«الإسكندرية للفيلم القصير» يختار 11 فيلما في مسابقة أفلام الذكاء الاصطناعي

تتواصل حتى الثاني من مايو فعاليات الدورة الحادية عشرة من «مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير»، الذي تنظمه جمعية «دائرة الفن»، بمشاركة أفلام من مصر ومختلف أنحاء العالم. ويمنح المهرجان هذا العام اهتماما خاصا بالأفلام المصنوعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي(AI)، في محاولة لاستكشاف مستقبل الصناعة السينمائية.
حفل افتتاح المهرجان
رغم تأخر بدء مراسم افتتاح المهرجان عن موعده بحوالي ساعة. إلا أن الجمهور تفاعل سريعًا وبسعادة مع المعزوفات الموسيقية لفرقة الأنفوشي للموسيقى، التي قدمت ميدلي من أشهر أغاني أفلام السينما المصرية.
بدأت المعزوفات بـ”سلام لغزة”، ثم الموسيقى التصويرية لمجموعة من الأفلام، منها: “الطريق إلى إيلات”، “ملاكي إسكندرية”، “الراقصة والسياسي”، “الناظر”، “مرجان أحمد مرجان”، “الإرهاب والكباب”، “عريس من جهة أمنية”، “البيضة والحجر”، “مستر كاراتيه”، “صعيدي في الجامعة الأمريكية”، “اللي بالي بالك”، “الكيف”، و”العار”، واختتمت بأنغام “فيها حاجة حلوة” من فيلم “عسل أسود”.
وقدمت حفل الافتتاح الفنانة بشرى، التي أشادت بصناع مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير، مشيرة إلى أنهم تركوا أثرا كبيرا في صناعة السينما رغم عملهم بأقل الإمكانيات. شهد الحفل حضور عدد من النجوم، منهم: محمود حميدة، ريهام عبد الغفور، أحمد مالك، مجدي أحمد علي، محمد العدل، شيري عادل، سلوى محمد علي، أمير رمسيس، يسري نصرالله وغيرهم. والحفل من إخراج أحمد عسكر.
وعبر الرئيس الشرفي للمهرجان، محمد العدل عن سعادته قائلاً: “سعيد بالشباب القائمين على هذا المهرجان، فهو المهرجان الوحيد في مصر الذي ينظمه شباب من أبناء المحافظة، وهو والوحيد أيضا ـ بخلاف مهرجان القاهرةـ الذي يحضر أفلامه جمهور من أبناء محافظته. كما أنني سعيد بزيادة عدد النجوم المشاركين كل عام”.

تكريم ريهام عبدالغفور وأحمد مالك
اختتم حفل الافتتاح بتكريم الفنانة ريهام عبدالغفور والفنان الشاب أحمد مالك. وقدم الفنان خالد كمال درع التكريم لريهام، التي عبرت عن سعادتها لتكريمها في الإسكندرية للمرة الثانية. وأهدت التكريم إلى والدتها، ووالدها، الذي كان سببا في حبها للفن.
وفاجأ النجم طه الدسوقي الجميع بظهوره على المسرح لتقديم جائزة أحمد مالك، قائلا: “سعيد للغاية بوجودي في المهرجان، ولتقديم الجائزة لفنان شاب كان مصدر إلهام لي منذ صغري. فهو يمثل جيله بوعي وثقافة. رغم أنني أكبر منه بثلاثة أعوام. إلا أن طاقته في العمل تجعلني أشعر أنني أكبر منه بعقود، وهو أقدم مني أيضا. إذ يعمل في الفن منذ 15 عاما”.
وتفاجأ أحمد مالك بوجود طه الدسوقي، وقال: “سعيد جدا لوجود شريكي في الرحلة والنجاح. ولن أنسى عمري هذه اللحظة أبدا. التكريم في حضور أساتذة كبار يشعرني بالخجل، وبالنسبة لي، فإن الشغف والمجهود هما أساس النجاح. هذا هو أول تكريم لي وإسكندرية أصبحت مدينة عزيزة على قلبي، وسيظل هذا التكريم مهما في مسيرتي”.

أفلام الذكاء الاصطناعي
بالتعاون مع مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، عرض المهرجان أفلام مسابقة الذكاء الاصطناعي، ومنها: “سيطرة الظلمة”، “الأسطورة”، “الصالون”، “حوارات منسية”، “مأساة ليو”، “لقتلهم جميعا”، “القصر”، “بيتا”، “ملك البرجر”، “نسخة تجريبية”. أعقب العروض جلسة نقاشية مع عدد من المخرجين. من بينهم: أمل عسكر ومارك حنين (من مصر)، ومراد حنا (من الجزائر). وأبدى الجمهور تخوفه من استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام. مؤكدين أهمية العنصر البشري والمشاعر في العمل الفني.
وأوضحت المخرجة أمل عسكر أن فكرة الفيلم جاءت من عملها في مجال الإعلانات. مشيرة إلى أن صناعة السينما تتغير بسرعة، وأصبحنا لا نحتاج إلى ممثلين ولا كاميرات تصوير. إذ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مشهد واحد فقط، وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يقلل من التكلفة. فبدلا من السفر إلى القمر مثلا، يمكننا تصوير المشهد بالكمبيوتر.
وقالت: “كل ما يمكن تخيله يمكن صناعته بالذكاء الاصطناعي بتكلفة أقل، لذا يجب استغلاله. وفي رأيي، هو مجرد أداة يستخدمها الإنسان للتعبير عن مشاعره، ولن يمكن الاستغناء عنها مستقبلا”.

أهمية الـAI
وأكد المخرج مراد حنا أهمية الذكاء الاصطناعي في إنجاز كل ما يريده المخرج في وقت قصير وبتكلفة أقل من المعتاد. وأوضح أن فيلمه الحالي أنجزه خلال 10 أيام فقط، بينما استغرق منه فيلم رسوم متحركة سابق 8 أشهر من العمل. واستطرد قائلا: “حتى لو استخدمنا الذكاء الاصطناعي عبر جهاز كمبيوتر، فإن الإنسان يظل المتحكم الأساسي فيه، والإبداع في المقام الأول إنساني، لذا لا غنى عن العقل البشري”.
وبرر المخرج مارك حنين استخدامه للذكاء الاصطناعي في فيلمه، موضحا أنه كان بحاجة إلى صوت آلي خال من العاطفة. لذا فكر في تنفيذ فيلم باستخدام الذكاء الاصطناعي”. وأشار إلى أن التخوف الكبير من الذكاء الاصطناعي، باعتباره بديلا للإنسان، ليس مبررا في رأيه. إذ يعتبره أداة اخترعها الإنسان لتسيير عمله، تماما كأي تقنية أخرى. وأضاف: “هناك أفلام كثيرة في تاريخ السينما من صناعة بشرية 100%، ورغم ذلك لم تكن مؤثرة أو تحمل مشاعر، لذا فليست الأداة هي ما تصنع التأثير دائما”.