“أرشيف المحاكم” سنوات من إبداع إذاعة الإسكندرية بالجزويت الثقافي
استضاف مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية، مساء أمس الأربعاء، أمسية مسرحية تحت عنوان “إذاعة إسكندرية.. سنوات من الإبداع، بمشاركة نحو 25 مبدعا في مجالات الغناء، والشعر، والموسيقى وكذلك المسرح، وجسد الشباب إبداعات الجيل الذي أثرى إذاعة الإسكندرية مثل بدرية السيد، وإبراهيم عبدالشفيع، وعزت عوض الله، وإبراهيم الملاح، وفايد محمد فايد، والعديد من الأعمال الشعرية، ثم اختتمت الأمسية بعرض مسرحي لحلقة كاملة من المسلسل الأشهر على مستوى الإذاعات المصرية والعربية “من أرشيف المحاكم” تحت عنوان “عروس الدم”.
سبب اختيار العرض
عن عرض “أرشيف المحاكم”، أشار الدكتور أحمد إبراهيم، مخرج العرض، لـ”ثقافة وتراث” إلى أن السبب الرئيسي لاختيار هذا المسلسل الإذاعي الشهير في تاريخ إذاعة الإسكندرية ومسرحة أحد حلقاته في الأمسية، هو أن العرض بالنسبة له نوع من أنواع “النوستالجيا” في تاريخ إسكندرية.
وتابع: “يعني أنا وأنا صغير كنت بسمع أرشيف المحاكم وبسمع تمثيلية الساعة 7 وبعشق صوت حافظ عبد الوهاب وهو بيقول “هنا الإسكندرية”، جميع هذه الأشياء كانت بداخلي.
وأضاف إبراهيم، “حقيقة عندما اقترح الدكتور حسن محمود، أن ينظم أمسية تحتفل بإذاعة الإسكندرية كانت نوع من فكرة إحياء الميت، لأنه للأسف إذاعة الإسكندرية أصبحت إذاعة غير مسموعة، برغم أن الإسكندرية بها فنانات وفنانين من الأرقى، لكن يظل صوت عزت عوض الله وإبراهيم عبد الشفيع وبدرية السيد شيء موجود داخل كل من استمع إليهم، وللأسف الأجيال الجديدة لا تعرف هذا التاريخ ومن هنا جاءت فكرة هذا العرض وهذه الأمسية نحلم ألا ننسى هؤلاء المبدعين لأنهم جزء من تاريخنا ووجودنا”.
وعن أعماله وإسهاماته الفنية قال مخرج العرض: “أنا حاصل على دبلوم تشخيص وعلاج بالأشعة وخريج أكاديمية الفنون المعهد العالي للتذوق والنقد الفني الدفعة الثانية، وكنت زميل لبعض النجوم في المجال الثقافي منهم دكتورة درية شرف الدين، والمرحوم الدكتور أحمد يوسف، والمرحوم على أبوشادي ومجموعة كبيرة من الممثلين والكتاب، تعلمت على يد أساتذة كبار بعضهم أحببتهم والبعض لم أحبهم لكن مما لاشك فيه أنني استفدت وتعلمت من الجميع”.
وتابع إبراهيم: “أبرز تجاربي الإخراجية كانت مع المسرح المدرسي، فقمت بإخراج مسرحية الوزير العاشق مرتين الأولى في الثمانينات في معهد معلمات الورديان وكنت أدرس هناك مسرح عرائس إلى جانب الإخراج، والمرة الثانية كانت منذ عامين في مديرية التربية والتعليم بالجيزة دشنت فريق مشترك بين مدرستين، مدرسة الأورمان بنات، ومدرسة الجيزة الثانوية بنين”.
وذكر المخرج، أن مسرحية الوزير العاشق فيها دراما وقراءة شديدة الوضوح للواقع الثقافي والسياسي الذي تعيشه الأمة العربية والتجربة الثانية بالنسبة لي هي تجربة مسرح الطفل، وسبق أن كتبت نص عام 1984 وحصل على الجائزة الأولى من المجلس الأعلى للثقافة وعلى أساسه تم تأسيس المسرح القومي للطفل بالإسكندرية.
وقدمنا هذا النص على خشبة المسرح، كان من إخراج ناجي أحمد ناجي، وعلي الجندي كان مصمم الأداء الحركي، وألحان حمدي رؤوف مع كوكبة من أفضل الممثلين في مصر وقتها من وجهة نظري، وهذا العرض كان من أنجح العروض وقتها وعرض لمدة شهر في الأنفوشي وأذكر أن أطفال بحري كانوا يأتون إلى العرض ويتفاعلون معه.
استعادة ذكريات الزمن الجميل
أوضح الدكتور حسن محمود، روائي من منظمي الفعالية، في حديثه لـ”ثقافة وتراث”: قمنا بتنظيم أمسية (إذاعة إسكندرية.. سنوات من الإبداع) رغبة في استعادة ذكريات هذا الزمن الجميل، وذلك الحلم الجميل الذي عشناه في طفولتنا وشبابنا الذي يحمل اسم (إذاعة إسكندرية).
واستكمل: “قمت بتأسيس منتدى المحكيات للآداب والفنون مع صديقي الأديب شريف عابدين، والشاعر أحمد يسري منذ عام ونصف، وقد وضعنا نُصب أعيننا الارتقاء بالوعي الثقافي للمجتمع من خلال تقديم عشرات من الندوات التفاعلية المميزة والمتنوعة، التي يكون الحضور جزءا أساسيا من الندوة”.
واتخذنا فكرة التراسل بين الفنون والآداب أساسا لتنفيذ أهدافنا، حيث تناولنا موضوعات متنوعة، بداية من القصة القصيرة والرواية وفنون الشعر والموسيقى والغناء والأعمال المسرحية والأفلام السينمائية الراقية حتى الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي.
واستطرد: “اعتمدنا على أسلوب المحاكاة في عرض موضوعاتنا، حيث إنه الأسلوب الأمثل والأحدث لتنفيذ أفكارنا، معتمدين على استحضار إبداعات زمن الفن الجميل، في مجالات الآداب والفنون كافة”.
إبراهيم السعيد من أبطال عرض “أرشيف المحاكم” وفنان سكندري قدير، أوضح أنه يلعب دور “المعلم محروس” الذي سيكتشف أنه مرتكب الجريمة أخر العرض وعن ماتمثله إذاعة الإسكندرية له قال: “أتذكر في الماضي كنا نُجمع كل الشارع بجوار الراديو كل سبت لمتابعة حلقات أرشيف المحاكم، كما أتذكر جواهر المبدعين بها من بينهم إبراهيم عبدالشفيع أو إبراهيم الملاح مفطراتي الإذاعة كنا بنفطر على صوته”.
وعن تاريخه وأعماله الفنية ذكر سعيد: “أنا فنان عملت في فرقة الإسكندرية المسرحية ثم سافرت إلى الإمارات وعملت في المسرح الإماراتي، ثم المسرح القومي العراقي وقمت بعرض مسرحيات كبيرة مثل “جلجامش”،”أبو الطيب المتنبي”، ثم عدت بعد ذلك إلى الإسكندرية أنا في الأصل مدرس فعودت إلى التدريس وتركت المسرح لكن كان لي في الإسكندرية أعمال مسرحية كثيرة مثل “منين أجيب ناس”،”صوت مصر”،”رسالة إلى جونسون”،”المشخصاتية” وحصلت فيها على جائزة أحسن ممثل وأحسن مخرج عندما أعدت إخراجها”.
“أنا كان لي الحظ إني كنت من الفنانين المشاركين في المسلسل الإذاعي”أرشيف المحاكم”، واليوم أشارك فيه بتجربة جديدة كعرض مسرحي”، بهذه الكلمات بدأ أحمد إسماعيل، فنان سكندري من أبطال العرض حديثه معنا، وأضاف “أنا علاقتي بإذاعة الإسكندرية بدأت من فترة كبيرة جدا، فأنا فنان معتمد إذاعة وتلفزيون وكان لي أعمال إذاعية وتلفزيونية في القناة الخامسة وإذاعة الإسكندرية وأيضا أنا عضو الفرقة القومية بالإسكندرية يبدأ تاريخي الفني من عام 1976 حتى يومنا هذا”.
وذكر إسماعيل كواليس “أرشيف المحاكم” الإذاعية التي وصفها بالرائعة وأنها لاتنسى، مشيرا إلى أهم مبدعي إذاعة الإسكندرية ممن عشقهم وتأثر بهم من ضمنهم المطربة بدرية السيد، وأوضح “أن الاذاعة تعطي خيال أوسع وفرصة للتعديل لكن المسرح العقاب والثواب فوري من الجمهور”، وذلك على حد تعبيره.
ذكر ماهر خلف والشهرة “جدو ماهر”، من أبطال عرض أرشيف المحاكم ومخرج وممثل في المسرح الكنسي بالإسكندرية: “كنت سعيد جدا بالمشاركة في أمسية احتفالية بإذاعة الاسكندرية وأعمالها التراثية التي تربينا على أروع فنها والعمل بمجمله إحياءا للتراث وهو أمر جميل ومن المهم الحفاظ على تراثنا وإعادة إحياءه بشكل مختلف، سواء بالأغاني التراثية الجميلة للمطربين، ممن سعدنا بسماعهم مثل عزت عوض الله، وإبراهيم عبدالشفيع، وبدرية السيد.
وتابع: “استمتعنا هذا المساء بأشعار في حب إذاعة ومدينة الإسكندرية، وأيضا العرض المسرحي الذي شاركت فيه في دور المعلم عليوة القتيل بـ”أرشيف المحاكم” وهو إعادة إصدار منتج إبداعي لعمل تراثي إذاعي”.
عن العرض
عرض “أرشيف المحاكم”، تمثيل الفنان إبراهيم السعيد، نور مجدي، الفنان أحمد اسماعيل، جدو ماهر، محمد فؤاد، نيفين سرور، عبدالرحمن سالم، مكياج أليكا السعيد، إكسسوار ياسمين سراج، هندسة صوتية عصام روك، إضاءة سامح فوزي، تجهيزات فنية عماد عياد ومروان شعبان، من إشراف إدار فؤاد فتحي، إعداد درامي حسن محمود، مساعد مخرج إبراهيم السعيد، إخراج أحمد إبراهيم.