مكتبة «العبودي» بالأقصر.. الحضارة المصرية بكل اللغات

في قلب مدينة الأقصر، تقع مكتبة «العبودي»، التي تأسست عام 1909. على مدار أكثر من قرن، أصبحت المكتبة وجهة رئيسية للباحثين والمستكشفين من جميع أنحاء العالم، الذين يسعون لاكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة. تتميز المكتبة بتنوع محتوياتها التي تغطي مختلف جوانب هذه الحضارة وتعد مصدرا للمعرفة والدراسة.

مؤسسة عريقة

يقول طاهر قاسم العبودي، مدير المكتبة: “هذه المؤسسة الثقافية العريقة هي ثمرة جهود أجيال متعاقبة من عائلته، حيث أسسها جده الأكبر، البروفيسور محمد العبودي، الذي كان مرشدا سياحيا، بالتعاون مع ابن عمه حامد العبودي. بدأت المكتبة مسيرتها المتواضعة تحت اسم “English photo  stores”، ثم تغير اسمها إلى “مكتبة العبودي” بعد وفاة المؤسسين”.

وتابع: شهدت المكتبة عبر تاريخها الطويل تنقلات عدة، بدأت بجوار فندق ونتر بالاس الشهير، ثم انتقلت إلى سوق مرحبا الذي أزيل عام 2010، لتستقر أخيرًا في موقعها الحالي أمام ساحة أبو الحجاج الأقصري، خلف معبد الأقصر، حيث تستقبل زوارها من عشاق التاريخ والمعرفة.

واستطرد حديثه: تتميز مكتبة العبودي بتخصصها الفريد في علم المصريات. حيث تضم بين جنباتها آلاف الكتب والمراجع القيمة، المكتوبة بلغات متعددة، تشمل الإنجليزية، الألمانية، الفرنسية، الإسبانية، الروسية، والصينية. تتناول هذه الكتب تاريخ المصريين القدماء، اللغة الهيروغليفية، تاريخ المعابد والمقابر. وغيرها من الموضوعات التي تضيء جوانب مختلفة من هذه الحضارة العريقة.

كتب متنوعة

ويشير إلى أن المكتبة لا تقتصر على الكتب الأجنبية، بل تضم أيضًا قسمًا خاصًا بالكتب العربية، والكتب العربية المترجمة، وكتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. مما يجعلها وجهة متكاملة للباحثين والدارسين. وينوه العبودي بأن مكتبته هي بمثابة قبلة للدارسين والشغوفين بالحضارة المصرية القديمة. حيث يحرص رؤساء البعثات والعاملون في التنقيب عن الآثار في الأقصر على زيارتها باستمرار، والاستعانة بالكتب التي يحتاجونها في عملهم.

ويوضح أن المكتبة تحرص على اقتناء أحدث الإصدارات في مجال علم المصريات. سواء كانت صادرة داخل مصر أو خارجها، حيث تستورد الكتب من أمريكا، إنجلترا، هولندا، وغيرها من الدول، بالإضافة إلى اقتناء أحدث إصدارات الجامعة الأمريكية بالقاهرة. التي تعد من أهم دور النشر المتخصصة في علم المصريات في مصر.

كتب نادرة

تضم المكتبة مجموعة قيمة من الكتب النادرة التي لم تعد تطبع مرة أخرى. والتي تتراوح أسعارها من 500 جنيه إلى 30 ألف جنيه. ومن بين هذه الكنوز النادرة، نسخة من كتاب ديفيد روبرت، الذي لم يطبع منه سوى ألف نسخة فقط بأرقام متسلسلة حول العالم. وهو معروض في المكتبة للعرض فقط وليس للبيع. كما تحوي المكتبة أقسامًا متنوعة تتناول علوم المصري القديم في الطب، الهندسة، الفلك، الرياضيات، الأساطير، والسحر. مما يوفر للزوار مجموعة واسعة من الخيارات التي تناسب اهتماماتهم المختلفة.

أثناء تجولنا في المكتبة، التقينا بسائحة أمريكية تدعى “ليس”، تعيش في القاهرة، وجاءت إلى الأقصر للمرة الثانية. زارت “ليس” المكتبة لشراء أحد مؤلفات نجيب محفوظ المترجمة إلى الإنجليزية، لتهديها لصديق لها في القاهرة يبحث عن كتب للأديب المصري الشهير. أكدت “ليس” أنها من محبي نجيب محفوظ، وأنها قرأت له كتاب “ثرثرة فوق النيل”.

اقرأ أيضا:

«خط الصعيد»: الجذور التاريخية والتأثيرات الاجتماعية

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر