ملك وكتابة 9| الجامع الأزهر.. جوهرة الـ«الخمسين قرش»
ترصد “ولاد البلد” في الحلقة التاسعة من سلسلة “ملك وكتابة” – التي نسلط من خلالها الضوء على الآثار المصرية والإسلامية الموجود على العملات النقدية في مصر – الجامع الأزهر المرسوم على الـ50 قرشًا، المسجد الأشهر في مصر والعالم، والذي قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي في إحدى قصائده الشعرية: “قم في فم الدنيا وحي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا”.
يقع في منطقة الأزهر ضمن حي الحسين بالقاهرة الفاطمية – أحد أحياء القاهرة القديمة – والذي يعد أقدم أثر إسلامي فاطمي في مصر، فضلا عن كونه أحد أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وأكبر منارة إسلامية في العالم العربي والإسلامي، والجهة الأوحد التي تخرج منها الفتاوي الشرعية والإسلامية بالعالم، ولشيخ الأزهر الشريف، قداسة عالمية وإسلامية كبرى.
تاريخ بناء الجامع الأزهر
بحسب محمد إمام، الباحث في التراث الإسلامي، فإن الجامع الأزهر أحد أبرز وأقدم الآثار الإسلامية الفاطمية، التي بنيت خلال العصر الفاطمي، أنشيء عام 970 ميلادية، بقرار من المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر، ووضع حجر الأساس وبدأ البناء الذي استمر حتى عام 972 ميلادية، أي لمدة عامين.
ويضيف إمام، أن بناء الجامع الأزهر بدأ عقب قيام القائد جوهر الصقلي بفتح مصر بأوامر من المعز لدين الله الفاطمي، وإنهاء عصر الدولة الطولونية.. ليبدأ عصر الدولة الفاطمية بمصر.
ويلفت الباحث إلى أن جوهر الصقلي شرع في بناء الجامع الأزهر.. ليصلي فيه الخليفة عقب قدومه لمصر بعد فتحها وإنهاء عهد الدولة الطولونية.. وليكون مركزًا للدعوة لنشر المذهب الشيعي بمصر.
تصل مساحته إلى 12 ألف متر مربع.. وبه منبر واحد وأربعة محاريب وثمانية أبواب وخمس مآذن.. فضلا عن 380 عامودا من الرخام، وأبوابه وأعمدته مزخرفة بالزخارف الفاطمية القديمة.
الأزهر رابع الجوامع
يشير إمام إلى أن الجامع الأزهر يعتبر رابع الجوامع، بعد جامع عمرو بن العاص في الفسطاط عام 21 هـجرية – 641 ميلادية. وجامع العسكر في مدينة العسكر عام 133 هجرية – 750 ميلادية. وجامع أحمد بن طولون في مدينة القطائع عام 265 هجرية – 879 ميلادية.. بخلاف كونه أول مسجد جامع في مدينة القاهرة.
أكد الباحث في التراث الإسلامي أن الجامع الأزهر لدي إنشاؤه لم يكن اسمه هكذا.. إنما كان يطلق عليه جامع القاهرة حتى نهايات الحكم الفاطمي بمصر.. وبعد نهايته أطلق عليه الجامع الأزهر.
وألمح إمام، أن تسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء.. وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمنا ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد.. مثلما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة، فضلا عن كونه أكبر المساجد في مصر.
جامعة الأزهر
وأفاد الباحث في التراث الإسلامي، أن الجامع الأزهر تحول إلى جامعة في عهد الخليفة الفاطمي العزيز بالله.. بعدما اقترح الوزير يعقوب بن كلس على الخليفة الفاطمي أن يقوم بتعيين جماعة من الفقهاء للقراءة والدرس.. يعقدون حلقات الدرس كل يوم جمعة من صلاة الجمعة حتى صلاة العصر.
كذلك يذكر أن هؤلاء الفقهاء كان عددهم 37 فقيهًا، حتى بدأت تكبر الجامعة لتستوعب عددًا أكبر.. وأنشأ مسكنًا خاصًا للطلبة بجواره؛ حتى يقطن الطلاب والفقهاء ليتعلموا بداخله.
كما نوه بإن الجامع الأزهر نجا من الزلزال في عام 702 هجرية – 1302 ميلادية.. وذلك في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، وقرر السلطان تجديد عمارته.
المذهب السني
كما تندر الباحث قائلا: إنه “بعد قيام الدولة الأيوبية في مصر أغلق الجامع الأزهر عام 1171 ميلادية – 567 هجرية.. لتحويل مصر إلى المذهب السني.. واستمر مغلقا قرابة مائة عام إلى أن أعاد فتحه السلطان الظاهر بيبرس عام 1267 ميلادية.. ولكن على المذهب السني”.
أخيرا بحسب عاطف قناوي، مفتش آثار بوزارة الآثار المصرية.. فإن خلفية النصف جنيه لوجه الملك رمسيس وهو يرتدى تاج الخبرة ويمسك الصولجان في عهد الأسرة الـ19.
تعليق واحد