“من الموالد الشعبية لقوائم اليونسكو العالمية” حكاية 3 أبطال وراء صون فن الأراجوز

“الأراجوز” هو طفولتنا التي نتذكرها بابتسامة وفرحة غامرة، لما كنا نراه من هذا المربع الخشبي والذي تخرج منه دمية جميلة الشكل ذات صوت رنان، لنسمع منها حكايات ترويها لنا بطريقتها الفكاهية وعلى قدر عقولنا كأطفال، لنظل طوال اليوم نغنى ونردد ما وقع على أذاننا من جمل أو أغاني أو حكايات من “الأراجوز”، هذا الفن الشعبي الذي استطاع الدكتور نبيل بهجت، في الحفاظ عليه من الاندثار، وقدم الملف من خلاله وزارة الثقافة وجمعية المصرية للمورثات الشعبية، إلى اليونسكو، لُيسجل بذلك الأراجوز على قوائم الصون  العاجل للتراث باليونسكو.

نبدأ الرحلة مع عم صابر المصري، أقدم لأعب أراجوز في مصر، والذي يعرف الأراجوز بأنه فن قديم الأزل من أيام محمود شكوكو، فمنه صنع أفلام عربية قديمة كالوحي والزوجة الثانية، وكان يقدم الأراجوز فى الموالد الشعبية قديمًا، فهو موطنة الأصلي، ومن ثما بدأت أماكن عرضه تتوسع فتشمل أعياد الميلاد والنوادي والفنادق وجميع المناسبات التي تشكل الأطفال جزء منها.

55 عامًا على فترة عمله مع الأراجوز، والذي انتقل أمام عينه من محطات هامة بدأت من مولد إمبابة، وصولًا لليونسكو، معبرًا عن سعادته لما حقق لهذا الفن من انتصار كبير يساعد على إبقاء الأراجوز وحمايته من الاندثار.

العناصر التي شاركت في وضع الأراجوز على قائمة الصون العاجل لليونسكو هما 3 الدكتور نبيل بهجت، صاحب الملف والفكرة، والجمعية المصرية للمورثات الشعبية، والتى قدم من خلالها الملف، ووزارة الثقافة وهى الدولة التى تتمثل أمام اليونسكو.

مرحلة التوثيق

من مراحل الموالد إلى مرحلة الجمع والضم والتوثيق في كتاب عن “نمر الأراجوز” من إعداد وتأليف الدكتور نبيل بهجت، كاتب ومخرج مسرحي، مدير ومؤسس فرقة ومضة لعروض الأراجوز وخيال الظل، والذي يوضح أن مرحلة توثيق الأراجوز بعروضه ونمره وأدواته جاءت بالعمل على الملف خلال 5 سنوات، كانت نتاج خبرة 18 عامًا مع الأراجوز، ليتضمن الملف والذي قدم به إلى اليونسكو، يجمع كل تفاصيل الأرجوز و 19 فيلم وثقائي عن نمر الأراجوز المختلفة، لينشر في المجلس الأعلي للثقافة، باللغة العربية والانجليزية، كما جاوب الملف على أسئلة “ماهية الفن وماذا قدم له وما التصور المستقبلي للحفاظ عليه وتطوره”، ليقدم بعد ذلك من خلال الجمعية المصرية للمورثات الشعبية، ووزارة الثقافة إلى اليونسكو.

وزارة الثقافة

تشرح لنا الدكتورة نهلة إمام، رئيس قسم الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، قوائم اليونسكو التى من خلالها تسجل التراث المصري بأنواعه، قائلة: هناك 3 أنواع من الملفات تقدم للتسجيل على قوائم اليونسكو هو ملف الممارسات الجيدة ويطلق عليه أفضل الممارسات ويكون عدد الملفات المقدمة قليلة، تضم تجربة نموذجية في صون التراث، والنوع الثاني فئة ملفات العناصر المهددة التي تحتاج إلى صون عاجل، والتى تعاني بأنه من حق الدولة طلب مساعدة دولية أي مبلغ من المال، لعمل إجراءات لصون العنصر وحمايته من الاندثار، وهي الفئة التى يقع فيها الأراجوز، على أساس أنه عنصر مهدد ويحتاج إلى صون عاجل.

توضح نهلة، أن الدولة من حقها تقدم ملف واحد في السنة، وبالتالي عليها ترتب الملفات المقدمة من الأفراد، لاختيار الملف الأنسب، وفي حالة العمل على أكثر من الملف هناك مخرج لتسجل اكبر عدد من الملفات فى عام واحد، فالاتفاقية مع اليونسكو تنص على أن الدولة من حقها تشترك فى ملفات أخري مع دولة اخري في عنصر مشترك مابينهم،  فعلى سبيل المثال مصر نظمت مبادرة تزعمتها المنظمة العربية كملف عربي مشترك، والذي آتي ليحمل قيمة مهمة وهو أنه للأول مرة 14 دولة عربية يتعاونوا فى ملف مشترك.

الفئة الثالثة: وهى العناصر الممثلة للدولة أي القائمة التمثلية، وهى أكثر الملفات التى تقدم، وعليه مصر قدمت التحطيب على القائمة التمثيلية.

تضيف رئيس قسم الفنون الشعبية، بعد أن تمت الموافقة على صون الأراجوز، تبدأ مصر في عمل جميع التدابير لصون هذا العنصر بمساعدة دكتور نبيل بهجت،  والجمعية المصرية للمورثات الشعبية التى قدم من خلالها الملف، وأيضًا هى التي قدم من خلالها التحطيب والسيرة الهلالية، مشيرة إلى دور المجتمع المدني في مسالة حفظ التراث وهو دور مهم جدا، وتدعو الجمعيات ذات نشاط في هذا المجال أن تسعي لتسجيلها وهى إجراءات بسيطة، لتكون جزء معتمد من اليونسكو.

أما عن الأبواب التي يتضمنها الملف توضح نهلة، أنه لابد من أن يتضمن ماذا تم قبل ذلك لهذه العنصر وما الوضع الحالي والتدابير المستقبلية لحمايته من الاندثار، وهنا يأتي دور وزارة الثقافة، ولأن اليونسكو منظمة حكومات وليس أفراد، فهي التى بدوره يقدم الملف وتتابع مع اليونسكو وتستلم المساعدات.

عن الأراجوز

يذكر دكتور نبيل بهجت، فى كتابه، عن الأراجوز، أن الباحثون اختلفوا في تفسير كلمة الأراجوز فمنهم من ردها إلي أصل فرعوني بمعني صانع الحكايات، ومنهم من فسرها علي أساس انها تحريف لقراقوش

وأشار الرحّالة التركي أولياجيلي فى كتابه “سياحتنامة مصر” إلى أحد الفنانين فى القرن العاشر الهجري الذين كانوا يلاطفون المرضى بدمى خشبية فتتحسن حالتهم، وقدم علماء الحملة الفرنسية وصفًا مفصّلًا له جاء فيه: “وقد شاهدنا فى شوارع القاهرة عدة مرات رجالًا يلعبون الدُّمى، ويلقى هذا العرض الصغير إقبالًا كبيرًا، والمسرح الذي يستخدم لذلك بالغ الصغر، يستطيع شخص واحد أن يحمله بسهولة”.

ويقدَّم فن الأراجوز من خلال عدد من الوسائط هى: عربة الأراجوز، البارفان، الباردة،  الخيمة، وعدد النمر التي ظلت باقية حتي الآن 19 نمرة التي جمعها من سبعة فنانين هم: صلاح المصري، صابر شيكو، محمد كريمة، سيد الأسمر، سمير عبد العظيم، حسن سلطان، عم صابر المصري.

لم تخرج عن النمر الآتية: جواز بالنبوت ” و” الأراجوز ومراته ” و” الست اللى بتولد ” و” الأراجوز ومراته السودة ” و” حرامي الشنطة ” و” البربري ” و” الشحات ” و” فنان بالعافية ” و” الحانوتي النصاب ” و” كلب السرايا ” و” حمودة وأخوه ” و” جر شكل ” و” الفتوة الغلباوي ” و” الأراجوز في سوق العصر ” و” أراجوز في الجيش ” و” حرب اليهود ” و” حرب بورسعيد ” و” العفريت ” ، ويضيف بعض اللاعبين أسماء لنمر مثل “حرب النصارى، وحرب 6 أكتوبر”.

 

إقرا أيضا :

https://heritage.weladelbalad.com/%D8%A8%D9%87%D8%AC%D8%AA-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%88%D8%B2-%D9%88%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%A1%D9%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D9%84/

 

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر