أستاذ النحت بفنون أسيوط يرفض صيانة التماثيل وطلائها بـ”الدوكو”

تصوير: أحمد دريم

“إحنا اللي دهنا الهواء دوكو”، مثل شعبي قديم يستخدمه المصريون للتعبير عن مواقفهم اليومية المختلفة، إلا أن هذا المثل يتماشي مع نفذته المحليات بأسيوط في صيانة أشهر تمثالين بالمحافظة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر وعمر مكرم، إذ تم طلائهم بـ”الدوكو” دون الرجوع للمتخصصين في هذا الأمر.

وقال الدكتور محسن سليم، أستاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط ومصمم التمثالين – في تصريحات لـ”باب مصر” – إنه تم التعامل مع التماثيل بشكل خاطئ من قبل المحليات بإصرارهم على دهان التماثيل بدهانات لا تتناسب مع الأعمال الميدانية، وخاصة تلك التي تعطي سطح شديد اللمعان والتي تظهر تشويهها نهارا وتشتد ليلا بسبب انعكاس ضوء أعمدة الإنارة من كل الاتجاهات، مما يتسبب في طمس معالم التماثيل ويظهرها بشكل سيئ، والسبب في ذلك عدم اللجوء للمتخصصين في هذا المجال.

الطلاء بالدوكو

تابع سليم: هذه الأعمال تتطلب صيانة دورية لمعالجة جسم التمثال من عوامل التعرية بإزالة الأشياء المتراكمة عبر سنوات متتالية، ثم معالجتها والتأكد من عدم وجود أي عيوب أو توالف على جسم التمثال حفاظا على بقائه أطول فترة زمنية باستخدام خامة “الفايبر جلاس”، خاصة أن هذه الخامة لابد من صيانتها الدورية.

وأضاف سليم، أما بخصوص الدهانات كما يسمونها في المحليات ونسميها نحن المتخصصون “الباتينا” واختيار بعض الألوان التي تتماشى مع الطبيعة ليلا ونهارا وتتحمل درجات الحرارة العالية والأتربة عالية الكثافة، وهي من طبيعية المناخ في بلادنا، ولهذا يهرب مسؤولي المحليات من تكلفة هذه الصيانة وإعادة تجديد التماثيل الميدانية التي تتطلب تكلفة عالية إلى حد ما، فلابد من وجود سقالة أو شدة معدنية تحيط بالتمثال من كل الاتجاهات حتي يتثنى التعامل معه بخطوات متتالية لكل مراحل العمل بدقة وانتظام حتى الإنتهاء و إخراج التمثال بالشكل الصحيح.

وأشار مصمم التمثالين، إلى أنه من ضمن الخامات المستخدم، منها ما هو منفر للطيور التي تقف أعلى التماثيل وتلقي بفضلاتها عليها كتمثال عبدالناصر المجاور لمسجد عمر مكرم تجده مليء بنفايات ومخلفات الطيور التي تقف أعلاه باستمرار.

ولفت أستاذ النحت إلى أن هذا يرجع إلي غياب دور رجال الأعمال في عملية تمويل تكلفة صيانة تلك التماثيل مثل ما كان في عصر المحافظين السابقين، لأن التماثل المتواجدة بأبرز الميادين بالمحافظة هي عبارة عن واجهة المحافظة الجمالية فلابد من تعاون من قبل رجال الأعمال حتى يتم إعادة التماثيل بشكلها الجمالي.

واستنكر سليم تجاهل توصيات المتخصصين في لجنة التجميل بالمحافظة وعدم الأخذ بالتوصيات التي يحددونها في الاجتماعات المتعلقة بتجميل المحافظة والتي من بينها التماثيل واستسهال القائمين في المحليات علي استخدام أدوات رخيصة من أجل الصيانة.

عن التمثالين 

صمم  الدكتور محسن سليم، مدرس النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، تمثالين بميادين أسيوط، ويقع تمثال عمر مكرم أمام البوابة الجنوبية لجامعة أسيوط وصمم في عام 2011، وتمثال الزعيم جمال عبدالناصر أمام مسجد عمر مكرم بمدينة أسيوط وصمم عام 2014.

اقرأ أيضا

• صور| حلقة جديدة من الإبداع.. طالب بكلية فنون جميلة يصمم تمثالا للسادات
• صور| “مريم حسني”.. موهبة شابة تعشق النحت بفنون جميلة أسيوط