أحمد حداد: لا تعاملوني كحفيد لصلاح جاهين وفؤاد حداد
ورث العناد من جده فؤاد حداد، والمواهب المتعددة من جده الثاني صلاح جاهين. تركت نشأته في بيت لم يكن يخلو من الشعر والأدب والفن والكتابة تأثيرا كبيرا عليه. الشاعر أحمد حداد الذي يحب أن يصف نفسه بالمجرب. مؤخرا قدم «أما عن حالة الطقس» أول أفلامه كمخرج وكاتب وممثل وملحن لبعض أغنيات الفيلم . وفي حوار خاص لـ«باب مصر» يتحدث حداد عن كواليس فيلمه الروائي الأول وديوانه الأخير ومشروعاته القادمة.
«أما عن حالة الطقس».. كيف بدأت الفكرة؟
خطرت لي فكرة الفيلم في أواخر عام 2018. واستغرقت شهرين في الكتابة، وعامين ونصف للتصوير، وانتهى التصوير في منتصف فبراير 2020. وخلال فترة إغلاق كورونا أنهيت أعمال المونتاج، وتقديم النسخة الأولى من الفيلم، وتلتها مرحلة اختيار الموسيقى والمكساج والأغاني والدوبلاج.
وجاء إنتاج وتقديم الفيلم بجهود ذاتية مستقلة، وكل المساعدات كانت ذاتية سواء أماكن التصوير، أو تنازل بعض المشاركين عن أجورهم. استمر التصوير 44 يوما. كانت فترة مهلكة مادية وعصبية. وبالنسبة للإنتاج كانت الميزانية أقل مما يُدفع في السوق ولكن بالنسبة إلي أنها ذاتية كانت أكبر من المتوقع.
كيف جاءتك الفكرة..وكيف اشتغلت عليها؟
الفيلم المستقل تدور فكرته بشكل نفسي وإنساني وواقعي عن الخروج من مساحة الأمان. والخروج منها عملية صعبة ولكن مهمة جدا. والبعض يكونوا تعساء والتعاسة الأسوأ هي غير الملموسة والتي تظهر في الرتابة والتفكير وقلة الإبداع. وتشبه عملية الخروج من الأمان مرارة الدواء الذي يُشفي صاحبه في نهاية المطاف.
وحاولت إيصال هذه القضية من خلال التصوير والإخراج. ولكن انا لا أحب المباشرة في العمل. واعتمد على الاستمتاع بمشاهدة العمل الفني فقط وانطباع المشاهد عنه وفقا لأحداث القصة على مدار الفيلم حتى لو كان فيلما قصيرا. والفيلم الطويل أشبه بالرحلة يستمد منها المشاهد كل فترة معلومة أو مشاعر أو معنى كذلك عبارات مباشرة أشبه في رأيي بحالة “فضفضة”.
وماذا عن تجربة التمثيل..هل يأتي على هامش تجاربك المتعددة؟
لم أتوقف عن التمثيل. ومازلت أمثل في أفلامي وابتعدت عن المشاركة في أفلام أخرى نظرا لأن المجال أصبح تجاريا وأنا غير موهوب في التجارة. وبعد مشاركتي في فيلم “أوقات فراغ” و”موجة حارة” ومسرحية “الأمير الصغير” ترجمة فؤاد حداد بالمسرح القومي وغيره من الأفلام القصيرة، قدمت أخيرا فيلمي الروائي “أما عن حالة الطقس” والذي لاقى تفاعل وحماس الكثيرين.
بالتزامن مع الفيلم صدر أيضا ديوانك الجديد «التوقيت المحلي لمدينة البهجة»؟
هو ديواني الثامن، بعد عامين أو ثلاثة أعوام منذ إصدار آخر ديوان. ويتسم بمشاعر بهجة وإقبال على الحياة، مختلفة عن نظيرتها في الدواوين السابقة التي كانت أكثر حزنا.
