أسرار طعام أهل سيناء فى أشهر برامج الطبخ العالمية

جذبت عادات الطهي والأكلات التراثية والفلكلور الأصيل في جنوب سيناء الاهتمام العالمي، حتى أنها ستصبح جزءا من حلقات الشيف البريطاني جوردن رامزي، في برنامجه الشهير «آنشارتيد» عن ثقافات الطبخ في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد زيارة وفد من شركة الإنتاج الأمريكية، جنوب سيناء، قبل أيام، لجمع معلومات عن الأكلات والعادات البدوية استعدادا لتصوير الفيلم الوثائقي عن هذه الأكلات التراثية المصرية، وكان قد قدم حلقات وثائقية مشابهة تحمل اسم (جوردن رامزي – أسرار الطعام) باللغة العربية، وتصل مدة الحلقة الواحدة إلى 45 دقيقة، ويتم ترجمتها باللغة العربية على قناة “ناشيونال جيوجرافيك”.

جوردن رامزي

اسمه بالكامل جوردن جيمس رامزي، هو طاه بريطاني صاحب 52 مطعما حول العالم، وكاتب، ومقدم برامج تليفزيونية، ولد في اسكتلندا، وكان سيحترف كرة القدم بعد اختياره في فريق أصغر من 14 عاما لنادي رينجرز لولا إصابته في ركبته بجروح خطيرة، وكان مطعمه الأول في تشيلسي، لندن، لينطلق منها بعدة مطاعم عالمية.

يعد جوردن واحدا من أشهر الطهاة وأكثرهم تأثيرا، منذ عام 1999 وهو العام الذي قدم فيه المسلسل الوثائقي عن عالم الطهي من خلال عدة حلقات منفصلة، وقدم بعدها 6 مسلسلات وثائقية عن الطهي كان آخرها في عام 2017، ليعود من جديد بمسلسل وثائقي يوثق ثقافات الطهي حول العالم، ومن المقرر بثه على قناة “ناشيونال جيوجرافيك”.

الشمال والجنوب

أسباب اختيار جوردن لجنوب سيناء لم يعلنها حتى الآن، ولكن من المعروف أنها قبلة السياح، وسبقه للتصوير في سيناء، هيثم بيومي صاحب المشروع المصور”دوقني” لتوثيق المطبخ المصري، ويقول لـ «باب مصر»، إنه اختار محافظة شمال سيناء قبل سنوات لتصوير حلقة عن ما تشتهر به المنطقة من أكلات تتشابه إلى حد كبير مع بعض الدول العربية، مثل شوي اللحوم، اللصيمة، فتة الحلبة، الزعتر وزيت الزيتون والعجوة بالبيض، وواجه حينها صعوبات للتصوير هناك أولها أنه سافر برفقة دليل، من الممنوع دخول الغرباء عن المدينة، وكذلك لم يصور إلا بكاميرا الهاتف فقط.

ورغم تميز أهل محافظة شمال سيناء بالتمسك بالعادات والأكلات التراثية، إلا أنه من الصعب تصوير جوردن البرنامج الوثائقي فيه، ويفسر بيومي ذلك لعدة أسباب أولها الأسباب الأمنية، وعدم تجهيز المنطقة بشكل سياحي على عكس جنوب سيناء فيها جبل موسى، ومحمية رأس محمد، وجبل سانت كاترين، وجبل الطور، ومجهزة تماما بأكثر من مدينة سياحية مثل شرم الشيخ ودهب وغيرها من الأماكن السياحية.

يشترك شمال وجنوب سيناء في العادات والأكلات، وفسر بيومي لـ «باب مصر» سبب اختيار جوردن للتصوير في جنوب سيناء، بأنه ربما فضل التصوير في المكان ذو الجمال الطبيعي الخلاب، المياه في أحضان الجبال، ومنها الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية، فضلا عن أنها مكان سياحي مناسب للأجانب وللصورة الملائمة لتقديمها عن مصر.

سر الاختيار

يعتقد بيومي أن فريق جوردن هو المسؤول عن اختيار مكان التصوير في جنوب سيناء، ويعتبره اختيارا غير موفق لعدة أسباب أولها أن سيناء لا تعبر بالدرجة الكافية عن التراث المصري، نظرا لتشابه معظمه مع العرب، وكذلك عدم توافر الكثير من الأكلات التراثية “عددها محدود”، وذلك بحسب الثروات الغذائية في المكان والتي تقتصر على الأغنام والأسماك.

“إذا كنت المسؤول عن ترشيح مكان تاني هختار سيوة أو أسوان” هكذا يرى هيثم، بحكم خبرته في توثيق المطبخ المصرية بجهود فردية، ومشاركته في المشروع العالمي التابعي لمنظمة اليونسكو لتوثيق المطبخ المصري، مفسرا اختياره بأن سيوة ما زالت منطقة طبيعية لم تتأثر بعوامل الحداثة، ويوجد بها الكثير مما يميزها، من العادات الفريدة للطعام الذي يتشابه مع سيناء، والأماكن الطبيعية التي لم تشهد تدخلا بشريا بعد.

الأمر نفسه الذي أكده قاسم الجراري عمدة قبيلة في مطروح، بوصف المنطقة بأنها ما زالت تحافظ على التراث البدوي بشكل أصيل، وأن واحة سيوة قد تكون هي الاختيار الأنسب لما فيها من مظاهر الحياة البدوية التراثية، وهي قبلة الأجانب والسياح في مصر، مضيفا أن بها عيون المياه، والمقتنيات البدوية، والأكلات البدوية مثل عيش التنور، وانجيل، ويوجد في مدينة مطروح مطاعم مخصصة لإعداد الأكلات التراثية ويتم طهيها اسفل الرمال.

ورجح الذواقة المصري اختيار أسوان لعدة أسباب، باعتبارها إحدى أهم مدن جنوب مصر منذ الحضارة المصرية القديمة، وتشهد الآثار الموجودة بها على عدة حضارات، الفرعونية، الرومانية، المسيحية، والإسلامية، وجاء أول رسول بالمسيحية إلى مصر من خلالها، وولد بها قديسين، وتعد حاليا وجهة السياح لما تحويه من آثار تخطى عمرها آلاف السنين، مثل جزيرة فيلة، قبة الهوا، معبدي أبوسمبل والمقابر الفاطمية، فضلا عن تسجيلها في قائمة اليونسكو لمجال الحرف والفنون منذ عام 2005، ويتميز تاريخ أسوان بالتراث الشعبي، والعراقة، ويظهر ذلك في شكل البيوت، الفنون اليدوية والحلي والملابس والطعام، واللغة الفريدة التي يستخدمونها، والرقصات النوبية، والعادات الخاصة مثل، السناسل، الإبريق، والدوكة.

سياحة الطعام

وليد كرامه، مرشد سياحي، يرى أن السياحة الجديدة المعروفة باسم «سياحة الطعام» أصبحت رائجة جدا في العالم، ومن الممكن أن يسافر شخص إلى بلد أخرى فقط لتذوق الطعام المميز فيها، ويرى اختيار جوردن لجنوب سيناء لتجربة الطهي على الطريقة مميزة هناك بدون الحاجة إلى بوتاجاز أو معدات طهي، “الطعام على الطريقة الشعبية” من خلال تسويتها مدفونة تحت الرمال وكذلك اختلاف طريقة طهي وإعداد الطعام هناك عن غيرها من الدول التي تقدمه.

وتخيل خلال حديثه لـ «باب مصر» لو أنه محل جوردن، فإنه سيفضل طهي الطعام على البحر وخلال الطهي سيتحدث عن تاريخ المنطقة والتاريخ المصري للعادات والأكلات، وبدورها ستكون دعاية لتشجيع السياحة في مصر، خاصة أنه ما زال في جنوب سيناء المتمسكين بتراث الأجداد من طعام لملابس وعادات، موضحا أن الطعام الشعبي موجود في مصر باختلاف المنطقة، ففي القاهرة يفضل أي وفد أجنبي تناول الطعام الشعبي مثل الفول والطعمية والكشري والمشويات في مطعم “حاتي” بسيط.

ويرى أنه من الممكن استغلال الحضارة الفرعونية خلال تصوير حلقة جوردن في مصر، من خلال تصوير تقارير منفصلة في  أنحاء مصر أبرزها ما يتلاءم مع إعداد للطعام، ففي مقابر منطقة سقارة تزين الجدران برسومات الحياة اليومية، مثل الطهي، وعمل الجزار، وتربية العجول.

مشاركة

تعليق واحد

  1. تنبيه: free chat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر