احتفاءً بالمسرح الفلسطيني.. ختام مهرجان شباب الجنوب بقصر ثقافة قنا

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب، والتي أقيمت بقصر ثقافة قنا، واحتفت بالمسرح الوطني الفلسطيني، وحملت هذه الدورة اسم الفنانة الراحلة الدكتورة عايدة علام.
عروض عربية وأجنبية
قال الناقد هيثم الهواري، رئيس المهرجان:” شهد المهرجان هذا العام مشاركة 17 عرضا مسرحيا من دول عربية وأجنبية، ضمن المسابقات الرسمية. إلى جانب عروض مسرح الطفل وفنون الحكي”. وأشار إلى إصدار 11 كتابا مسرحيا جديدا، يُنشر بعضها إلكترونيا على المستوى الدولى لأول مرة. ولفت إلى أن فعاليات الدورة تضمنت أيضا عروضا مسرحية للطفل. بالإضافة إلى تنظيم 5 ورش تدريبية متخصصة في مجالات التمثيل، والتأليف، والتسويق المسرحي، والإنتاج المسرحي، والسينوغرافيا. فضلا عن مبادرة لإنشاء عدد من المكتبات المجانية لتعزيز الوعي الثقافي داخل القرى والنجوع.
ونوه الهواري بأن مهرجان مسرح الجنوب الدولي يعد من الفعاليات الثقافية الرائدة التي تعكس تفاعل محافظة قنا مع الحراك المسرحي والفني، ودورها البارز في دعم الفنون والإبداع بوصفهما ركيزتين أساسيتين في بناء الإنسان والمجتمع.
فرقة الفلوجة
على مسرح قصر ثقافة قنا، قدمت فرقت “الفلوجة” الفلسطينية عددا من العروض التي عبرت عن التراث الفلسطيني الأصيل والمقاوم للحرب والعبودية، بحضور المحافظ وعدد من الشباب والفنانين والمثقفين.
وضمن عروض الحكي، شهد اليوم الأخير من المهرجان العرض الفلسطيني “لأني فلسطيني” للمخرج “محمد الشوالي”. أعقبه عرض لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني بعنوان “حكايات من بلادي”، وهو سرد لعدد من الحكايات الشعبية، من بطولة وتأليف وإخراج عبد الرؤوف عسقول.
قال رفيق توفيق، مسؤول فرقة الفلوجة الفلسطينية: “الفرقة شعارها “الفن مقاومة”، وهي تهتم بالفنون الشعبية الفلسطينية وتتخذ من الفن وسيلة لمقاومة الاحتلال. هذه هي المرة الأولى التي نشارك فيها في هذا المهرجان، ونتطلع للمشاركة في الأعوام القادمة”.
أما عن مشاركات الفرقة في مصر بشكل عام، أوضح توفيق أن الفرقة قدمت عروضا فنية كثيرة في أماكن مختلفة، منها ساقية الصاوي، والأوبرا، ومهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة. وهي مستمرة في تقديم العروض في شتى الأماكن. وعن تاريخ الفرقة، ذكر أنها تأسست عام 1984، وتهتم بالتراث الشعبي الفلسطيني بأنواعه، مع التركيز على الرقصات التراثية القديمة. وأضاف “لكن هذه الفترة نركز أكثر على عروض الشهداء والكرامة والحق الفلسطيني. وما يتعرض له الفلسطينيون من قتل ممنهج من قبل الاحتلال”.
واختتم حديثه قائلا: “نستهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني والهوية الفلسطينية ونحاول حمايتها من الاندثار، فنحن نقاوم من خلال الفن”.
الحفاظ على التراث
أحمد نصر، أحد شباب الفرقة ولد في مصر لأبوين فلسطينيين، قال: “انضممت للفرقة منذ 10 سنوات، ونجسد من خلالها معاناة الشعب الفلسطيني، وتراثه. وعاداته وتقاليده في الأفراح، مثل التقاليد الخاصة بالثوب الفلسطيني المطرز باللونين الأسود والأحمر. وتقاليد الحناء، والدبكة، وكل ذلك يعد من التراث الفلسطيني”.
أما لينا أشرف، فقد انضمت إلى فرقة الفلوجة الفلسطينية منذ 9 أشهر. وشاركت في العروض المسرحية الأخيرة التي قدمتها الفرقة. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها في محافظة قنا، حيث قدمت استعراض الدبكة الفلسطينية مع الفرقة.
وحكت أنها كفتاة غزاوية تحب التعبير عن التراث الفلسطيني، وتجسيد المعاناة التي يعيشها الشعب تحت وطأة الحرب. مؤكدة على حرصها على حفظ التراث الفلسطيني في الذاكرة العربية.

عروض مختلفة
تضمنت الفعاليات أيضا تقديم مجموعة من العروض الفنية والترفيهية لأطفال مرضى معهد الأورام بمحافظة قنا. كما تم افتتاح معرض للمنتجات والمشغولات اليدوية الخشبية التي تعبر عن التراث القناوي.
وفي ختام المهرجان، تم تكريم 11 شخصية من رموز المسرح والفن وهم: الفنان أحمد الشافعي (مصر)، الفنان خليل العلي (فلسطين)، الدكتور سيد علي (مصر)، الفنان طالب البلوشي (سلطنة عمان). والفنان عزت زين (مصر)، الفنان قاسم إسطنبولي (لبنان)، المخرج محمد الشوالي رئيس اتحاد الفنانين الفلسطينيين في لبنان. الفنان محمد نجاتي (مصر)، المخرج منتظر الطويل (العراق)، الفنان يوسف إسماعيل (مصر)، والفنان وليد سعد الدين (فلسطين).