أشجار ونباتات نادرة.. تعرف على الحديقة النباتية في أسوان
على مساحة 18 فدان في قلب النيل بمحافظة أسوان، تقع حديقة النباتات أو “جزيرة النباتات” كما يطلق عليها الأهالي. الحديقة بها أشجار تعود لمئات الأعوام فضلا عن الأشجار الاستوائية وشبه الاستوائية التي لا يوجد لها مثيل.. «باب مصر» في جولة داخل الحديقة.
تاريخ إنشاء الحديقة
أنشأت الحديقة في عام 1898 على يد اللورد كيتشنر، إبان فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر. وحسب اللافتة الموجودة بداية الحديقة، قام كيتشنر بتخصيص مكان في هذه الحديقة ليكون مقرا خاصا له لقيادة الحملة، نظرا لموقعها الاستراتيجي من الناحية العسكرية في الجنوب. بعد أن أخمد الثورة المهدية. وكانت تلك الجزيرة يستخدمها أهالي أسوان في الزراعة.
يقول محمد السيد، أحد مسؤولي الحديقة لـ«باب مصر»: “كان الجنود التابعين للحملة الإنجليزية اللذين يمكثون فيها من مختلف البلدان. وخاصة شرق آسيا مثل الهند وإندونيسيا وماليزيا وغيرها. وهنا طلب اللورد كيتشنر من جنوده عند نزولهم في الإجازات إلى موطنهم، إحضار بذور للنباتات والأشجار الموجودة لديهم وتشتهر بها بلدانهم. وبالفعل أتي الجنود بما طلبه اللورد وبدأوا زراعتها في المكان”.
وتابع: بعد جلاء الحملة الإنجليزية عن أسوان، قامت وزارة الأشغال المائية بالإشراف على المكان. وأسندت إدارته لمصلحة البساتين، وعندما لاحظ المسئولون في مصلحة البساتين هذا التنوع النباتي الغريب. فكروا في عام 1928 في الحفاظ عليها وتزويدها من خلال إرسال البعثات لجلب نباتات استوائية وشبه استوائية أخرى تصلح للنمو في جو أسوان الحار، واستمر الحفاظ عليها إلى الآن.
أشجار ونباتات نادرة
الحديقة مساحتها 18 فدانا، مقسمة إلى ثلاث مشايات طولية و3 عرضية، يتحرك عليها زوار الحديقة بحرية. وهي على شكل بيضاوي، فهي جزيرة داخل نهر النيل وتحيط بها المياه من كل جانب. وهناك أيضًا منطقة أبحاث للعاملين بالحديقة والباحثين أيضًا ممن يحضرون دراسات عليا في النباتات، هذا بجانب متحف الحديقة.
يقول السيد: “منذ افتتاح الحديقة وإلى عام 2011 كان يوجد لدينا بالحديقة ما يقرب من 340 نوع من النباتات. ومنذ عام 2011 إلى عام 2023 أصبح لدينا مجموع النباتات إلى 760 نوع من النباتات. وهو نجاح كبير فقد ضاعفنا في أقل 12 عاما ما كان مزروع على مدار 117 عام. وتحتوى الحديقة الآن على العديد من النباتات النادرة من مختلف الدول مثل المكسيك والهند، وأغلب النباتات يتناسب مع طبيعة الجو في أسوان”.
تمتاز الحديقة بوجود العديد من الأشجار الخشبية مثل (الماهوجني الإفريقي، الكايا، الأبنوس، الكافور، السنط، التك) وهي من أجود الأشجار الخشبية في العالم. ولدينا أيضًا مجموعة كبيرة من النخيل، مثل النخيل الملوكي الموجود في جنوب آسيا، ونخيل السيكاس وهو من أندر وأغلى أنواع النخيل، بالإضافة لأنواع أخرى نادرة.
نباتات طبية
وهناك أيضًا مجموعة كبيرة من النباتات الطبية مثل (حشيشة الليمون، الأكاسيا، الجوز المقيئ، السدب، المورينجا ..وغيرها). وهناك النباتات العطرية مثل (المورايا، الريحان القرنفلي، الصندل، الفل والياسمين)، كما بها نباتات زيتية مثل (الجاتروفا، الجوجوبا، نخيل جوز الهند، البومباكس، الزيتون وغيرها).
هذا بالإضافة للعديد من الفواكه الاستوائية النادرة والتي توجد بالحديقة ولا تتم زراعتها في مصر بكثرة مثل (فاكهة الجاك فروت. وهي ثمرة كبيرة يصل طولها 60 سم وتزن ما يقرب من 12 إلى 15 كيلو للثمرة الواحدة. وموطنها الأصلي الهند وتشبه في طعمها المانجو. وهناك شجرة الاسبوندياس وهي تشبه ثمرة الكيوي بيضاوية الشكل، وطعمها يشبه البرقوق، وهناك السبوتة وغيرها من الفاكهة الاستوائية، وشجر الكازميرو، والباباظ والبشملة). هذا بجانب أنواع عديدة من الفاكهة المعروفة.
ولدينا مجموعة كبيرة وهائلة من الزهور بأنواعها وألوانها المختلفة المبهجة. وتعتبر الحديقة متنفسًا لأهالي أسوان والمحافظات المجاورة، والكثير من السائحين العرب والأجانب اللذين يحرصون على زيارة الحديقة كمتنفس أخضر عند زيارتهم إلى أسوان.
المتحف أو “المعشبة“
عند صعودك إلى الحديقة تقابلك في الواجهة لافتة مدون عليها “المتحف النباتي”. وهو ما يطلق عليه داخل الحديقة اسم “المعشبة”، والتي يوجد بها العديد من البذور والنباتات المجففة.
يقول السيد عن المعشبة: “المعشبة عبارة عن مجموعة من العينات النباتية، جرى تجفيفها وتثبيتها على ألواح ورقية. وكتب تحت كل نوع أو عينة كافة المعلومات الخاصة بها مثل الاسم العلمي والأهمية الاقتصادية والموطن. وتم ترتيب العينات حسب الترتيب الأبجدي للعائلات النباتية. وتحتوى المعشبة على ما يزيد عن 1500 عينة نباتية، تمثل 106 عائلات، 369 جنسا، 539 نوعا، وبذلك يعد المتحف بنكًا للبذور”.
متعة الزيارة
تعتبر زيارة الحديقة النباتية بأسوان أو “جزيرة النباتات” والطريق الموصل لها من الأشياء الممتعة في حد ذاته. حيث يتم الوصول إليها من خلال رحلة نيلية رائعة بواسطة المراكب، وسط الطبيعية الخلابة.
وتفتح الحديقة أبوابها من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً. والوصول إليها سهل من خلال مرسى المراكب الخاص بها، والذي يقع على بعد 300 متر فقط من محطة قطارات أسوان.