كيف شارك “شيخ التحطيب” في فيلم “صراع في النيل” أمام “رشدي أباظة”؟
تصوير: أحمد دريم
على أطراف سامر التحطيب بميدان أبي الحجاج الأقصري، اصطف 27 لاعبًا للعصا، جاءوا من 4 محافظات للمشاركة في المهرجان القومي للتحطيب في دورته التاسعة بالأقصر.
يقف شيخ اللعبة أو “العوّال” رضوان منصور، الذي ورث اللعب وتنظيم المهرجان عن والده الذي تعاون مع المخرج عبد الرحمن الشافعي عند بداية تأسيس المهرجان في التسعينيات، لينظم بدء وانتهاء دور كل لاعبين داخل حلبة التحطيب.
عّوال اللعبة وشيخها
“اللعبة وراثة وإن لم تحب العصا فلن تتقن فنها”.. يقولها رضوان منصور وهويعبر عن مدى حبه للعصا واحترامه للتراث الصعيدي.
يوضح منصور؛ أن تنظيم اللعبة والتحكيم بها يتطلب وجود “عوّال” أي محترف اللعبة، يدخل الحلبة لإنهاء العرض عندما يشتد النزال بين المتنافسين، حتى لا تتحول إلى عنف.
توريث التحطيب للأبناء
داخل ساحة أبو الحجاج، فتيان في بدايات العقد الثاني من أعمارهم، يلوحان بالعصا ويتبارزان، لفتا انتباه الجمهور، هما أبناء شيخ اللعبة بالأقصر “رضوان منصور”.
يقول “منصور” إن لعبة العصا نتوارثها من جيل لآخر لذلك حرصت على تعليمها لأبنائي، فلم يتوارث منصور حب اللعبة فقط عن أبيه وجده، بل ورث مشيختها أيضًا فكما كان والده وجده شيوخ اللعبة في عهدهم، أصبح رضوان شيخًا لها في الوقت الحالي.
صراع في النيل ومدرب رشدي أباظة على العصا
حين نذهب إلى الزمن القديم للعبة، يروي منصور قصة جده الحاج راضي سليمان الذي رفض طلب رشدي أباظة ليسقط منه العصا في مشهد من فيلم “صراع في النيل” الذي تم تمثيله في الأقصر في الخمسينيات.
يقول شيخ اللعبة؛ حين سأل الفنان رشدي أباظة عن لاعب عصا ليدربه، استدل على جدي وكان حينها شيخ اللعبة بمحافظتي الأقصر وقنا؛ وطلب أباظة من جدي تعليمه العصا فوافق جدي وقام بتدريبه على مسك العصا وكيفية التحطيب بها.
ويضيف؛ لكن الفنان رشدي أباظة أراد أن يمثل المشهد لحظة تحطيبه وإسقاطه العصا من يد منافسه، مع جدي، لكن جدي رفض باعتباره عار أن تسقط عصا شيخ اللعبة داخل حلبة التحطيب.
سو: مناداة للدخول إلى الحلبة
ويتابع الحفيد بأنه حينها تم تدريب أحد الشباب ليبارز الفنان رشدي أباظة ثم يقوم أباظة بإسقاط عصاه كنوع من انتصاره داخل الحلبة، متابعًا؛ بدأ جدي بمبارزة الشاب ثم دخل الفنان رشدي أباظة بكلمة ” سو” وهي في لغة المحطبين تعنى طلب العصا، فقام الحاج راضي سليمان بإعطاء العصا لرشدي اباظة، وتسلم هو دور المبارزة مع الشاب.
مشاركة لرضوان في مهرجان التحطيب
وعن مشواره مع اللعبة؛ بدأ رضوان منصور المشاركة في المهرجان عام 1994 كأصغر لاعب عصا آنذاك، ورغم أن حينها كانت اللعبة تتمثل في المبارزة “ضرب” وإعلان الفائز، وصل الفتى للدور قبل النهائي كلاعب احترف اللعبة في سن صغيرة.
وشارك منصور في كافة مهرجانات اللعبة بمختلف أنحاء الجمهورية، وحصد جوائز عدة بعد منافسات خاضها مع لاعبين آخرين.