والاعتبار الجماهيري والمؤسسي. وقد فضل شاهين أن يحل المشكلة بالتفاهم ووضع اسم إدريس على تيترات الفيلم. أما عندما يقتبس مبدع ينتمي إلى مجتمع مستعمر أو حديث العهد بالاستقلال مثل مصر في الخمسينات والستينات، وعندما ينتمي المؤلف المقتبس منه، صاحب العمل الإبداعي الأصلي، إلى مجتمع استعماري أو مهيمن أو ينتمي إلى العالم الأول، تنقلب علاقات القوة بين المقتبس والمقتبس منه، فلا أرى في ذلك الاقتباس غضاضة.

اقرأ أيضا:

الأصول الأمريكية للحارة المصرية

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر