أسباب تدفعك لزيارة قصر البرنس في نجع حمادي
على كورنيش النيل بنجع حمادي، يقع قصر الأمير يوسف كمال أو «قصر البرنس» كما عرفه الأهالي. القصر تحفة معمارية فريدة يبلغ عمره قرابة 113 عاما، ومسجل كأثر إسلامي منذ عام 1988.. «باب مصر» يقدم أسباب وتفاصيل قد تدفعك لزيارة القصر.
من هو البرنس
الأمير يوسف كمال باشا بن أحمد كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، أحد أمراء الأسرة العلوية، عرف عنه الترحال وصيد الحيوانات، والاهتمام بالجغرافيا والفنون، حتى أنه أسس مدرسة الفنون الجميلة، وجمعية محبي الفنون الجميلة، كما ساهم في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما.
تقول سحر وزيري، مدير عام موقع قصر الأمير يوسف لـ«باب مصر»: القصر نموذج متفرد على مستوى جنوب الصعيد، مجموعة معمارية متكاملة بحالتها مازالت متبقية حتى الآن، لأن الأمير يوسف كمال كان له قصور في أماكن أخرى، ولكن لم يكن بنفس الهيئة بالنسبة لقصره في نجع حمادي.
وتابعت: ليست كل القصور الخاصة بأمراء أسرة محمد علي توجد مقتنياتها بها، فمعظم القصور والمتاحف بها تحف متنوعة، لكن نحن نعرض كل المقتنيات الخاصة بالأمير يوسف كمال والموجودة داخل القصر، وهي ميزة للمتحف عن باقي القصور الموجودة على مستوى الجمهورية، كما يحوي القصر التحف التي كانت تصنع له خصيصا بالخارج.
جولة داخل القصر
القصر مكون من عدة مباني، منها منطقة جنوبية السلاملك وهي مناطق استقبال الضيوف وملحقاته، وهي المفتوحة للزيارة الآن، والشمالية الحراملك خاص بأهل بيته السيدات فقط ويجري استكمال تطويرها وفق خطة أعمال تطوير وإعادة ترميم القصر وفتحه للزيارة.
أما مبنى السلاملك وملحقاته عبارة عن قاعة الطعام، المطبخ بملحقاته، الفسقية، السبيل، ومبنى الاستراحة، مبنى التفتيش الذي كان يدير من خلاله البرنس ممتلكاته، ومجموعة الأسوار.
وهذه المجموعة المعمارية مبنية من الطوب، الخشب، رخام الأرضيات، سياج رخامي، زجاج في القمريات، والرصاص غطاء القبة التي تعلو المبنى، يزينها طبق نجمي، يحتوى المبنى على قبتين أحدهما تعلو المدخل.
مبنى السلاملك
سقيفة المدخل بها سياج رخامي من الناحية الشرقية، وقاعة المبنى مكونة من 3 أبواب، عند الدخول من الباب الرئيسي الخشبي معلق عليه مطرقتين بحجمين مختلفين الكبيرة ترمز أن الطارق رجل والصغيرة سيدة، أعلى باب المدخل أيضًا قمرية مقسمة لقسمين، الأول يوسف باللون الأصفر تحتها كمال باللون الأخضر والجزء الآخر يوسف بالأخضر وكمال بالأصفر بأحجام معكوسة، المبنى مكون من 3 قاعات ودورات مياه، والسلم المؤدي لغرفة الخدم والسطح، وأسفل المبنى بدروم.
وتحتوي القاعة الجنوبية على التحف الخشبية الثابتة التي كان من الصعب نقلها، حيث إن الأمير كان من هواة جمع التحف والمقتنيات، وكان يأتي بالتحف ويوظفها في مكانه، على سبيل المثال المحراب ووضعه في مواجهة الرؤية عند الدخول لإعطاء قدسية وراحة نفسية للمكان.
وهناك محرابين ينتميان للعصر المملوكي، ومنقوش عليهما بالخط الكوفي “محمد”، وقطعتين لوحات الفسيفساء، كما تظهر ملامح العصر العثماني في القصر، فهناك جص على قالب وزجاج ملون يضفي شكلا جماليا على ضوء الشمس، كما يفصل هذه القاعة عن المبنى حجاب خشبي.
