متحف الفن الإسلامي.. منصة إنجازات شعوب الحضارة الإسلامية
يحوي متحف الفن الإسلامي، الواقع في ميدان باب الخلق، 4 آلاف و400 تحفة أثرية، ما جعله أكبر المتاحف الإسلامية العالمية، التي تجمع التاريخ القديم والحديث.
إنشاء المتحف
تعود فكرة إنشاء المتحف بالقاهرة إلى عام 1869، بناء على اقتراح تقدم به المهندس الفرنسي، أوغست سالزمان، للخديوي إسماعيل، لإنشاء متحف يضم مجموعة من تحف الفن الإسلامي المتاحة من المساجد وغيرها من مواقع الآثار الإسلامية.
دار الآثار العربية
بحسب محمد إمام، الباحث في التراث الإسلامي، فإن متحف الفن الإسلامي، أنشئ في عهد الخديوي توفيق، حينما أصدر قرارا بتكليف وزارة الأوقاف بتخصيص مكانا لدار الآثار العربية، في عام 1880 ميلادية، والذي أطلق عليه مؤخرا متحف الفن الإسلامي.
وأفاد الباحث في التراث الإسلامي، أن الخديوي توفيق، والي مصر في ذلك الوقت، قرر إنشاء المتحف في أحد أروقة مسجد وجامع الحاكم بأمر الله، لحفظ التراث الإسلامي، والحفاظ عليه دون العبث به، خاصةً في ظل استقبال مصر للعديد من المقتنيات الإسلامية القديمة، مثل القميص المسحور الذي تم شراؤه من إيران وغيره من المقتنيات الأثرية الإسلامية الثمينة والعتيقة.
عمره 238 عامًا
يتابع الباحث: أن متحف الفن الإسلامي بمحافظة القاهرة يبلغ عمره قرابة 223 عامًا، منذ أن قرر الخديوي توفيق، إصدار مرسوما بتكليف المعماري الألماني، يوليو فرانز باشا، بعمليات الإعداد والتنظيم، واختيار أحد أروقة جامع الحاكم بأمر الله في القاهرة الفاطمية مكانا له.
وألمح الباحث أن متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، يحتوي على مجموعات نادرة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، إلى جانب الفنون الإسلامية بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
المتحف العربي
يضيف إمام في حديثه لـ”ولاد البلد” أنه تم إنشاء المتحف في أحد أروقة مسجد الحاكم بأمر الله، وأطلق عليه المتحف العربي، وذلك في عام 1881 ميلادية، وجمعت لجنة حفظ الآثار العربية التي تم تكوينها في ذلك الوقت المقتنيات المختلفة من الفنون الإسلامية القديمة، لجمعها داخل المتحف.
الخديوي عباس
ويشير الباحث في التراث الإسلامي، إلى أن المتحف تم افتتاحه رسميا، بعدما تم نقله إلى مكانه الحالي في ميدان باب الخلق، بطلب وتوصية من لجنة حفظ الآثار التي تم تشكيلها.
وذكر إمام، أن المتحف افتتح عام 1903 على يد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي حاول تطوير المتحف، والتواصل مع العواصم الإسلامية في العالم، من أجل ضم المقتنيات الإسلامية، والتي كان أبرزها الفسطاط.
التنقيب عن الآثار
لفت الباحث في التراث الإسلامي، إلى أن الخديوي عباس حلمي الثاني، قرر تشكيل لجنة لبدء الحفر في العديد من المناطق المصرية، لضم أي مقتنيات أثرية إسلامية يتم العثور عليها إلى المتحف الأكبر في مصر والشرق الأوسط.
الملك فاروق
وأكد إمام، أن الملك فاروق أصدر قرارا ملكيا عام 1951 يقتضي تغيير اسم المتحف من المتحف العربي، أو كما كان يطلق عليه دار الآثار العربية، ليكون اسمه متحف الفن الإسلامي، ليشمل مشاركة الشعوب غير العربية التي اعتنقت الإسلام، وأسهمت بثقافتها في الحضارة الإسلامية.
مقتنيات المتحف
يضم متحف الفن الإسلامي، أحد أكبر المتاحف الإسلامية في العالم، مقتنيات نادرة تعود إلى العصور المختلفة للحضارة الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي، والتي من أبرزها آثار مصنوعة من الخزف، والفخار، والزجاج، والبلور الصخري، والنسيج، والسجاد، والمعادن، والحلى، والأخشاب، والعاج، والأحجار، والجص، ومخطوطات عربية نادرة، فضلاً عن محراب خشبي يعود إلى العصر المملوكي في القرن الثامن الهجري، ومصحف مزخرف يحمل اسم السلطان المملوكي “جقمق” ، ومفتاح للكعبة الشريفة مصنوع من النحاس المطعم بالفضة، يعود إلى العصر المملوكي بالقرن الثامن الهجري، إلى جانب مجموعة متنوعة من التحف الخزفية والمنحوتات الحجرية، وتشكيلة من الحلى والزينة وبعض أدوات السلاح، ومجموعة من النقود القديمة التي ترجع إلى العصور الإسلامية، وقطع الصنج والمكايل والأنواط، ومجموعة من التحف المعدنية والزجاجية الخاصة بالعصر المملوكي.
تدمير المتحف
يشار إلى أنه قد دمرت أجزاء كبيرة من المتحف عام 2014، حينما تعرضت مديرية أمن القاهرة للتفجير الدامي في شهر يناير، إذ دمرت واجهة المتحف وكثير من القطع الأثرية.