وودي آلن.. أكثر الرجال ضحالة

وقد تخطى منتصف عقده التاسع -ولد 1 ديسمبر 1935- لم يزل وودي آلن مبدعًا شغوفًا مشاغبًا، غزير الإنتاج ومتعدد المواهب، مثلما كان في بداية الستينات، التي لمع اسمه خلالها، كواحد من أكبر الساخرين، والمحتجين بالكوميديا على كل أشكال السلطات الثقافية، من السياسة إلى التقاليد الاجتماعية والدينية إلى الفلسفة والأدب والفنون، دون أن يترك شيئًا، حتى الشخصيات والأشياء التي يحبها، دون أن يسخر منها.

***

في سبتمبر 2023 شهد مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي العرض الأول لفيلم وودي آلن “ضربة حظ” Coup de Chance. وهو الفيلم رقم 50 في مسيرته التي تمتد لأكثر من سبعة عقود. وكعادة أفلامه الأخيرة قام آلن بصنع الفيلم في أوروبا، ليس فقط لتوفر جهات إنتاج متحمسة ومرحبة بتمويل أعمال آلن. ولكن أيضا بسبب حالة المقاطعة التي يتعرض لها في الولايات المتحدة بعد تجدد الاتهامات له بالتحرش. والتي شنتها ضده زوجته السابقة “ميا فارو” على مدار ثلاثين عاما.

على مدار السنوات القليلة الماضية قدم آلن عددا من الأفلام التي يمكن نسبها لما يطلق عليه “الأسلوب المتأخر” (أي التطور والتحول في الأسلوب. الذي يأتي في مرحلة متأخرة من العمر لدى بعض المبدعين المعمرين). ويكفي نظرة سريعة إلى هذه الإنتاجات لنرى مدى الغزارة والتجدد في أعمال آلن المتأخرة.

“ضربة حظ” يدور حول الحب والخيانة، أحد الموضوعات الأثيرة لدى آلن، بممثلين فرنسيين ويدور في فرنسا. وهو ليس الفيلم الأول لآلن الذي يدور في فرنسا، ولكنه أول فيلم ناطق بالفرنسية تماما. وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد عرض الفيلم قال آلن إن السيناريو كان مكتوبا لممثلين أمريكيين يعيشون في فرنسا. ولكنه فكر ولماذا لا يكونون فرنسيين، ومن ثم اتخذ القرار الجريء بأن يجعل الفيلم ناطقًا بالفرنسية بالرغم من أنه لا يعرف منها كلمة!

في فيلمه الأسبق مهرجان ريفكين 2020 يعود آلن، بالذاكرة من خلال قصة كاتب عجوز يحلم بقصص يمتزج فيها واقعه بأشهر الأفلام التي أثرت فيه. ليرصد بعضًا من أهم لحظات السينما في القرن العشرين، وهي لحظات أثرت فيه شخصيًا، وفي الملايين من عشاق السينما، وشكلت جوهر الفن السابع وإمكانياته. وذلك عن طريق سرد يمتزج فيه الحاضر بالماضي والواقع بالخيال، سردًا طالما تميز به آلن. وأصبح علامته المسجلة، عبر عشرات الأفلام التي قام بإخراجها وكتابتها والتمثيل فيها على مدار أكثر من نصف قرن.

***

قبل مهرجان ريفكين صنع المخرج الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية عددًا من الأفلام، بمعدل واحد كل عام. بالإضافة إلى مسلسل تليفزيوني من ست حلقات، تتسم بتنوع موضوعاتها ونوعها ومزاجها الفني بشكل عجيب.

في المسلسل الذي يحمل اسم الأزمة في ستة مشاهد يعود إلى الستينات ليرصد حركات التمرد والثورة التي ضربت الولايات المتحدة بسبب حرب فيتنام والتسابق النووي واستفحال الرأسمالية والعنصرية ضد الملونين. من خلال عيني رجل عجوز (يلعب دوره آلن) يراقب ما يحدث من بعيد غير مهتم سوى بقص شعره على طريقة جيمس دين.

***

أما فيلمه عجلة العجائب2017، فعلى العكس، يتخلى فيه آلن عن نهجه الكوميدي تمامًا. ربما لأول مرة في حياته الفنية، ليقدم دراسة نفسية في شخصية امرأة (تلعب دورها كيت وينسلت) تعاني من الشر. كما لو كان مرضًا لا تستطيع مقاومته. وهو عمل رصين كئيب، لا يحمل شيئًا من هزر آلن. ولكنه يعكس رؤيته نفسها للعالم والبشر.

هذه الرؤية تتسم بسمات فريدة جدًا جعلت من وودي نموذجًا لما يطلق عليه سينما المؤلف، أو مؤلف الفيلم film auteur، وهو تعبير فرنسي أطلقه نقاد مجلة كراسات السينما. لوصف بعض المخرجين الذين تتحلى أعمالهم بخصوصية وأسلوب فني يميز كل منهم ونظرة فلسفية للعالم. كلها صفات تنطبق على آلن الذي يكتب ويخرج أعماله، وهي أعمال يمكن التعرف على اسم صاحبها على الفور. كما يمكن التعرف على تأثيرها في أعمال المخرجين الآخرين، ويمكن كذلك العثور على وحدة عضوية بينها، من ناحية الأفكار والموضوعات والأسلوب وأداء الممثلين. أعمال جعلت منه واحدًا من أشهر فناني السينما منذ النصف الثاني من القرن العشرين. وواحدًا من أساطينها وأساطيرها الأحياء.

بدايات هزلية

ليس آلن مخرجًا فقط، بل كاتب سيناريو وممثل وكوميديان ستاند أب وكاتب قصص قصيرة ومسرحيات وعازف موسيقى في فرقة لموسيقى الجاز أيضًا. رُشح لجوائز الأوسكار 24 مرةً، وحصل عليها أربع مرات، كمخرج وكاتب سيناريو. أكثر الأوصاف التصاقًا به أنه واحد من أكبر صناع الكوميديا على مر التاريخ.

توج آلن بأكبر الجوائز الأمريكية والعالمية. رُشحت أفلامه لـ53 جائزة أوسكار. حصلت على 12 منها، ولـ61 جائزة بافتا حصلت على 17 منها، ولـ47 جائزة جولدن جلوب حصلت على 9 منها. بجانب ذلك توج بالسعفة الذهبية الفخرية عن مجمل أعماله من مهرجان كان، وبالأسد الذهبي عن مجمل أعماله من مهرجان فينيسيا، وزمالة البافتا. وجائزة الإنجاز من اتحاد المخرجين الأمريكيين، وجائزة الكرة الذهبية الفخرية التي تحمل اسم سيسيل دي ميل.

ومن الطريف أن المخرج الذي فشل في دراسة الفلسفة واضطر لترك دراسته الجامعية بسببها. وطالما سخر من الفلاسفة ودارسيها في أعماله، تم اختياره عام 2010 عضوًا في جمعية الفلسفة الأمريكية. وهو اختيار يمكن تفسيره بالنظر إلى أعماله باعتبارها أسئلة لا تنقطع. ولا تخف حدة قلقها الوجودي عن معنى الحياة، والموت، وعبثية أي شيء يفعله البشر للتهرب من مواجهة تلك الأسئلة.

***

لم تكن بدايات آلن تبشر بأنه يمكن أن يصبح واحدًا من كبار فناني وفلاسفة العصر. مع ذلك، فهي البداية الوحيدة التي يمكن أن تتسق مع شخصيته وطبيعته. بدأ حياته الفنية مع مطلع ستينات القرن العشرين كمهرج، يؤدي بعض الفقرات الكوميدية Standup comedy في قاعات الترفيه التي يرتادها المثقفون.

قام آلن بتطوير نوع خاص من الكوميديا تبهر من يستمعون إليه. وجعلت اسمه يتردد ككاتب ساخر بارز، فيما بعد صدرت معظم هذه الفقرات الكوميدية ضمن ثلاثة ألبومات. وحققت نجاحًا كبيرًا ونال أحدها ترشيحًا لجوائز جرامي. وبعيدًا عن أهميته في مجال السينما، جاء ضمن أفضل مائة مؤدي فقرات كوميدية في التاريخ في استفتاء أجرته محطة Comedy Central عام 2004.

يمتاز وودي آلن أكثر من أي فنان آخر بأن سخريته صافية، مبهجة، لا يشوبها مرارة أو رغبة في الوعظ والإصلاح أو تمسك بيقين زائف.

بدأ آلن علاقته بالمسرح والسينما في منتصف الستينات، حين كتب مسرحيتين، الأولى بعنوان لا تشرب الماء. تحولت بعد عرضها على المسرح إلى فيلم من إخراج هوارد موريس. ثم صورت نسخة تليفزيونية منها في الثمانينات. المسرحية الثانية بعنوان اعزفها ثانية يا سام وشارك في بطولتها مع شريكة أفلامه وزوجته المستقبلية دايان كيتون. وكان أول تعاونهما السينمائي نسخة من إخراجه للمسرحية في عام 1972.

آلن في فيلم مانهاتن
آلن في فيلم مانهاتن
***

أول فيلم كتبه هو ما الأخبار، يا قطة ?What’s new, Pussycat من إخراج تشارلز فريدمان 1965. ومثلما حدث في المسرح، كان لوودي ملاحظات سلبية على إخراج الفيلم، ما دفعه إلى صناعة أعماله اللاحقة بنفسه. وأول عمل حمل توقيعه كمخرج هو ما الأمر، أيها النمر ليلي؟  ?What’s up, Tiger Lillyعام 1966.

لكن الفيلم الذي يمكن القول إنه يعبر عنه حقًا هو عمله التالي خذ المال واجري عام 1969. الذي يعد محاكاة ساخرة لوثائقي عن قصة حقيقة عن المجرمين بوني وكلايد، بطولة وارن بيتي وفاي دوناواي، وإخراج أرثر بن، 1967.

في ذلك الفيلم طور آلن شكلًا فنيًا جديدًا يطلق عليه محاكاة الوثائقي mockumentary، الذي يعد بداية ابتكاراته في الأشكال الفنية التي تميز أفلامه وقصصه. والآن يعد ذلك الشكل أداة يستخدمها بعض صناع الأفلام الشباب كنوع من كسر الحدود بين الأجناس الفنية وقوالبها. واختير الفيلم ضمن أفضل مائة فيلمٍ كوميدي من قبل معهد الفيلم الأمريكي.

***

خلال السنوات التالية قام آلن بكتابة وإخراج وتمثيل عددًا من الأفلام، تفاوت حظها من النجاح، لكن اللافت هو تنوعها الشديد في الأنواع الفنية والموضوعات، منها السياسي مثل موز، والخيال العلمي مثل النائم، والمقتبس من كتاب علمي مثل كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس، ومنها المحاكاة الساخرة للأدب الروسي مثل الحب والموت.

ما يجمع هذه الأعمال هو قدرته الهائلة على السخرية من النظم السلطوية سواء الشرقية أو الغربية. ومن المقدسات والمسلمات الاجتماعية بأنواعها. كفنان منتم لجيل الستينات الغاضب، المعترض على الحرب الباردة وحرب فيتنام والقمع السياسي والجنسي والديني. وخلال هذه الفترة التي تمتد حتى 1976، شارك كممثل في فيلم واحد فقط هو الواجهة إخراج مارتن ريت، 1976. الذي ينتقد الفترة المكارثية في أمريكا الخمسينات. من خلال قصة كاتب سيناريو فاشل يعمل كواجهة لكتاب السيناريو الممنوعين من العمل بسبب ميولهم السياسية المعارضة.

آني هول” الأيقونة

في 1977 قدم وودي فيلمه الأشهر آني هول الذي فاز بأربعة جوائز أوسكار لأفضل فيلم ومخرج وسيناريو وممثلة لدايان كيتون. ويعد نموذجًا للفيلم العاطفي romantic comedy الحديث، الذي يدور في المدينة العصرية في عالم المتعلمين والمثقفين، الذين يعانون من الإحباط والقلق الوجودي والشعور بالعبث. تلك الثيمة سيبرع فيها آلن أكثر من أي صانع أفلام آخر، وجاء الفيلم في المركز الخامس والثلاثين كأفضل فيلم أمريكي. وفي المركز الرابع كأفضل فيلم كوميدي في استفتاء معهد الفيلم الأمريكي.

في العام التالي قدم فيلمه مانهاتن، وهو كوميديا عاطفية أخرى بالأبيض والأسود تركز على الحياة في مدينة نيويورك، التي صورها وعبر عنها آلن في عدد من أفلامه. وارتبط اسمه بها كما ارتبطت القاهرة القديمة بنجيب محفوظ أو الإسكندرية بيوسف شاهين. ومانهاتن عزز شعبية وودي آلن جماهيريًا. كما رُشح لعدد من الجوائز وحظي باستقبال نقدي إيجابي، ويعتبره الكثيرون واحدًا من أفضل أعماله.

آلن
آلن

وفي مرحلة فنية مختلفة تلت الفيلمين. ابتعد آلن عن عالم المثقفين في مدينة نيويورك. ليدخل في حوار وتناص مع أعمال عدد من المخرجين الأوربيين أصحاب الأساليب الفنية المتميزة والمضمون النفسي والفلسفي والاجتماعي. الذي يختلف عن الأفلام السائدة في هوليوود. من هؤلاء المخرجين الذين تأثر بهم آلن، السويدي انجمار بيرجمان والإيطالي فيدريكو فلليني.

ويمكن تتبع أثر أفلام بيرجمان مثل الفراولة البرية، فاني وألكسندر، سوناتا الخريف في أعمال آلن هانا وأخواتها، امرأة أخرى، جرائم وجنح. كما يمكن تتبع أثر فلليني في أعمال مثل ذكريات النجومية Stardust Memories محاكاة لفيلم فلليني ثمانية ونصف وأيام الراديو محاكاة لـأماركورد. وبعض هذه الأفلام، بجانب مخرجي الموجة الجديدة في فرنسا جودار وتروفو وليلوش، والياباني كوروساوا، وغيرهم، يشير إليهم ويحييهم آلن في فيلمه الأخير مهرجان ريفكين.

ما بعد الحداثة

وودي آلن مثقف كبير، ليس فقط كمتابع دؤوب للسينما العالمية. ولكن أيضًا كقارئ يقظ لكلاسيكيات الأدب العالمي، ولبعض الأدباء بشكل خاص مثل كافكا ودوستويفسكي، وللفلسفة، الوجودية خاصة، وأعمال فلاسفة مثل شوبنهاور، نيتشة وكيريجارد. ويمكن من خلال أفلامه وكتاباته العثور على عشرات الأمثلة على تنوع قراءاته ومشاهداته في كل المجالات. لكن المدهش هو الطريقة التي يتعامل بها مع النصوص السينمائية والنثرية التي يتأثر بها.

هو مثل الساحر يقوم بتحويل أكثر الأعمال جدية ومأساوية إلى كوميديا ساخرة لا تأبه لشيء. لدرجة أن المرء يحار دومًا هل يكرم هذه النصوص ويعبر عن احترامه لها، أم أنه يهزأ منها؟ وفي هذا السؤال غير المجاب تكمن عبقرية الكوميديا عنده. بالتحديد من ذلك الشعور المختلط بالجد والهزل الذي يسبغ أعماله.

***

في كتابها أفلام مشاهدة بدقة Closely Watched Films تصف مارلين فيب أعمال آلن بأنها تنتمي إلى مدرسة ما بعد الحداثة. هذا المصطلح الغامض، الذي يساء استخدامه وفهمه عادة، يصبح بسيطًا ويسيرًا عندما نطبقه على أعماله.

أول ملامح ما بعد الحداثة التي نجدها في أعماله. كما تقول فيب، هي الشعور بالخواء واللا معنى الذي تعاني منه الشخصيات. لكن الملمح الأهم هو فكرة أن كل ما يدركه البشر عن العالم يدركونه عبر اللغة. وبالتالي فإن كل حقيقة ما هي إلا بناء لغوي لا علاقة له بالأصل. كما أن الكلمات لا تشير عادة إلى شيء ملموس وإنما إلى كلمات أخرى. وكل حقيقة مبنية على فروض هي نفسها مبنية على فروض أخرى.

تضرب فيب مثلًا بنكتة من بدايات آلن في ستاند أب كوميدي، عندما كان يشكو على لسان الشخصية القلقة التي ابتكرها لنفسه من أن زوجته الأولى. دارسة الفلسفة، تحاول أن تثبت له دائما أنه “غير موجود”. هذا التعبير اللغوي الذي يمكن فهمه على مستويين، المعنى الفلسفي، والمعنى العامي الذي يقصد به الإهانة. هو أحد التقنيات الأساسية لكوميديا آلن.

وتستشهد فيب في مثل آخر برعب شخصية ألفي (آلن) في فيلم آني هول. من إدراكه أن العالم سوف يتمدد إلى أن ينفجر ويسقط في الثقب الأسود. وهو الرعب نفسه الذي تعانيه شخصية هاري (آلن أيضًا) في فيلم تفكيك هاري 1997. الذي يذهب إلى عاهرة سوداء ويسألها عما إذا كانت قد سمعت عن الثقب الأسود، فتجيبه بأن حياتها كلها تتمحور حوله.

مرة أخرى نجد نموذجًا للعب اللغوي المثير للكوميديا في أعماله، الذي يمزج بين الفلسفة واللهو العابث بدرجة يصعب التمييز بينهما أو تحديد مقصده. هذه القدرة على تلوين أكثر المواقف مأساوية، وأكثر الأفكار جدية، بالتهكم والسخرية المرحة، هي أحد أهم ملامح ما بعد الحداثة. ويمتاز آلن أكثر من أي فنان آخر بأن سخريته صافية، مبهجة، لا يشوبها مرارة أو رغبة في الوعظ والإصلاح أو تمسك بيقين زائف.

***

الملمح الأساسي الثالث لما بعد الحداثة في أعماله هو تأكيدها على عدم وجود الواقع. طالما أن أي واقع هو نسخة متخيلة في ذهن صاحبه، هذه الفكرة التي تنتمي لعمل عالم النفس جاك لاكان وفيلسوف التفكيكية جاك دريدا ومفكري ما بعد الحداثة. يصورها المخرج النابغ من خلال اعتماد معظم أعماله على مصادر سينمائية وأدبية ونصوص متنوعة أخرى. فيما يتجاهل تمامًا فكرة الواقعية أو الاعتماد على مصادر الواقع. وحتى عندما يستخدم بعض مواد الواقع، فهو يحولها إلى شيء متخيل زائف.

وكل أعمال آلن تقريبًا محاكاة ساخرة لأعمال أخرى. وكما أشرت سابقًا فإن خذ المال واجري محاكاة زائفة للفيلم الوثائقي. وسوف يكرر التجربة بأشكال أخرى في فيلميه زيليج 1983 وأزواج وزوجات 1992 بجانب محاكاة مخرجين مثل فلليني وبرجمان. فإن جرائم وجنح محاكاة لرواية الجريمة والعقاب لدوستويفسكي، سوف يعود إليها مرة أخرى في فيلمه رجل غير عقلاني 2015. لكن فيلم كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس مثلًا يتكون من فقرات. وكل فقرة محاكاة لنوع فني مختلف. من واقعية الخمسينات إلى الخيال العلمي إلى الرعب إلى أعمال المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، إلى الفيلم الوثائقي العلمي وحتى برامج مسابقات التليفزيون.

مقطع من مقدمة عصام زكريا لترجمة أعمال المخرج الأمريكي الشهير وودي آلن التي تصدر خلال أيام عن دار نشر «الكتب خان».
اقرأ أيضا:

سكورسيزي في «قتلة زهرة القمر»: أصل الشر الأمريكي!

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر