إحسان عبدالقدوس وعبدالعظيم أنيس.. معا على الطريق

تزاملا في المدرسة والحي السكنى ذاته، وفي الصحافة والأحلام التي كانت بعرض السماء، واختلفا- أحيانا- في السياسية، إلا أن ذلك لم يؤثر في الاحترام المتبادل بينهما. إحسان عبدالقدوس (يناير 1919-1990)، وعبدالعظيم أنيس (يوليو 1923-يناير 2009) اللذان تحل ذكراهما هذه الأيام. وقد ارتبط الاثنان بعلاقة صداقة وزمالة قوية، فضلا عن علاقة عمل مهنية، حيث بدأ  أنيس مشواره في الكتابة على صفحات مجلة «روزاليوسف»، حتى وصل الأمر إلى أن كلفه إحسان عبدالقدوس بتولي تحرير باب الأدب في المجلة بعد انتقال فتحي غانم إلى «آخر ساعة» عام 1952.

أيام الدراسة

يقول عبدالعظيم أنيس في مذكراته عن إحسان: “رأيت إحسان لأول مرة في المدرسة، مدرسة فؤاد الأول الثانوية. كان هو في السنة الخامسة أو الرابعة، لا أذكر بالضبط، وكنت في السنة الأولى. كانت هذه السنة – 1935 – هي سنة المظاهرات ضد الإنجليز، وكان حزب الوفد في مقدمة المحرضين على هذه المظاهرات. لكن مشكلة مدرستنا كانت أن ناظرها كان رجلا متسما بالحزم والشدة (إسماعيل القباني)، فلم يكن يتردد في فصل أي تلميذ يراه يهتف بالشعارات السياسية في فناء المدرسة. وكان من الطبيعي أن يكون “الهتيفة” من تلاميذ السنة الرابعة والخامسة.

ولما زاد عدد المفصولين من تلاميذ الصفين الرابع والخامس، تفتق ذهن الباقين منهم، إلى حيلة حتى لا يستطيع الناظر أن يرى المسؤول عن بدء الهتافات. وتتلخص الحيلة في أن يبدأ واحد من تلاميذ السنة الأولى من القصار بالهتاف، ويحيط به تلاميذ الصفين الأخيرين من جميع الجوانب ويقتصر دورهم على ترديد الهتاف وراءه، فلا يستطيع أحد معرفة من بدأ الهتاف في المدرسة. تطوعت أنا وغيري من تلاميذ السنة الأولى لأداء هذه المهمة، وخرجنا إلى الشارع. عندئذ اصطدم البوليس بنا، وأطلق بنادق الرش علينا، فقمنا برميهم بالطوب، وكانت معركة انتهت بالقبض علي في المساء من المنزل، بينما نجا إحسان مع أنه كان في مقدمة المظاهرة.

دخلت السجن لأول مرة في حياتي وقضيت أربعا وعشرين ساعة ما بين حجز قسم الوايلي وتخشيبة محافظة القاهرة. ولم يفرج عني إلا بسبب صغر سني، إذ كنت في الثانية عشرة من العمر. وعندما عدت في اليوم التالي إلى المدرسة استقبلني التلاميذ استقبالا حماسيا. لابد أن إحسان كان قد تابع الأحداث وتيقن من شكلي المميز تماما، وعندما قابلت إحسان بعد الثورة في مكتبه بـ”روزاليوسف” بعد سبعة عشر عاما من تلك المظاهرات، وجدته يذَكرني بها وبحادث القبض علي لمدة يوم كامل”.

إحسان عبدالقدوس بعد الثورة

بعد الثورة بأيام، بدأ إحسان عبدالقدوس يكتب سلسلة من المقالات النارية متحدثا سلبا وإيجابا عن حركة الجيش. وفي الحقيقة، كان إحسان وقتها نسيجا وحده من الصحفيين، فقد كتب ما لم يستطع أحد أن يكتبه، وتطرق إلى مناطق ملغومة لم يجرؤ عليها غيره. كتب إحسان في أغسطس 1952، وقبل مرور شهر على حركة الجيش، متساءلا: “من الذي يحكم: الجيش أم علي ماهر؟”.

يقول إحسان: “وأستطيع أن أمنح نفسي الحق في أن أكون صريحا وأتساءل: من الذي يحكم اليوم؟ هل هو الجيش؟ أم علي ماهر؟ هل هما الجيش وعلي ماهر معا؟”.

وفي أكتوبر 1952، بدأ إحسان عبدالقدوس في كتابة سلسة جديدة من المقالات بعنوان “كيف نريد أن تحكم مصر؟”، لا تقل عنفا عن مقالاته السابقة. يتطرق فيها مباشرة إلى فكرة إلغاء الأحزاب والتحول إلى نظام ديكتاتوري، ويرى أن هذا النظام لو طبق، فإننا سنكون بصدد إعادة تدوير للنظام الملكي مرة ثانية.

ولم يكن عبدالعظيم أنيس بعيدا عن تلك الأحداث، فقد كان في بريطانيا وقت قيام الثورة. دعا من خلال اللجنة الوطنية التي تشكلت هناك لمتابعة أخبار مصر وإقامة مؤتمر حاشد لمناقشة الوضع الجديد، وأرسل المؤتمر برقية تأييد للثورة أذيعت من راديو القاهرة. ما زاد من تأييده للحركة هو طرد الملك فاروق في 26 يوليو 1952. عاد بعد الثورة بشهرين إلى مصر ليعمل في كلية العلوم جامعة القاهرة، ويمارس معه عمله في الكتابة في “روزاليوسف” مع إحسان عبدالقدوس.

أزمة مارس 1954

استمرت جرأة إحسان عبدالقدوس ومثابرته حتى مارس 1954، فلم يردعه سوى السجن بعد أن كتب مقالتين، الأولى بعنوان “الجمعية السرية التي تحكم مصر”، والثانية بعنوان “مصير الثورة ومصير رجال الثورة”. كتب إحسان في تلك المقالة أن جمال عبدالناصر أو أي ضابط من مجلس قيادة الثورة لو ترشح الآن في انتخابات نيابية أمام حزب الوفد، سيخسر. يقول إحسان إنه أخبر عبدالناصر بذلك، وأن على عبدالناصر أن يخرج من الحكم ومن الجيش إلى صفوف المعارضة والأقلية، ثم يكتسب شعبية ليفوز من خلالها بالأغلبية.

لم يكن موقف عبدالعظيم أنيس بعيدا عن موقف إحسان، فقد انحاز أيضا إلى دعوة الديموقراطية والتعدد، وكان من الموقعين على العريضة التي طالبت بعودة الجيش إلى ثكناته. مما أدى إلى إصدار قرار من مجلس قيادة الثورة في 24 سبتمبر 1954 بفصله مع 42 عضوا من هيئات التدريس بالجامعات، معظمهم ممن اتخذوا نفس الموقف. كان من بين هؤلاء د. عبدالمنعم الشرقاوي ود. لويس عوض ومحمود أمين العالم وآخرون. ذهب عبدالعظيم أنيس بعد قرار الفصل إلى بيروت ليعمل هناك مدرسا في معهد الإحصاء الدولي واستمر لمدة أربعة أشهر، ثم انتقل بعدها إلى بريطانيا محاضرا بكلية تشيلسي للعلوم والتكنولوجيا.

الرجل الذي سرقه الإنجليز

كان إحسان عبدالقدوس يملك من الجرأة ما يجعله يكتب مقالا على صفحة كاملة في نافذته الأسبوعية “أمس واليوم وغدا” بعنوان “الرجل الذي سرقه الإنجليز”. وكان يعرف تماما أن المقصود بهذا المقال هو رجل ترك مصر مغضوبا عليه ومفصولا من الجامعة، ويسبح ضد التيار. وقد نشر إحسان المقال في يوليو 1956 في العدد رقم 1465 من “روزاليوسف”. ويلاحظ أن الدكتور عبدالعظيم أنيس عندما تذكر هذا المقال في كتابه “ذكريات من حياتي” قال إن إحسان نشره عام 1955، ويبدو أن الدكتور أنيس كان يكتب من الذاكرة.

