في عيده الـ58.. تعرف على برامج أول بث لـ"التلفزيون المصري"
تزامنا مع ذكرى أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو من عام 1960، حصلت “ولاد البلد” على عدد مجلة الإذاعة والتلفزيون الصادر في يوليو من عام 1987 بمناسبة الاحتفال بالعيد السابع والعشرين للتلفزيون المصري، كما حصلت على عدد مجلة المختار لعام 1967، والذي نشر إعلانين لبيع أجهزة التلفزيون المصرية من نوعية نصر وتليمصر، ويوضح الإعلانين مميزات الأجهزة المصرية وأسعارها في ذلك الوقت وشروط اقتنائها.
وبحسب مجلة الإذاعة والتلفزيون فقد كانت أول لقطة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو يخطب في مجلس الأمة بمناسبة ذكرى ثورة يوليو، وتلى ذلك باقة متنوعة من البرامج الثقافية والترفيهية، التي استمرت تباعا حتى قرب منتصف الليل، لتذاع لأول مرة من شاشات مصر نشرة الأخبار وبعدها اختتم البث الأول بتلاوة آيات من القرآن الكريم للقارئ الشيخ مصطفى إسماعيل.
حلم
طبقا لما نشرته الإذاعة والتلفزيون بدأ التفكير في إنشاء التلفزيون المصري مباشرة بعد الثورة وتم إعداد دراسات مفصلة بهذا الصدد وكانت أولها جاهزة للتنفيذ في عام 1954، ولكن كان تعرض مصر للعدوان الثلاثي في 1956 سببا في أن يتوقف المشروع لسنوات، لتسبق العراق مصر في أول بث تلفزيوني عام 1954.
وبحلول عام 1959 عاد المشروع ليطرح نفسه وبشدة أمام القيادة السياسية، واتخذ القرار بأن يغطي الإرسال أكبر مساحة من القطر المصري، والعمل على توفير أجهزة الاستقبال وإنشاء أول مصنع لإنتاج التلفزيون، وجرى عمل الدراسات الاقتصادية والإدارية اللازمة للمشروع في فترة لم تتعد 6 أشهر، وبحلول منتصف عام 59 بدأ العد التنازلي لأول بث تلفزيوني مصري، وخلال تلك الفترة تم بناء محطات الإرسال والاستوديوهات وتركيب الأجهزة وتدريب الفنيين، وتم بناء محطتين للإرسال بهما يمكن إرسال ثلاثة برامج منفصلة على قناتين منفصلتين في وقت واحد، واختيرت إذاعة الإسكندرية لتكون مقرا لمحطة الإرسال التلفزيونية وبعد ثلاث سنوات أضيفت محطة ثانية، كما جرى إنشاء مركز للإرسال بالمنصورة لتغطية منطقة شرق الدلتا، وأنشئت محطات إرسال في طنطا وأسيوط وأسوان.
وبالرغم من أن الإرسال كان يغطي كل مناطق القطر المصري إلا أنه في يومه الأول لم يغطي سوى دائرة لا يزيد قطرها عن 30 كيلومتر ومركزها القاهرة وتضم الجيزة والقليوبية.
اليوم الأول
عرضت مجلة الإذاعة والتلفزيون البرامج التلفزيونية التي أعقبت إذاعة خطاب عبدالناصر، منها أوبريت “وطني حبيبي الوطن الأكبر”، والذي لحنه الموسيقار محمد عبدالوهاب وشارك بالغناء فيه عبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وشادية، ووردة وصباح وفايدة كامل، وتم تقديم تمثيلية بعنوان “كاريكاتير”، والتي أخرجها لطفي نور الدين، وأوبريت “أنا رايحة السيدة” من إخراج إبراهيم السيد، إضافة إلى 15 رقصة شعبية من إخراج كامل مرسي وتصميم نفيسة الغمراوي ومجموعة مختارة من الرقصات الشعبية لفرقة رضا.
وجاء بالمجلة أن أولى البرامج الحوارية كان بعنوان “نادي الشباب” والذي قدمته الإذاعية المخضرمة أماني ناشد، وأخرجه المخرج الكبير حسين كمال، واستمتع المشاهدون بالبرنامج الكوميدي “عائلة البيانو” والذي تبادل تقديمه نجوم الفكاهة، مثل حسن فايق وسعيد أبوبكر ووداد حمدي وتوفيق الدقن، وكان البرنامج عبارة عن مشاهد كوميدية ورقصات وموسيقى وأغان لكبار المطربين والمطربات.
النشرة
وبحسب المجلة كانت أول نشرة أخبار قدمت قبيل منتصف الليل واستمرت 30 دقيقة وتبادل قرائتها في الأيام الأولى، سعد لبيب، وهمت مصطفى، وعباس أحمد، وتماضر توفيق، وصلاح زكي، وعبدالحميد يونس، وسعيد أبو السعد، وأنور المشري، وتشير المجلة إلى أن أول يوم شهد تعيين همت مصطفى كأول كبيرة للمذيعين بالتلفزيون.
رمز الثقة والتفوق
يشير الإعلان الأول المنشور بصفحة 6 من مجلة المختار الشهرية والتي كانت تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم، إلى أن تلفزيون نصر “23 بوصة” هو رمز الثقة والتميز، معدا مزاياه المختلفة، من حساسية الالتقاط وإمكانية عمله على التيارين 110 و220 فولت بدون محول، ونقاء الصورة والصوت، كما أوضح الإعلان توفر الجهاز لدى الشركة وفروعها والموزعين المعتمدين بالجمهورية والخارج، وإتاحة شراء الجهاز بالنسبة لرعايا الجمهورية العربية المتحدة من خارج مصر من خلال تحويل قيمة الجهاز بالعملة الحرة والتسليم بأي محافظة من محافظات الجمهورية العربية المتحدة.
يشار إلى أن الصورة الترويجية للجهاز، عبارة عن لقطة لسندريلا الشاشة سعاد حسني بابتسامتها الساحرة.
أسعار التلفزيون زمان
أما الإعلان الثاني والمنشور في نفس المجلة في صفحتي 78 و79، فقد تصدره عنوان “فرصة فريدة” للمصريين العاملين أو المقيمين بالخارج، لتوفير أكثر من 40% من ثمن شراء جهاز التلفزيون من نوعية تليمصر “23 بوصة”، ويسرد الإعلان أنواع الأجهزة وأسعارها والتي تراوحت ما بين 100 و 75 جنيها استرلينيا، مع العلم أن الجنيه المصري في ذلك الوقت كانت قيمته أعلى بكثير من الجنيه الاسترليني، ويوضح الإعلان أنه يتعين على الراغبين في شراء الجهاز أن يسددوا قيمته بالجنيه الاسترليني ببنك القاهرة، كما يشير الإعلان إلى أن السعر يشمل مصاريف النقل والتركيب ورخصة الاقتناء والتي كانت تصدر من مركز الإذاعة والتلفزيون والذي تحول فيما بعد إلى اتحاد الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو”.
هوامش
1-عدد مجلة الإذاعة والتلفزيون الصادر في يوليو 1987.
2- عدد مجلة المختار الشهرية والصادر في فبراير 1967.
2 تعليقات