من السجن للحرية.. قصة تحول «سجن كوبيل» إلى مركز تدريب صحفي
عندما تراه لأول مرة تعتقد أنه مبنى تاريخي أو أثري، بسبب طابعه المعماري المميز. إذ يتكون من بناية ضخمة تعلوها قبة كبيرة مبنية من الحجر القديم، ولكن عند دخوله تكتشف أنه أشبه بالسجن، مكون من أربعة طوابق على شكل دائرة يتوسطها فناء كبير تعلوه قبة، والأبواب والنوافذ حديدية ومرقمة.
في النهاية عرفت أنه كان سجن كوبيل بهولندا، وتحول بعد إغلاقه إلى مركز تدريب راديو هولندا العالمي وجامعة هارليم. يحتفظ السجن بكل تفاصيله إلى الآن من زنازين وأبواب، كل هذا اكتشفته أثناء تلقي تدريبا استمر نحو أسبوعين حول مواجهة الأخبار المضللة في مركز RNCT داخل السجن.
سجن كوبيل
يقع سجن كوبيل – سابقا- في مدينة هارليم، إذ يبعد نحو 20 دقيقة بالقطار عن العاصمة أمستردام، وتم إغلاقه بسبب انخفاض معدل الجريمة، ضمن إغلاق أكثر من 27 مؤسسة عقابية وقضائية في عام 2016، حيث ظل هذا السجن مغلقا لفترة طويلة، إلا أن قررت السلطات تحويله لمركز تدريب راديو هولندا العالمي وإنشاء جامعة هارليم، بالإضافة إلى شركات ومكاتب وسينما وكافيتريا.
السلطات قررت الاحتفاظ بالطراز المعماري للسجن كما هو مع إضفاء بعض اللمسات الطفيفة، مثل طلاء بعض الحوائط وإضافة بعض المكاتب وتغيير دورات المياه. عدا ذلك، ظل السجن كما هو بكافة تفاصيله.
في الطابق الأسفل توجد زنزانة بها سرير وُضعت عليه صورة المناضلة الهولندية الشابة جانيتجي جوانا شافت. التي اعتقلت في هذا السجن وقتلت رميا بالرصاص من قبل النازيين الألمان وشركائهم الهولنديين خلال الحرب العالمية الثانية. الزنزانة ما زالت تحتفظ بالسرير والأصفاد التي كانت توضع في يدها. وتكريما لها قررت السلطات الإبقاء على الزنزانة كما هي مع وضع صور وورود ولافتات تتحدث عن نضالها ضد المحتلين.
الاحتفاظ بالزنازين
وفي حديث مع مسؤولي المركز: أوضحوا أن سر الاحتفاظ بجدران وزنازين السجن كما هي دون تغيير، هو رسالة مفادها أن النور يمكن أن يخرج من الظلام. والحرية من الأسر، وأن التغيير ليس بالضرورة أن يكون في الشكل بل من الداخل. فكل منا يشبه هذا السجن؛ قد يكون أسيرًا لمعتقدات أو أفكار فاسدة. ولكن عندما يدرك الحقيقة ويتغير، سيكون التغيير في الفكر وليس في الجسد. في أرجاء هذا المكان الذي كان سجنا، توجد حكايات وقصص يمكن أن تستلهم منها دروسا تفيدنا في الحياة.