بدأ إحسان مقاله قائلا: “إنكم تعرفون الدكتور عبدالعظيم أنيس كأديب يكتب في “روز اليوسف”… ولكنكم قد لا تعرفون أنه دكتور في علم الرياضة البحتة، وأنه المصري الوحيد الذي يحمل دكتوراه في هذا العلم. وقد كان أستاذا في الجامعة المصرية، ثم فصل منها. لم يفصل بسبب التطهير، ولم تلصق به أي تهمة، ولكنه فصل لأسباب سياسية اقتضتها الثورة. تحملنا جميعا هذه الظروف صابرين دون أن نفقد إيماننا بالثورة”.

ويتابع: “وبعد أن فُصل عبدالعظيم أنيس من الجامعة المصرية، جاءته عروض من أكثر من جامعة عالمية، وسافر إلى لندن. لم يهرب ولم يتحايل، إنما سافر بإذن الحكومة المصرية وموافقتها، ومنذ أن سافر وأنا أحس كأن الإنجليز سرقوا مني شيئا. فلم يكن عبدالعظيم أنيس في نظري وإحساسي مجرد صديق وزميل، كان أكثر من ذلك، كان قوة علمية تحتاج إليها بلدي في نهضتها ويحتاج إليها أولادي في مستقبلهم. أني أضن بك على الإنجليز.. أريدك أن تعود إلى مصر، إنني أريدك لبلدي وأريدك لأبنائي”.

عبدالعظيم أنيس يرد على إحسان

وفي نفس المقال، نشر إحسان رد عبدالعظيم عليه، والذي بدأه قائلا: “أخي العزيز إحسان… رسالتك وصلتني اليوم فقط، وإن رسالتك أصابت من قلبي الصميم. وأنت لا تدري أنك بهذه الرسالة قد نكأت جرحا كان ينزف منذ زمن طويل. أتقول لي يجب أن أعود إلى مصر؟ أترسل لي تذكرني بمصر والمصريين، أهلا وأحبابا تركتهم منذ زمان بعيد وغاب أملي في رؤيتهم من جديد؟ أنت واهم يا إحسان… فأنت لا تدري أنني أعيش على البعد في قلب مصر… أنت لا تدري أن إخوتي وأهلي وكل من أحبهم في قلبي وخاطري على الدوام.

أنت لا تدري أن كل معالم القاهرة وآثارها وأبناءها هي ما يسيطر على خيالي وأنا في قلب لندن… وحين أدخل إلى قاعة المحاضرات هنا كل يوم، أحس برعشة تهزني من رأسي إلى قدمي لأنني تركت مصر وقدمت خبرتي وعلمي وثقافتي المحدودة لأبناء بلد أجنبي، فكأن هاتفا لعينا يختبئ خلف ظهري كل لحظة هامسا في أذني: ألم يكن من الأجدى أن تذهب كل جهودك لخدمة أبناء الجامعات المصرية؟”.

***

ثم يتابع رسالته قائلا: “إنك تصرخ بي صرخة المصري الشريف: أريدك أن تعود إلى مصر… أريدك لبلدي وأريد علمك لأبنائي، وأنا أصرخ بدروي قائلا لك: إنني أريد أن أعود ولكني أرجوك كأخ وصديق أن تقدر موقفي. إنني هنا محاط بكل رعاية وتقدير من مرتب ضخم لم أكن أحلم بمثله بعد عشرين سنة من العمل الجامعي في مصر. وتسهيلات علمية جمة لا تتوفر في مصر، وأدب جم. وأنت تعلم ظروف تركي الجامعة المصرية مكرها، وتعلم أنني ظللت دون عمل في مصر شهورا. فهل يرضيك لو كنت في مركزي ومسؤولا عن عائلة أن أترك هذه الفرصة العلمية الذهبية هنا لأعود إلى مصر دون عمل؟ أجبني بصراحة وأمانة”.

ثم يختتم رسالته: “أخي إحسان… اقتراحك بأن أعود ليس سذاجة منك كما تخاف أن أسميها، ولكنه عين الحق، وعن الوطنية هو اقتراح لن يتكلف تنفيذه سوى قرار بسيط يصدره جمال عبدالناصر بثاقب فكره وبعد نظره”. ويرد إحسان بنداء إلى جمال عبدالناصر في نهاية مقاله بأن يحقق له حلمه في الموافقة على العودة إلى أحضان مصر.

 الأستاذ المصري الذي استقال من جامعة لندن

كان مقال إحسان عن الدكتور عبدالعظيم أنيس قبل تأميم القناة بأيام، ويعد تأميم القناة وما تلاها من تداعيات كان من الممكن لعبدالعظيم أنيس أن يستغل الفرصة ليصب جام غضبه على النظام الذي فصله من عمله. ولكنه أيضا لم يفعل، بل استقال من الجامعة في لندن، وتفرغ لواجب وطني آخر وهو الدفاع عن تأميم القناة. وراح يشرح في اجتماعات النقابات في بريطانيا تاريخ المظالم التي وقعت على شعب مصر، وسيطرة الأجانب على القناة. وخطب في اجتماع الطرف الأغر شارحا وجهة نظر مصر، وكان عدد من حضروا هذا الاجتماع يزيد عن خمسين ألفا.

وفي تلك الفترة، كان إحسان عبدالقدوس قد أصدر مجلة “صباح الخير” التي ترأس تحريرها أحمد بهاء الدين. وطلب إحسان من بهاء عمل تحقيق صحفي عن الأستاذ المصري الذي استقال. وبالفعل، ذهب بهاء إلى منزل عبدالعظيم أنيس، وكتب تحقيقا عنه موقعا باسم بهاء الافتراضي “ليلى فاضل”. وهو الاسم الذي استخدمه أحمد بهاء الدين مرات عديدة في الكتابة بمجلة صباح الخير.

كتب بهاء: “ذهبت إلى حي كلابهام ساوث لأزور الأستاذ المصري الذي استقال من عمله كمحاضر في جامعة لندن، احتجاجا على موقف إنجلترا من تأميم القناة. ولم أجد الدكتور عبدالعظيم أنيس، ولكني وجدت زوجته السيدة حورية التي كانت مدرسة كيمياء في إحدى مدارس البنات الثانوية بالقاهرة. وهي الآن تقوم ببعض الدراسات العليا في جامعة لندن وابنته الصغيرة منى التي تذهب إلى روضة أطفال قريبة من البيت”.

وتابع: “وقد قابلت بعض تلاميذ الدكتور عبدالعظيم، وهم يشعرون بأسف كبير على تركه لهم، وهم سيفتقدون روحه المرحة ونشاطه الكبير”. ويؤكد بهاء في مقاله على أن الدكتور عبدالعظيم أنيس، منذ أن قدم استقالته، أصبح يبذل نشاطا كبيرا في الدعاية لقضية مصر.

أنا عائد من أرض الأعداء

بعد انسحاب العدوان عن مصر في ديسمبر 1956، قرر الدكتور أنيس العودة إلى أرض الوطن. ولم يكن هناك رحلات جوية بين مصر ولندن، فذهب عن طريق الخرطوم. وعندما عاد، فتح له إحسان مرة أخرى صفحات مجلة “صباح الخير” ليكتب فيها مقالا بعنوان “أنا عائد من أرض الأعداء”. ولم يكتب المقال لكي يعرف الناس ببطولات الشعب المصري في صد العدوان، ولكن المقال كان لكشف الانقسام داخل المجتمع في إنجلترا والأصوات المعارضة هناك للعدوان.

إحسان يدعم ترشيح أنيس للانتخابات البرلمانية

بعد انتهاء العدوان الثلاثي، اتجهت الثورة إلى إجراء أول انتخابات نيابية في عام 1957، وقرر الدكتور عبدالعظيم أنيس الترشح وتقدم بأوراقه إلى الدائرة السادسة قسم الوايلي. ولم تتحمس حركة “حدتو” لترشيح الدكتور أنيس، واختارت أن تدعم في هذه الدائرة عاملا من عمال الترام هو “عبدالعزيز مصطفى”. ولكن العديد من المثقفين تحمسوا لترشيح الدكتور عبدالعظيم أنيس ووقعوا على بيان بذلك، ومنهم إحسان عبدالقدوس، وكامل الشناوي، وأحمد بهاء الدين، ولويس عوض، ونجيب محفوظ، الذي كان يسكن وقتها في العباسية. وقد زار منازل الدائرة الانتخابية ليقنعهم بانتخاب عبدالعظيم أنيس في لفتة جريئة من نجيب محفوظ. وظل أنيس يتذكرها له حتى وفاته.

أما إحسان عبدالقدوس فقد أنشأ بابا صحفيا بعنوان: “كل شيء عن الانتخابات”. كان هذا الباب يمثل متابعة دقيقة لأبرز تحركات المرشحين للانتخابات، وعلى مدار أسابيع تابعت المجلة أخبارهم. وفي الوقت الذي كانت معظم الصحف والمجلات لا تكتب سوى عن مرشحين الحكومة، كتب إحسان عن عبدالعظيم أنيس، محمود أمين العالم، ولويس عوض. وأنقل هنا بعضا من هذه الأخبار:

(محمد طه يغني لعبدالعظيم أنيس

وقف الزجال محمد طه مرسي وقال:

الشعب هو الحكم عارف طريق الحق

يختار رجال للوطن لكن أمريكا لأ

حتضيع فلوسها، وفوق راسها كمان تندق

وكل واحد خدمها بكرة حنشوفه

كاوتشه فرقع وواخدينه الغلابة زق).

وكان ذلك في حفل انتخابي أقيم في الوايلي لتأييد المرشح الدكتور عبدالعظيم أنيس.

موعد مع الاعتقال

وقد حدثت تجاوزات كثيرة في الدائرة. وعندما حكى الدكتور عبدالعظيم أنيس لأنور السادات – رئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية وقتها- طلب السادات أن يكتب له تقريرا ليرفعه إلى جمال عبدالناصر، وفعل، ولا يدري هل ما كتبه وصل لجمال عبدالناصر حقا أم لا.

وبعد عامين، تحديدا في الأول من يناير عام 1959، كان الدكتور عبدالعظيم أنيس على موعد مع الاعتقال مع مئات من الشيوعيين. ولم يخرج من المعتقل حتى إبريل 1964. وعندما أفرج عنه، اتصل به إحسان يدعوه للكتابة في “روزاليوسف”. وبالفعل عاد أنيس للكتابة من جديد حتى انتقل أحمد بهاءالدين لدار الهلال فترك “روزاليوسف” وذهب ليكتب في “المصور”.

وعندما توفي إحسان في 12 يناير 1990، كتب عبدالعظيم أنيس مقالا يرثيه فيه بعنوان “ذكريات مع إحسان عبدالقدوس”. كتب فيه: “عندما ذهبت للمشاركة في تشييع جنازته، أحسست إنني أحمل على ظهري ذكريات خمسين عاما من النضال والاتفاق والخلاف، ولم أستطع أن أكتم دموعي ونحن نودعه الوداع الأخير”.

اقرأ أيضا:

«أحمد بهاء الدين»: سيرة عن الأم والزوجة والابنة

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر