الاحتفالات بالحج في مصر والمغرب.. وهذا سر الرايات الخُضر
في مصر كما في المغرب العربي هناك عدة طقوس شعبية، ترتبط بمشهد توديع حجاج بيت الله قبل سفرهم لأداء مناسك الحج، حتى أن بين تلك الطقوس تشابه كبير.
فاطمة البوزياني، 38 عامًا- مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، تقول إن طقوس وداع الحجيج في المملكة المغربية تبدأ قبل السفر لأداء مناسك الحج بأيام قليلة تقارب الـ10 أيام، إذ يبدأ الحاج يحل أية خلافات بينه وبين أفراد عائلته وأصدقائه قبل سفره.
وتقول فاطمة القاسمي، 33 عامًا- مغربية مقيمة، إنه قبل سفر الحجيج بأيام تبدأ أسرته وعائلته تشغيل وسماع الأغاني والأهازيج الشعبية القديمة، منها أغنية قديمة معروفة بـ”إلي النبي”.
تتابع أن بيوت الحجاج ومدن المملكة المغربية، ويتجمع العشرات بل المئات داخل منازل الحجيج، احتفالًا بسفر فرد من أسرتهم لأداء مناسك الحج.
الأكلات المغربية في الحج
تتابع أن منازل الحجيج تنظم ولائم من مأكولات مختلفة، ويتجمع الأهل والجيران والأصدقاء علي السفرة المغربية، من أجل الاحتفاء بسفر الحاج، ويتناولون العديد من المأكولات، وأبرزها الكسكسي، الذي يعد أحد المأكولات الشعبية المغربية بمختلف أنواعه.
الدفوف والأناشيد الدينية
تضيف أن قبل رحلة الحج، يودعه أهله وأسرته، عن طريق تنظيم حفلات مصغرة بالمنزل، بالإضافة إلى موكب صغير للحاج يمتلئ بالأناشيد والوشحات الدينية، تغنى على الدفوف، وإطلاق الزغاريد.
الموروثات الشعبية في مصر
وبحسب علي محمد كامل، مدرس، فإن هنالك العديد من الطقوس والموروثات القديمة التى يؤديها الأهالى في مصر بأكملها خاصةً محافظات الصعيد، إذ يعتبر من يؤدي فريضة الحج وسط أصدقائه وعائلته وأبناء منطقته أو قريته مثل العريس الذي سيتزوج بعد أيام قليلة.
ويتابع كامل إن أسرة الشخص الذي يستعد لأداء مناسك تبدأ قبل سفر الحجيج بأيام، في إعداد ملابس الإحرام للحاج، فضلًا عن إقامة العديد من حفلات الإنشاد الديني والأهازيج داخل منزل الحجيج، وسط حضور كافة المقربين وأفراد العائلة.
أهازيج وأناشيد
رمضان علي، تاجر من محافظة قنا، يقول إن المئات من الأهالي يتوجهون مع الحاج في طريقه للسفر، حاملين الرايات الخضر، بينما تصدح الأناشيد الدينية، منها: “طرف شال الحجيج أبيض من العلامة.. وأبيض من لبن الحليب يا حاج يوم السلامة.. طرف شال الحجيج أبيض من القلوع.. وأبيض من لبن الحليب يا حاج يوم الرجوع”.
رسومات معبره
وعقب سفر الحاج إلى السعودية بساعات قليلة، تبدأ أسرته وعائلته في تزيين وجاهات المنازل بالرسومات المعبرة عن موسم الحج، ومنها كتابة الآية “وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا”، وكذلك عبارة “حج مبرور وذنب مغفور”، بالإضافة إلى رسومات عن الكعبة الشريفة ورفقة الغار وبيت الله الحرام، وجبل عرفات”، من أجل تهنئة الحاج عقب عودته، وتعريف المواطنين بأن ذلك الشخص أدى مناسك الحج.
سر الراية الخضراء
ويقول عاطف قناوي، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية، مسؤول الوعي الأثري بمحافظة قنا، إن سر حمل المرافقين للحاج الرايات الخضراء يرجع إلى العصر الإسلامي، فقد كان المسلمون يستقبلون المحاربين القدمين من الغزوات بالرايات الخضر، والأهازيج والأناشيد.
يتابع أن نفس تلك الطقوس استقبل بها أهل المدينة الرسول محمد، عندما قدم عليهم مهاجرًا من مكة.
أما سر رسومات الكعبة على منازل الحجاج، فيقول قناوي إن تزيين منازل الحجاج بهدف توثيق رحلة الحج، منتشرة منذ زمن طويل وكانت توثق وسائل المواصلات بداية من الجمل للسفن للطائرات.
ويذكر أن عادة النقش على الجدران قديم من عصور المصريين القدماء، لكنه اختلف فقط باختلاف المناسبة، كما أن مناسك “التقديس” عند الأقباط في الماضي كانت تشهد نفس نوعية الاحتفالات عند المسلمين.
ويشير قناوي إلى أن الشعب المصري بطبعه يحب الاحتفالات، ورسومات الحج والأغاني كلها تعد فنونًا شعبية.
وتقول سحر وزيري، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الأثار، إن الرسوم الجدارية المرتبطة بموسم الحج من المأثورات الشعبية المهمة التي داوم المصريون عليها، وقد استخدم الفنان الشعبي عددًا من الألوان ذات الدلالات الخاصة، التي تناسب موسم الحج، فالأبيض رمز للضوء والسمو والنقاء، والأحمر لون الفرح والسعادة والقوة، والأخضر رمز للجنة والخصب والنماء.
تتابع أن الرسومات كانت تمثل الكعبة والحرم المكي ومسجد الرسول وحمامتين وغار ثور، كرمز لهجرة الرسول.
تعليق واحد