إلغاء مهرجان “دوم للحكي” يثير استياء الدوائر الثقافية بقنا والفرق المشاركة.. المحافظ مفسرًا: لصيانة قصر الثقافة.. و”الخميسي”: سنعد لمهرجان العام المقبل
قنا- بسام عبدالحميد، مريم الرميحي:
توالت ردود الأفعال بين الدوائر الثقافية والفرق المشاركة في مهرجان دوم الثالث للحكي في محافظة قنا، بسبب قرار السلطات المحلية إلغاء المهرجان هذا العام.
وقالت أمل هاشم، مدير مؤسسة تنويرة الثقافية، أحد الشركاء المنظمين لمهرجان دوم بقنا، إن إدارة مؤسسة دوم للثقافة اختارت محافظة قنا، لعقد مهرجان الحكي للعام الثالث على التوالي، لنجاح المهرجان خلال العامين الماضيين، وأضافت أن قنا غنية بالحكَّائين والتراث الشفاهي، وأن المهرجان كان يعمل على نشر الثقافة وفنون الحكي بجميع الشوارع والقرى بالمحافظة.
واعتبر حمدي حسن، ممثل، أن إلغاء المهرجان “أمر محبط”، وقال إن المهرجان كان بمثابة المتنفس الوحيد للمثقفين للخروج من النمط التقليدي لقصور في الصعيد، من خلال عمل العروض بالشوارع والميادين والقرى والنجوع، والنزول بالثقافة إلى الشارع.
فيما ذكرت أسماء باسل، مؤسسة مبادرة “دّورك” النسوية، أن إلغاء المهرجان يثير الجدل حول مستقبل الثقافة في مصر، وخاصة أن فكرة الحكي هي فكرة تعد الأكثر احتكاكًا بالشارع، بسبب شعبيتها وغنى المحافظة بالتراث الشفاهي.
ورأت أسماء أنه من المفترض مساندة مثل تلك المهرجانات كأحد الطرق لنشر الثقافة والتنوير في المجتمع، خاصة أنها تخاطب المواطنين العاديين وليس النخبة.
بينما قالت إيمان صلاح الدين، مسؤول فرقة “أنا الحكاية”، واتفقت معها منة نور، مسؤول فرقة “إيزادورا”، إن الجهات الحكومية مطالبة بدعم الأنشطة الثقافية والفنية لمناهضة الأفكار المتطرفة ونشر التنوير.
إيمان أضافت أن إلغاء المهرجان لن يؤثر على عمل فرقتها، وأنها مستمرة في تقديم عروضها الفنية.
ووصف أسامة طه، مسؤول فرقة “طعم المكان”، إلغاء المهرجان بأنه خسارة فادحة، وقال “كان المهرجان أحد العلامات المميزة لمحافظة قنا”.
أما رمضان عز الدين، مسؤول فرقة “سيد الضوي”، قال إن الفرقة كانت ستنشط بعروض مميزة سيقدمها الشاعر الكبير سيد الضوي، وأن إلغاء المهرجان أمر مؤسف.
فيما أرجع عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، سبب إلغاء المهرجان هذا العام، إلى ترميم قصر ثقافة قنا وتسليمه إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإعادة ترميمه، وإغلاقه أمام الرواد.
وقال الهجان إن المحافظة اعتذرت عدم استضافة المهرجان، بسبب المشروعات القومية الجاري تنفيذها خلال الشهر الذي يعقد فيه المهرجان، وانشغال المسؤولين عن تنسيق المهرجان، بالإضافة إلى ترميم قصر ثقافة قنا، ونقله إلى مدينة العمال، وتسليمه للهيئة الهندسية لإعادة ترميمه.
وقال الكاتب خالد الخميسي في تصريحات اختص بها “ولاد البلد” أنا لا أشك أن لمحافظ قنا أسباب وجيهة – لا أعرفها بدقة- لرفضه انعقاد مهرجان دوم لفنون الحكي هذا العام، كان المحافظ مضيفًا رائعًا للمهرجان في العام الماضي، كما أنني على ثقة أننا سنتعاون ولا شك في المستقبل، من أجل إقامة نشاطات ثقافية في المحافظة.