وعن دواوين الشعر بالعامية التي أصدرتها منها شعر غنائي. وأول ديوان كان سنة 2000 اسمه “الورد اللي بيطلع” والثاني كان في عام 2007. ثم ديوان “دولاب الهدوم” وديوان “بشويش” في 2011. وحصلت عنه عن جائزة أفضل شاعر عامية في عام 2013. ثم تعاونت مع دار “الشروق” لديوان “عزيزي فلان” الذي يوثق الأشعار التي كتبتها في عامي الثورة. ثم ديوان “بطلوع الروح” للقصائد القصيرة. وفي التعاون الثاني والثالث مع دار “الشروق” أصدرت ديواني “مزاج سيادتي” والديوان الأخير الصادر مؤخرا “التوقيت المحلي لمدينة البهجة”.
ماذا ورثت عن جديك فؤاد حداد وصلاح جاهين رواد الشعر بالعامية.. وماذا استفدت منهما شعريا؟
لا أستطيع أن أصف حبي للشعر وكتابتي له بأنه وراثة، هناك عوامل كثيرة اسهمت في حبي للكتابة، ليس فقط كوني حفيد جاهين وحداد. وإذا استطعت تحديد الصفة الوحيدة التي من الممكن أن أرثها من كل منهما فالتجربة عن جدي صلاح جاهين والعند عن جدي لأبي فؤاد حداد. وأعتقد أنه الشخص الأكثر عندا الذي عرفته في حياتي، وله بيت شعر “مثلي الأعلى غاندي مهاتما” وأنا أعتبر أن فؤاد حداد مثل غاندي في الشعر والفن والتمسك بوجهة نظره في الحياة.
وكتبت الشعر أول مرة بالصدفة. وكانت تجربتي الخاصة بدون توجيه من أحد. وأعتقد أن فؤاد حداد وصلاح جاهين لهم علاقة وتأثير على جيلهم والأجيال التالية حتى الذين لم يعاصروهم، وصنعوا حالة ثورية للشعر. ولا أحب أن أُعامل أنني حفيدهم، وصلة القرابة أنهم أجدادي ولكن كتأثر في الكتابة، لهم ملايين الأبناء والأحفاد في الوطن العربي.
بين الكتابة والتصوير والتمثيل والإخراج.. هل نستطيع أن نصفك فنان متعدد المواهب؟
أظن أن الوصف الأمثل هو مُجرب. ولكن على سبيل المثال جدي صلاح جاهين فهو متعدد المواهب، والتعلم باستمرار يُثري كل المواهب. وبالفعل أنا أمارس التصوير والإخراج والتصوير والمونتاج والغناء في فرقتي “ريترو”.
ما هي أعمالك الأدبية القادمة؟
أعمل على ديواني القادم “إستراتيجية القهوة” وسيكون ذو طابع شتوي ومن المتوقع إصداره في شتاء 2023. والرواية الأولى لي بعنوان “درب سلمى” وهي رواية بوليسية، بطلتها تسمى سلمى ونعرف حكايتها من خلال الأحداث التي اتبعت فيها طريقة مستوحاة من الأديب نجيب محفوظ وهو تسمية الفصول بأسماء أشخاص ونعرف القصة أو أحداث إضافية عنها من خلال شخص جديد في كل فصل.
هل ترى أن الشباب يحملون مهمة إحياء الأغاني التراثية.. وهذا ما تحققه في فرقتك الغنائية «رترو»؟
الأمر نسبي فالبعض في حنين دائم للماضي، فيما يفضل آخرون الحياة المعاصرة. وقبل الحديث عن فرقة “رترو” الغنائية – ومعناها قديم باللغة اللاتينية – فالفضل يرجع إلى العظيم حسن الجريتلي مؤسس فرقة “الورشة” ومكتشف معظم الفنانين الذين عملت معهم وآخرين سواء نجوم أو شباب في نفس العمر.
وفي عام 2009 تعرفت على فاطمة عادل وفي عام 2011 تعاونت مع داليا الجندي وعملنا معا حتى قررنا تدشين فرقة “رترو”. وقدمنا أول حفل تحت اسم “رترو” في 15 يونيو 2017. ومنذ ذلك الوقت ولنا طابع غنائي خاص للأغاني القديمة التي نقدمها وبعضها يتنوع بين القديم والجديد. وأبرزها من كلمات سيد درويش وفؤاد حداد وصلاح جاهين، وأخرى لإسماعيل ياسين وشكوكو وفؤاد المهندس.
اقرأ أيضا:
قضايا التراث العمراني: خبراء يناقشون التحديات في مصر وفلسطين وتونس