“آثار الفيوم” تُعلن فتح غرفة الدفن بـ”هرم اللاهون” للجمهور
أعلنت منطقة آثار الفيوم، عن فتح غرفة دفن هرم اللاهون للجمهور، وذلك بعد افتتاح الهرم عقب الترميمات التي كانت تجرى علي غرفة الدفن، وشهد كل من الدكتور خالد العناني وزير الآثار، واللواء عصام سعد محافظ الفيوم، وسيد الشورة مدير عام الآثار بالفيوم، وعدد من أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والشعبية والأمنية بالمحافظة انتهاء أعمال الترميمات إيذانا بافتتاح الموقع للجمهور.
منطقة اللاهون تاريخيًا
يرجع تاريخ منطقة اللاهون إلى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني والروماني، إلا أن أهم فترة في ازدهار تلك المنطقة يعود إلى عصر الدولة الوسطى، فقد غير ملوك الأسرة الثانية عشر الأماكن الخاصة ببناء أهراماتهم من منطقة دهشور إلى الفيوم وتحديدًا منطقة اللاهون، حيث إنها كانت تقع عند مدخل الفيوم، واهتم ملوك الأسرة الثانية عشر باستصلاح الأراضي بتلك المنطقة كم تم بناء قنطرة اللاهون، وشيدت مسلة سنوسرت احتفالا بتلك الإصلاحات.
هرم اللاهون وأهميته
يمتاز هرم اللاهون والذي بناه الملك سنوسرت الثاني عن باقي أهرمات مصر بأنه أول وأكبر بناء هرمي من الطوب اللبن المصنوع من طمي النيل، وهو ما يدل على الإصلاحات الزراعية والازدهار الذي شهده إقليم الفيوم في عصر الأسرة الثانية عشر.
كما أن مدخل الهرم يختلف عن باقي الأهرامات، حيث إن مدخله من الجهة الجنوبية وليس الشمالية كباقي الأهرامات، ويرى العديد من الباحثين أن هذا التغيير قد يكون لغرض ديني يعكس تغيير بعض المفاهيم العقائدية أو الدينية في عصر الدولة الوسطى، أو لرغبة الملك سنوسرت الثاني في وضع وتوفير الحماية الكافية للهرم من عبث اللصوص.
وقام مهندس الهرم أيضًا ببناء بئرين عموديين أخفى بهما البئر الرئيسية التي تقع تحت أرضية إحدى مقابر الأميرات، وأيضا تم إحفاء المدخل الثانوي تحت أرضية بهو المعبد بغرض تضليل اللصوص.
حفائر الهرم
يقول الأثري سيد شعيب، من منطقة آثار الفيوم، إنه لم يتم عمل أي حفائر بداخل الهرم منذ اكتشاف عالم الآثار الإنجليزي وليم فلندرز بترى لمدخل الهرم عام 1889م سوى بعض الأعمال الداخلية من قبل أحمد فخري عام 1936، ولم يستخرج الرديم خارج الهرم من عمق يزيد على 16مترا من كافة الممرات و الدهاليز، واستكملت البعثة المصرية أعمال الحفائر في موسمي 2018-2019، حيث تم عمل حفائر داخل الهرم و تم رفع الرديم من الممرات حتى تم الوصول إلى حجرة الدفن، وهو ما مهد لفتح الهرم للزيارة أمام الجمهور وخاصة للباحثين حتى يتمكنوا من دراسة الهرم بشكل أفضل.
يردف شعيب: سيتم عمل سلم في البئر الشمالي للهرم وذلك على ثلاث مراحل بمعرفة قطاع المشروعات بوزارة الآثار، وسيتم تقوية وتدعيم حجرة الدفن، إضافة إلى عمل لوحات إرشادية جديدة للمنطقة الأثرية، كما تم رفع كميات كبيرة من الرديم من كافة جوانب الهرم الخارجية، هذا بالإضافة إلى أنه تم إعادة تركيب الأحجار المتساقطة بالصالة و الممرين السابقين لحجرة الدفن وإعادة الكساء الحجري.
وصف الهرم
بني هرم اللاهون على مكان مرتفع من الصخر الطبيعي على ارتفاع 12 مترا، وشيد الهرم من الطوب اللبن وتم كسائه من الخارج بالحجر الجيري الذي اختفي تمامًا الآن، وكان ارتفاع الهرم وقت بنائه 48 مترا بقاعدة بلغ محيطها 106أمتار.
ويوجد من الناحية الجنوبية للهرم أربعة مقابر خاصة بأفراد الأسرة الملكية، ومن أهمها مقبرة الأميرة سات حتحور أيونيت، والتي تم اكتشاف مجموعة من الحلى الرائعة بداخلها والمحفوظة الآن بالمتحف المصري بالقاهرة ومتحف المتروبوليتان بنيويورك.
أما على بعد 1600متر من شرق الهرم يوجد بقايا معبد الوادي، ويوجد شمال معبد الوادي أطلال مدينة العمال الذين قاموا ببناء الهرم، أما من الناحية الشمالية الشرقية من هرم اللاهون يوجد هرم صغير من الطوب اللبن كان ارتفاعه 18مترا، والذي يرجح إنه كان خاص بدفن الملكة زوجة سنوسرت الثاني أو ابنته، ويوجد بالقرب من هذا الهرم الصغير ثماني مقابر صخرية.
2 تعليقات