مظاهر العيد في سينما القرن الـ20 حتى الآن
عادات العيد لها طابع مميز، منها ما هو متوارث من حضارتنا الفرعونية مثل صناعة الكحك ونقشه بالمناقيش، ومنها ما توارثناه من العصر الفاطمي الإسلامي في مصر مثل العيدية وأيضا صلاة العيد في الساحات، وألعاب المولد التي يذهب إليه الأطفال للعب ومعهم العيدية.
ولأن هذه العادات مستمره وراسخة عند المصريين فقد عكستها عدسات السينما المصرية منذ نشأتها في القرن الماضي حتى الآن، فهناك أفلام عديدة اهتمت بإبراز ضمن حبكاتها الدرامية عادات العيد من بينها “شراء الملابس الجديدة وإعداد الكحك والعيدية والصلاة في الساحات” وسنذكر بعض هذه الأفلام.
العيد لبس جديد
فيلم دنانير إنتاج 1939
الفيلم بطولة كوكب الشرق أم كلثوم، والفنان سليمان نجيب، وعباس فارس، ومحمود رضا، وفردوس حسن، ويحي شاهين، ومن إنتاج أفلام الشرق، وتوزيع وكالة بهنا، وإخراج أحمد بدرخان، والذي تدور أحداث الفيلم حول حياة الفتاة البدوية دنانير ذات الصوت العذب بين حياة الصحراء وبساطتها وبين بذخ وفتن قصور الإمارة في عهد هارون الرشيد.
وضمن أحداث الفيلم كانت الإنطلاقه الأولى لسماع أغنية “ليلة العيد” والتي قال أحد الأبطال في الفيلم قبل بدأ الأغنية وهو يمزح مع المهرج الذي يرتدي بدلة قرد ماهذه الملابس قال له “هذا لبس العيد”، فرد قائلا: “عيد سعيد بعد شهر من الصيام المديد”، لينطلق صوت كوكب الشرق أم كلثوم “دنانير” بأغنية “ياليلة العيد” للشاعر أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، وذلك في المشهد الذي يمثل الاحتفال الذي سيحضره الوزير “جعفر البرمكي” الذي لعب دوره الفنان سليمان نجيب والذي يقع في حب البدوية (دنانير) التي تجسد شخصيتها أم كلثوم.
ويذكر أنه من شدة ارتباط أغنية “ياليلة العيد” بالعيد طلبت أم كلثوم حذفها من فيلم دنانير لتكون خاصة بهذه المناسبة وتستطيع غنائها في الحفلات التي تحيها.
فيلم حياة أو موت إنتاج 1954م
هو فيلم مصري إخراج كمال الشيخ، وبطولة الفنان عماد حمدي ومديحة يسري، وتدور أحداثه في ليلة السابقة للعيد والذي يحكي عن موظف بسيط يبدأ الفيلم بأنه يريد أن يشتري فستان العيد لابنته فيبيع ساعته ليشتري لها الفستان وتنشأ مشادة بينه وبين زوجته عندما يذهب إلى المنزل فتغادر المنزل وتتركه هو وابنتها.
وعندها يصاب بأزمة قلبية فيرسل ابنته للحصول على الدواء ولكن يكتشف الصيدلي تسببه بالخطأ في تركيب دواء قاتل فتظل حكمدارية القاهرة في البحث عن وإنقاذ هذا الرجل قبل تناول الدواء.
ويبدأ الفيلم بتعليق صوتي يرصد فيه لقطات ومشاهد ليلة العيد في هذه الفترة في منطقة وسط البلد بالقاهرة والناس تقوم بشراء ملابس العيد الجديدة ويذهبون إلى السينمات.
ويظهر في الفيلم محل الملابس الشهير”هانو” والبطل “عماد حمدي” يقف أمام فاترينة عرض الملابس أمام فستان أطفال يريد شراءه لابنته وتنتقل عدسة الكاميرا إلى سعر الفستان “250 قرشا” والذي كان بالنسبة للبطل سعر مرتفع اضطر لبيع ساعته حتى يفرح ابنته بملابس جديدة في ليلة العيد.
الأحتفلات واللمة
فيلم “ليلة العيد” إنتاج 1949م
الفيلم بطولة شادية، وإسماعيل ياسين، ومحمود شكوكو، إخراج حلمي رفلة، وتدور الأحداث حول ياسمينه وشوشو وسوسو أخوة فنانين يحاولون العمل في ملهى ليلي بعد أن تشردوا وتعرضوا للحرمان، يذهبون لمقابلة مدير المسرح فيدخلون عن طريق الخطأ شقة أخرى يتفاجئوا فيها بمجموعة أشرار وتمر الأحداث صعود وهبوطا لينتهي الفيلم بنهاية سعيدة وزواج ياسمينة من حبيبها الذي أحبته.
