“أسامة الزيني سيرة المبدع ومسيرة الإبداع”.. ندوة لاتحاد كُتاب بني سويف والفيوم
عقدت النقابة الفرعية لاتحاد كتاب بني سويف والفيوم، بالتعاون مع نادى الأدب بسنورس، ندوة نقدية تحت عنوان “أسامة الزيني سيرة المبدع ومسيرة إبداع”، بمكتبة الشباب بمركز سنورس.
وقدم فيها الكاتب أسامة الزيني شهادته الإبداعية حول أعماله ورحلته الطويلة في الكتابة التي تنوعت ما بين الشعر والرواية والمسرح، والجوائز التي حصل عليها، وذلك بحضور أحمد قرني رئيس النقابة الفرعية لاتحاد كتاب بني سويف والفيوم، والنقاد الدكتور نبيل الشاهد، والدكتور عمر صوفي، والدكتور إبراهيم عبدالعليم، الذين قدموا دراسات نقدية تناولت بعض إنتاج الكاتب الروائية، بجانب حضور العديد من الأدباء والمثقفين من الفيوم.
ندوة
أسامة الزيني شاعر وروائي وكاتب مسرحي، من مواليد محافظة للفيوم، حاصل على العديد من الجوائز الأدبية المصرية والعربية في الشعر والرواية والمسرح ومنها: “جائزة سعاد الصباح في الشعر 1998، جائزة الصدى الإماراتية في الرواية عام 2004، جائزة الشارقة للإبداع العربي في الرواية عام 2011، جائزة الألوكة الكبرى في الرواية عام 2011، جائزة تراث الإماراتية في الشعر لثلاث دورات متعاقبة، جائزة ساويرس الثقافية في المسرح عام 2016، جائزة إحسان عبد القدوس في الرواية 2016”.
وصدر للزيني العديد من الإصدارات والدواوين الشعرية مثل “البدو”، و”رائحة الجسد” عن وزارة الثقافة المصرية، ديوان “طبل الريح” عن دار سعاد الصباح، رواية “أنا وعائشة” عن دار الشارقة للثقافة والإعلام، رواية “أهازيج البنغال” عن دار الألوكة بالمملكة العربية السعودية، وروايتي “ضريح الكمانات”، و”السبية” عن دار النسيم للنشر، كما أصدرت له نفس الدار روايته الأخيرة “مقتل العراقي”.
قرية قلمشاة ومقتل العراقي
استعرض الناقد الدكتور إبراهيم عبدالعليم، خلال دراسته النقدية حول رواية “مقتل عراقي” كيف أن الكاتب اختزل الكون في مكان واحد هو قرية قلمشاة إحدى قرى مركز سنورس، وكيف أن الكاتب وظف عوالمه كونه من أبناء هذا المركز، فهو الراوي المصاحب الذي يروي عوالم القرية الخفية متمثلة في الشخوص، وكأنه يجلس على مكان عال فوق مدينة سنورس ومعه كاميرا يرصد بها أدق التفاصيل.
كما رصد عبدالعليم انتقال الكاتب بخفة بين مكانين مختلفين هم مصر والعراق، وأثني على استخدم الكاتب للزمان من خلال اللمحات التاريخية والإشارات للماضي بخفة وامتياز.
معجم لغوي رائع “آيات سردية”
قدم الدكتور نبيل الشاهد، – خلال ندوة الكُتاب – دراسته النقدية حول رواية مقتل العراقي أيضًا، وأشار الشاهد أن “الزيني” مشروع كاتب حقيقي يمتلك مخزون واسع من الأدب ومهارات الكتابة والسرد، مضيفًا أن رواية مقتل عراقي لابد وأن تقرأ عدة مرات، حيث إن الكاتب جعل من قرية قلمشاة شكل مصغر من مصر.
وانتقد الشاهد في دراسته أن الكاتب استخدم بعض المفردات العراقية ووضع شرحا في هوامش، وأنه كان يجب أن يوظفها على لسان أبطال الرواية، و ذكر أن الكاتب كتب في الحاشية ما يقرب من 20 لفظا عراقيا، وأعتبر الشاهد أن حدث مقتل العراقي وهو الحدث الأهم الذي تقوم عليه بنية الرواية، حدث محروق منذ اللحظة الأولى، حيث إن القارئ منذ البداية يعرف مسبقًا ما سيحدث وكان أحرى بالكاتب أن يترك ذلك إلى النهاية حتى يكون هناك عنصر جذب للقارئ، كما أن عدد أشخاص الرواية من وجهة نظر الشاهد كثيرة للغاية فهناك أكثر من 31 شخصية داخل الرواية مما يتسبب في تشتت ذهن القارئ وهروبه.
كما أشاد الشاهد، بالمعجم اللغوي للكاتب ووصفه بالرائع وأنه يمكن اقتصاص بعض الجمل من الرواية لتكون كلمات وجمل منفردة يتم وضعها في البراويز من جمالها وذكر بعض الجمل مثل: “مات لأنه لا يحتمل – حيث يصبح كل منا لغم أرضي في طريق الآخر – خروج دود الأرض يعني اقتلاع البشاعة من الجذور”، واصفًا تلك الجمل وغيرها بالآيات السردية.
الطريق الأصعب
في حين دافع الروائي أحمد قرني رئيس النقابة الفرعية لاتحاد أدباء بني سويف والفيوم، والذي كان يدير الندوة من خلال تعقيبه على الدكتور نبيل الشاهد، بأن الزيني اختار الطريق الأصعب، حيث إن كشف الحدث الرئيسي وهو مقتل العراقي، يجعل القارئ يفكر ويتسائل طوال الوقت لماذا سيقتل هذا الشخص الذي يحمل العديد من الصفات الحسنة؟
كوم الحجر ..سبية الأيديولوجيات الميتة
قدم الناقد الدكتور عمر صوفي، – خلال ندوة الاتحاد – قراءة نقدية في رواية “السبية” وحملت دراسته عنوان ” كوم الحجر ..سبية الأيديولوجيات الميتة”، ويرى صوفي أن الكاتب يحكي في تلك الرواية تاريخ مدينة سنورس والتي يرمز لها بقرية كوم الحجر في الرواية، حيث إن الأحداث والشخصيات هي حقيقية رصدها الكاتب من خلال وجوده في مدينة سنورس، فهو يفتح في هذه الرواية الأبواب المغلقة ولم يدخل من الأبواب المفتوحة كما يفعل الكثيرين.
ويرى صوفي أن رواية “السبية” رواية تعكس التخبط الأيدولوجي الذي يعاني منه المجتمع، وأنها رواية قضايا مجتمعية لا ترتكز على الشخصيات، حيث يغلب الصراع الأيديولوجي على الشخصيات، مضيفًا أن الرواية ترصد من خلال القرية وهي سنورس في الحقيقة ما حصل من تزوير الانتخابات وفساد الحزب الوطني في عام 2010، وكيف تم استبعاد قوى المعارضة، كما فردت الرواية مساحة كبيرة للتيار الشيوعي بالرغم من قلة المنتميين لهذا التيار في المدن والقرى، كما صورت الرواية التخبط الأيديولوجي الذي أصاب طبقة المثقفين في هذا الوقت، وتحول مقر الحزب الناصري إلى محل ملابس حمل اسم “الدلوعة”.
وأشار صوفي في نهاية ندوة الكُتاب إلى أن هناك نقطة هامة في الرواية وهي أن أهل كوم الحجر وبعد تخبطهم وسط التيارات المتعددة، ارتموا في أحضان تيار آخر وهم الإخوان المسلمين، ومن النقاط الهامة التي رصدها الكاتب في الرواية هي مباني كوم الحجر حيث صورها الكاتب كشاهد على التغيرات التي لحقت بالمجتمع فقد كانت منذ العهد الملكي، ثم العهد الناصري، حتى تهدمت وتغيرت في عهد الانفتاح.
وأشار في دراسته أن المرأة في رواية “السبية” هي السبية التي تتعرض للسبي والقهر من الرجال الذين يعكسون ما يلاقونه من قهر مجتمعي.