وأضاف الخميسي ما أعرفه بالتأكيد أن محافظة قنا ثرية بمواهبها في المجال الفني والثقافي، وقد قدمت ألمع الحكائين المصريين، غير أنها تفتقر إلى المهرجانات والفعاليات والورش الثقافية، وكان مهرجان دوم لفنون الحكي هذا العام ٢٠١٦ سيقدم عروضًا للحكي من فرق من مختلف أنحاء مصر في عدد من قري مركز قنا والمدينة، فقد كانت دورة هذا العام لمهرجان فنون الحكي تركز على إقامة العروض خارج عاصمة المحافظة دعمًا لسياسة اللا مركزية الثقافية التي تنتهجها مؤسسة دوم للثقافة وهذا من خلال شراكتنا مع عدد من الجمعيات الفاعلة بقنا.
وأوضح الخميسي أن عدم إقامة المهرجان لعام ٢٠١٦ لن يمنع أن نقدم عروضًا ثقافية في قنا على مدار العام.
وتابع: لكن ما أحزنني حقيقةً هو عدم منح الفرصة للفرق الفنية التي وقع الاختيار عليها لتقدم عروضها للحكي، وهي فرق تستحق كل إشادة، ودورنا هو دعم هذه الفرق ماديًا ومعنويًا.
وأشار إلى أن هناك ١١١ فنان وفنانة كان قد تم الاتفاق معهم لتقديم عروضهم، وأنه يتمنى أن تسنح لمؤسسة دوم الفرصة، لتقدم عروضًا في أماكن مختلفة لهذه الفرق، إذ إن هذا المهرجان- ويا للعجب- هو المهرجان الوحيد في مصر لفنون الحكي.
الخميسي لفت إلى أنه سيبدأ في الإعداد لمهرجان ٢٠١٧ منذ الآن، وأنه سيتواصل مع محافظ قنا للاتفاق على تفاصيل مهرجان العام المقبل.
وأعلنت مؤسسة دوم للثقافة، اليوم الإثنين، عن إلغاء مهرجان “دوم” الثالث للحكي، والذي كان من المقرر إقامته في محافظة قنا، من 8 إلى 11 أبريل المقبل.
وقال بيان أصدرته المؤسسة إن حلمي النمنم، وزير الثقافة، أبلغ الكاتب خالد الخميسي رئيس مؤسسة دوم للثقافة، برفض عبدالحميد الهجان محافظ قنا، انعقاد مهرجان دوم الثالث للحكي في المحافظة.
واعتذرت “دوم” في البيان، للفنانين والفنانات المشاركين في المهرجان، ويبلغ عددهم نحو 111 فنان وفنانة من مختلف محافظات الجمهورية، عن عدم إقامة المهرجان، معربة عن أسفها لهذا الرفض.
وذكر البيان “أن المؤسسة عازمة على الاستمرار في عملها الثقافي على أساس لا مركزي، وفي سعيها إلى إتاحة الثقافة لعدد أكبر من المصريين، حتى لو كنا مجرد نقطة صغيرة في محيط التغيير”.
يشار إلى أن مؤسسة دوم للثقافة كانت تشرع في إقامة مهرجانها الثالث للحكي في محافظة قنا للسنة الثالثة عل التوالي، بالشراكة مع وزارتي الشباب والرياضة والثقافة، وعدد من المؤسسات غير الحكومية ومنها جمعية تنويرة الثقافية، ومركز دندرة الثقافي، وجمعية أنا المصري، وجزويت القاهرة، وبمشاركة 12 فريقًا للحكي هي السيرة الهلالية، والهاية المستقلة، وعلى الناصية، والجوكر، والمدينة للفنون البصرية والثقافية، وفرقة الشاعر سيد الضوي، وأنا الحكاية، وطعم المكان، وخمسة نتفاهم، ولمسة مسرحية، ودوم للحكي، وإيزادورا، فضلا عن عرضين هما المسحور، وحكي تفاعلي للأطفال.