والقاعة الشرقية، وهي استراحة الأمير، مكونة من سرير نحاس أصلي، وتسريحه من الخيزران، ودولاب، وستارة خلفها حوض، وبها الحمام الأول للاستحمام وهناك حمام آخر.
والقاعة الشمالية، وهي قاعة الاجتماعات التي كان البرنس يستقبل فيها ضيوفه، تحتوي على مكتب محاط بمكتبة على جدران الجانبين، والغرفة مليئة بالمشربيات، عليها أشكال فازات، مسجد، طاووس، وآية قرآنية بشكل من الفن الإسلامي، ومن مميزات الغرفة أن من بالداخل يرى من بالخارج وليس العكس، والغرفة مصممة بأسلوب يخفف من حدة الهواء، وبها دلايات أثر نجفة، وهناك لوحة للبرنس أثناء ممارسته هواية الصيد، كما مكتبته بدار الكتب بها 10 آلاف كتاب منها ما هو من تأليفه ومنها من ترجمته.
قاعة الطعام
وفيها كل المقتنيات الخاصة بالطعام، كرسي “التختابوش” يجلس عليه الأمير في الاحتفالات، ومسرح يستخدم في المناسبات، والحفلات الموسيقية، تحتوي القاعة على معروضات لأدوات الطعام من أطباق مختلفة وشوك وملاعق وسكاكين منقوش عليها أول حرفين من اسمه، وهناك شباك يتناول منه الجرسون الطعام من الطباخ ليضعه، وشمعدانات، وأواني متنوعة بعضها خزفي وفخاري ملون، ونحاس، صيني، سلاطين وبعض الأدوات الأوروبية، أباريق القهوة، والفضة وعليها التاج الملكي، وطفايات السجائر.
والبوتاجاز الملكي مكون من 8 عيون يعمل بالفحم، وغرفة الخزين بها حوضين أحدهما للحوم والأواني والآخر للخضار، وهناك غرفة الاستراحة أو المغسلة مبنى خدمي.
وتذكر وزيري وجود بعض التفاصيل الخاصة بقصر البرنس ومنها حرفي (yk) على المقتنيات وهي اختصارا لاسمه، ويوجد اسمه أيضا على القمرية التي تقع أعلى المكتب، مشيرة إلى وجود كمية كبيرة من التحف الثابتة الموجودة داخل القصر، منها تحف خشبية، وأخرى من الخزف والمحراب ولوحات تنتمي لأكثر من عصر مملوكي وعثماني، فضلا عن وجود نقوش لكتابات بعضها آيات قرآنية بخطوط مختلفة.
عمر القصر
ليس هناك وثيقة توضح عمر قصر البرنس، ومتى بني تحديدا، ولكن تم تحديده بالفترة التي عاش بها الأمير يوسف كمال الممتدة من 1882 حتى وفاته في عام 1967، وهناك أقاويل بأنه من الممكن بناء القصر كان عام 1908 تزامنا مع بناء قصره بالمطرية في هذه الفترة.
وتقول مديرة موقع قصر البرنس: الأمير يوسف كمال كان مختلف عن بقية الأسرة العلوية وما أشيع عنهم، فهو كان رجل يحب الخير ويساعد الفقراء، وهذا من نود توضيحه عن البرنس وقصره خاصة أن الرواد يربطون بين القصر وفيلم رد قلبي خاصة مشهد ضرب الفقراء بالكرباج.
وتذكر أن البرنس كان يحب الفنون الإسلامية، لذلك استخدم بلاطات خزفية وتحف خشبية في الزخرفة، وكان يسافر ويجمعها على نفقته ويهديها للمتحف الفني الإسلامي، وبعضها يحتفظ به في قصره.
وتبلغ عدد المقتنيات في القصر نحو 1235 قطعة، منها 335 قطعة من الطود بالأقصر، كانت في القصر وتم نقلها عقب السرقة التي تعرض لها القصر في 2015، و900 قطعة من مقتنيات الأمير من المتحف الزراعي، والأمير له بعض المقتنيات في قصر عابدين وفق التسجيل الأثري بمنطقة آثار نجع حمادي.
افتتاح القصر
كانت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، افتتحا قصر الأمير يوسف كمال بعد انتهاء جزء من أعمال الترميم التي شهدها مؤخرًا في 29 سبتمبر 2019.
اقرأ أيضا
“آثار نجع حمادي” تسترد استراحة لـ”البرنس”.. تعرف على حكايتها
تعليق واحد