“ليالينا أونلاين”.. مبادرة الثقافة لإحياء الليالي الرمضانية بسبب كورونا
أطلقت وزارة الثقافة مبادرة “ليالينا أونلاين” لإحياء ليالي رمضان الثقافية، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخدها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
فيما يعمل فرع ثقافة الفيوم وأقسامه المختلفة، على تنفيذ المبادرة، من خلال مشاركة الأدباء والشعراء والفنانين، التي بدأت في العاشر من رمضان وتستمر إلى الثامن والعشرين منه، وذلك عن طريق تسجيل مقاطع فيديو وبثها على اليوتيوب، وصفحة الفرع على فيسبوك، وصفحة الهيئة العامة لقصور الثقافة.. “باب مصر يفتح على المبادرة.
أنشطة متنوعة
تقول سماح كامل، مدير فرع ثقافة الفيوم، إن المبادرة تأتي في سياق الدور الثقافي والتنويري الذي تقوم به وزارة الثقافة، ورغم أن العالم يعيش في أزمة بسبب جائحة كورونا، إلا أنه لابد من الاستفادة من كل فرصة يمكن استغلالها لتعظيم كل ما هو إيجابي حتي تكون الثقافة في بؤرة الاهتمام.
ونحن في قصر ثقافة الفيوم من خلال المبادرة، نحيي ليالي رمضان الثقافية، من خلال الفعاليات التي اعتدنا القيام بها في السابق خلال الشهر الكريم، بأسلوب مختلف يناسب هذا الوضع، عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
وتتابع: نبث على صفحة فرع ثقافة الفيوم ضمن المبادرة الأوبريتات الفنية، والأغاني التراثية، والإنشاد الديني، وذلك من خلال مشاركة أعضاء فرقة الموسيقى العربية وفرقة الإنشاد الديني بقصر ثقافة الفيوم، كما نعرض العديد من الفقرات الخاصة بأرشيف فرع ثقافة الفيوم من حفلات ومسرحيات قامت بها الفرق المختلفة.
ويشارك في المبادرة بجانب الأدباء والشعراء ومثقفي الفيوم، أعضاء أندية الأدب ومشرفي الأنشطة بفرع ثقافة الفيوم، من خلال تسجيل فيديوهات عبارة عن ورش فنية وورش للأشغال اليدوية، وتحقق المبادرة نجاحا ملحوظا.
فكرة جيدة
يشارك الشاعر مصطفى عبدالباقي، عضو نادي أدب إطسا، بمقاطع فيديو يلقي خلالها بعض قصائده الشعرية.
ويقول عبدالباقي عن التجربة، بالطبع لا يوجد بديل عن الليالي الرمضانية التي كنا نحييها في الأعوام السابقة ببيوت وقصر الثقافة، والمبادرة فكرة جيدة، حيث نصل من خلالها إلى الناس والجمهور في منازلهم عن طريق هذه الفيديوهات التي نقوم ببثها، ويعرض من خلالها المبدعين والمثقفين والفنانيين، إبداعاتهم التي اعتادوا عرضها على الجمهور خلال الليالي الرمضانية.
ويضيف عبدالباقي، لكن بالرغم من أهمية تلك المبادرة، إلا أنه ينقصها أن تقدم للجمهور التوعية عن كيفية التعامل مع هذا الوباء، حتى نستطيع الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، وأنا أقترح الاستعانة ببعض الكوادر من وزارة الصحة تساعد في تقديم الوعي اللازم للجمهور وكيفية الوقاية، وبذلك تكون المبادرة قدمت للجمهور الفن والوعي الصحي في نفس الوقت.
حكايات الجد راشد
أما الروائي محمد جمال الدين، شارك في المبادرة بفيديوهات مميزة، حيث اصطحب في بعض منها حفيدته الصغيرة الطفلة “ملك”، وهو يحكي لها الحكايات التي تتضمن الإرشادات السليمة والمعاني الجميلة، والعادات السوية.
يقول جمال الدين عن المبادرة، الوقت مع الحظر أصبح يمضي بطيئا مملا، وبشكل خاص في رمضان الأمر أصبح صعبا، حيث اعتدنا جميعا الخروج من المنزل في رمضان من بعد الإفطار ولا نعود للمنزل إلا مع السحور، وكنا نقيم فعالياتنا بالمؤسسات الثقافية بشكل منتظم خلال الشهر الكريم.
وتابع: لكن للظروف الراهنة تغير الوضع كثيرا، وأصبحنا نلزم منازلنا، ومن الجميل ما فعلته وزارة الثقافة بإطلاق هذه المبادرة، فهي تساعد على بث فعالياتها من خلال فيديوهات رائعة لنرى بعضنا وكل شخص في منزله، وأنا شخصيا أرى التجربة مثمرة جدا، بالرغم من تحقيقها نجاحات محدودة، لكن هذا هو المتاح فقدمت أربع أو خمس فيديوهات فكرية أو حكى للطفل استمتعت شخصيا بعرضها، وأعتقد أنني والأصدقاء قد شعرنا بأننا التقينا رغم الحظر، كما يتابع ويشاهد كل منا أخر إبداعات أصدقائه من خلال الفيديوهات التي يبثها كل منا.
معرض أونلاين
يشارك فرع الفنون التشكيلية بقصر ثقافة الفيوم، من خلال المبادرة، بنشاط مميز من خلال مقاطع الفيديو.
يقول محمد عبدالرحمن، رئيس قسم الفنون التشكيلية بقصر ثقافة الفيوم، نشارك في هذه المبادرة من خلال بعض الفيديوهات المبتكرة والمتنوعة والتي تتناسب مع الوضع الحالي من توقف النشاط بالقصر.
ويكمل: الفكرة الأولى للفيديوهات عبارة عن “معرض لفنان”، وفيها أقوم بالتصوير مع الفنانين، بالإضافة لتصوير أعمالهم، ثم عمل فيديو خاص بكل فنان أقوم فيه بالتعريف بكل فنان من خلال صوتي وعرض لمشواره الفني، ويتم عرض الفيديوهات بعد ذلك على الجمهور.
أما الفكرة الثانية، فهي عبارة عن “زيارة لفنان”، أزور فيها الفنان في ورشته الخاصة أو مرسمه الذي يعمل به وينتج أعماله الفنية، ونقوم بتصويره أثناء العمل سواء كانت أعمال نحتية أو خزفية، وهو يحكي لنا كيف يقوم بأعماله في ظل هذه الأوضاع الجديدة، والفكرة الأساسية من الفيديوهات تتمثل في إظهار فناني الفيوم وأعمالهم ليس في الفيوم فقط، بل في العالم من خلال عرض الفيديوهات على صفحات السوشيال ميديا هذا الفضاء الواسع والمفتوح على العالم، وأتمنى أن تنال الفيديوهات إعجاب الجمهور.
مرآة حقيقية للأدباء
يعلق الدكتور إبراهيم عبدالعليم، الباحث في التراث الشعبي وأستاذ بمعهد الفنون وأحد المشاركين في المبادرة، ويقول إنها مشروع جميل تقدمه وزارة الثقافة، ويعد من وجهة نظري مرآة حقيقية للأدباء ومنفذ ونافذة عظيمة تحسب للوزارة، اعتدنا أن قصور الثقافة هي منارة ثقافية خاصة في شهر رمضان، من خلال مشاركتنا في ليالي رمضان الثقافية، وكنا نجوب فيها القرى في جولات ثقافية، فضلا عن الليالي الرمضانية الاحتفالية بقصر الثقافة، وما نقوم به الآن من مشاركتنا بفيديوهات تسجل من المنزل هو تواصل حقيقي غير مباشر بيننا وبين والجمهور.
ويردف عبدالعليم، المبادرة وسيلة رائعة الآن في ظل ما يعانيه العالم من جائحة كورونا، وأصبح الإنترنت والسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، أهم وسائل التواصل الآن، كما أنها تمتاز بتفاعل الجمهور أكثر من خلال التعليقات والمداخلات التي كان لا يسمح بها وقت الندوات والحفلات المباشرة، فجمهور السوشيال ميديا أكبر وأوسع ومتنوع.
وتابع: أشارك في المبادرة بتسجيل فيديوهات تحت عنوان “قال الراوي”، وأقصد بالراوي ذلك الذي كان يجوب الحارات والشوارع ونسمع منه الحكايات، وما نقدمه من فيديوهات يعد بمثابة ثقافة جديدة وأرث سنتركه للأجيال القادمة، التي أتمنى أن تحتفظ به وزارة الثقافة.
2 تعليقات