ويبدأ تتر الفيلم بأغنية “ليلة العيد” التي يغنيها شكوكو وشادية وإسماعيل ياسين على لقطات توضح مظاهر الاحتفال بالعيد واستعراض للمولد وتجمع الناس ولعب الأطفال.
فيلم في بيتنا رجل إنتاج 1960م
الفيلم بطولة الفنان عمر الشريف، وحسين رياض، وحسن يوسف، رشدي أباظة، الفنانة زبيدة ثروت، الفنانة زهرة العلا، وإخراج هنري بركات.
وتدور أحداث الفيلم خلال شهر رمضان وعيد الفطر وتروي أحداثة قصة “إبراهيم حمدي” بطل المقاومة الشعبية الذي يلعب دوره الفنان عمر الشريف، والذي تضطره الظروف الاختباء في منزل زميله في الجامعة وهنا يتعايش مع أسرته التي تحتضنه وتجعله فرد منهم، وفي الفيلم نشاهد فكرة احتفال الأسرة المصرية بعيد الفطر وفكرة لمة العائلة والعيدية وتنظيف المنزل.
صلاة العيد والكحك عادة متتقطعش
تناولت كثير من الأفلام في القرن الماضي فكرة إعداد الكحك ونقشها وتسويتها في الصيجان بالأفران، وكان من بين هذه الأفلام فيلم الزوجة الثانية إنتاج 1967م بطولة صلاح منصور، سناء جميل، سعاد حسني، وإخراج صلاح أبوسيف.
لتستمر هذه العادة حتى الآن وتعكسها عدسات السينما المصرية، إضافة إلى صلاة وتكبيرات العيد في الساحات والمساجد والعيدية وتبادل التهاني.
فيلم همام في امستردام إنتاج 1999م
الفيلم بطولة محمد هنيدي، وأحمد السقا، وموناليزا، وهنا يعكس تتر الفيلم مظاهر الاحتفال بالعيد والتي تبدأ مع المشاهد المصورة بأغنية كوكب الشرق “ياليلة العيد” ويستعرض الصلاة في الساحات والمساجد واستعداد البطل للذهاب للصلاة وداخل منزله إعداد الطعام والأطفال يرتدون ملابس جديدة ويمشطون شعورهم.
وتدور أحداث الفيلم حول الفنان محمد هنيدي همام مجاهد شعبان، “هنيدي” شاب مصري يبحث عن عمل وينتظر الفرصة ليعمل في مصر ويتزوج ويستقر ولكن للأسف يفشل في إثبات نفسه في مصر ويسافر إلى هولندا عند خاله للبحث عن عمل وإثبات نفسه وتدور تلك الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي.
فيلم عسل أسود إنتاج 2010
الفيلم بطولة الفنان أحمد حلمي وتشاركه الفنانة القديرة أنعام سالوسة، والفنان القدير يوسف داود، إداورد، إيمي سمير غانم، من إخراج خالد مرعي، وفي هذا الفيلم عكست مشاهدة عادات متصلة بالأسرة والبيت المصري مثل تجمع العائلة في المناسبات والأعياد مثل شم النسيم وشهر رمضان وعيد الفطر المبارك.
كما عكست فكرة إعداد كحك العيد ومشاركة أفراد العائلة بمختلف أعمارهم في إعداده، إضافة إلى فكرة العيدية والتي أظهر الفيلم أنها عادة مصرية ليست تعطى للأطفال فقط فقد أعطت سالوسة “ماجدة” إبنها وصديقه عيدية رغم أنهم بالغين.
وتدور أحداث الفيلم حول “مصري” الشاب الذي هاجر لأمريكا مع والديه وهو في العاشرة من عمره، وبعد 20 عاما يعود رغبة في الاستقرار، ويواجه العديد من المفارقات الناتجة عن اختلاف الزمن والثقافات حيث يحمل جواز سفر أمريكي وهو ما يجعل الجميع يتعامل معه معاملة حسنة إلي أن يتعرض لحادث يفقد فيه الجواز فتتغير معاملة الجميع إلى النقيض فيقرر التمرد.
ولكن يجد “مصري” مظاهر وعادات في مصر لن يجدها في مكان آخر رغم ما وجده من معاناة، فبعد عثوره على جواز سفره واعتزامه العوده إلى أمريكا يقرر مرة أخرى البقاء في مصر لينتهي الفيلم بأغنية “فيها حاجة حلوة” بصوت الفنانة ريهام عبدالحكيم، وألحان الموسيقار عمر خيرت، واستعراض للمظاهر والعادات الجميلة في مصر.