فيديو وصور| سينما أبشواي.. محراب الفن "أطلال تسكنها الثعابين"
سينما أبشواي تحولت من عرض سينمائي إلى قطعة أرض فضاء مهجورة وقام بشرائها منذ عدة سنوات محام شهير، ومأمور ضرائب، وأصبحت أرض فضاء مهجورة، ولكن مازالت أطلال “سينما نبيل” تطل في أبشواي ونراها كلما مررنا بجانبها، وقيل أنه تم حرقها منذ عدة أعوام.
يتراوح عمر “سينما نبيل”، مابين 70 و80 عامًا، حسب أهالي، وتم أغلاقها منذ 50 سنة.
بجوار السينما محل بقالة قديم، أمامها مقر أمن الدولة، ومركز شرطة أبشواي، وعلى يمينها مدرسة أم المؤمنين الإعدادية وعلى يسارها البنك الزراعي المصري.
ذهبت لدار العرض المهجور وجدت جدران السينما القديمة، بمجرد أن تدخله تنتابك القشعريرة وترتفع سرعة نبضات قلبك، المكان يحتوي على غرف قديمة منفصلة عن بعضها، يسكنها الثعابين والحشرات والكلاب الضالة.
أحمد عادل – 14 عامًا، طالب بالصف الأول الإعدادي، سألنى ليه بتصورى السينما القديمة وقال بلهفه هى هترجع ولا أيه؟
سألته ماذا تعرف عنها، قال عادل: “أجدادي يحكوا لي أن أبشواي كان فيها سينما وكانت دور عرض كبير وشاهدوا فيه معظم الأفلام القديمة للفنانين، السينما بجوار مدرستي ولكن تم هدمها، نفسي السينما ترجع تاني في بلدي كل يوم بخرج من المدرسة أشوف السينما يمكن يرجعوها بس زى ما هي، أنا مش راضى عن وضع السينما، ليه حاجة جميلة في بلدنا تتحول إلى مقلب قمامة”.
أحمد يحيى- محاسب بالبنك الزراعي المصري، “معاش”، أحد أهالي المركز، يصف ما يتذكره من أطلال السينما قديماً قائلاً: أول مدخلها كانت كاميرات معلقة أعلاها وسلالم متدرجة منتصف السينما تؤدي إلى المسرح، كان شكلها رائعاً، كنت أذهب إلى السينما بعد عودتي من المدرسة، حتى أشاهد منظرها المبهج كانت بمثابة حياة على أرض أبشواي وانتهت الآن.
وتصف السيدة نادية حافظ عبدالله – 60 عاماً، قائلة: “كنت وأنا صغيرة أقول لوالدي أذهب معي إلى السينما حتى أشاهدها، كنت أمر عليها يومياً بعد عودتي من الصف السادس الأبتدائى، كانت بجوار مدرستي، كنت أتمنى أنها تكون موجودة حتى الآن، كل ما أتذكره أنها كانت تعرض فيها الأفلام للفنانة فاتن حمامة، ويأتي لمشاهدتها أناس من كل بلد”.
محمد حافظ أبوعميرة – أحد أصحاب محالات البقالة القديمة بأبشواي، يقول: كان ملكي محل كبير قديم للبقالة بجوار سينما نبيل مباشرة، هي سينما نبيل كانت تعمل من مدة كبيرة، تم إغلاقها منذ 50 سنة لأنها لم تحقق ربحاً لأصحابها، فتم إلغائها، وكانت ملك عائلة “أولاد شهاب”، وهم أصدقائنا.
ويضيف: كان أصحابها يمتلكون 5 عربات نقل فأعتبروها جراشاً للسيارات فترة، وبعد 10 سنوات، تم بيعها لفردين من عائلتين بمركز أبشواي وأصبحت أرض مهجورة، ولكن تبقى أطلالها.
واصفاً أن الحوائط تم هدمها ولكن مازالت أشكال الغرف موجودة، وأتمنى أن سينما أبشواي تعود إلى أرضها، فقد كانت مصدر بهجتنا.
عماد هلال – باحث ثقافى بالفيوم يقول إن السينما بدأت في مصر منتصف القرن الـ 18 كانت السينما في مصر قبل هوليود وقبل أي أماكن في العالم، حيث كان يوجد عددًا من دور العرض منها في أبشواى وسنورس ومحافظة الفيوم، وكانت تعرض فيها أفلام قديمة.
وعلى مستوى الصعيد كانت السينما جزءًا من الحياة الثقافية لا يتجزأ من حياة المواطن البسيط ، فالسينما عامل مهم في حياة الشعوب حيث غيرت وأثرت في الأجيال والشعوب.
يشير هلال إلى أن السينما عمل متقدم يحارب بها بديلاً عن السلاح المستخدم في الحروب، وذكر هلال أن وقت الصراع بين أمريكا وروسيا كانت السينما والأفلام تمثل عامل هام وأساسي للحروب بينهما، وإنتاج أفلام عن الحرب الأهلية، حيث كانت تعرض أفلاما عن الحروب الأهلية الأمريكية مثل “ذهب مع الرياح”.
الهجمه السلفية والتحريم:
ويعتقد هلال أن سبب انهيار السينما في مصر هو الهجمة السلفية على مصر والوهابية، باعتقادهم أن دور السينما حرام والتمثيل حرام واستطاعوا أن يوقفوا سينما الفيوم وعطلوا سينما عبد الحميد، وسينما نبيل وسنورس، في إطار الهجمة السلفية الوهابية التي حرٌمت فن السينما.
قوة القانون:
وطالب هلال، وزارة الثقافة أن تعيد النظر في أماكن وسينمات التي يحتلها المواطنين بقوة القانون، وتعيد على الأقل السينما لكل مركز، موضحًا أن بعض المنتجين عرضوا أن يساهموا في تجهيز دور العرض والأجهزة ومنتظرين الأماكن وقطع الأرض في مصر.
وتابع أن محافظة الفيوم بأكملها حالياً أصبحت خالية من أي دور سينما وكان أخرها سينما كليوباترا بالفيوم، بجوار نادي الشرطة وتم غلقها.
ويلفت هلال إلى أنه إذا عاد دور السينما خاصة فى المراكز والأرياف سيكون طفرة تاريخية في الفيوم وسيغير وجه مصر حضارياً وثقافياً وإلغاء الأفكار الهدامة ومحاربة الإرهاب، كان يوجد سينما إخبارية تعرض قبل دور العرض السينمائي بصوت مذيعين كبار منهم محمود سلطان، والسينما تأثيرها غير تأثير الراديو والتليفزيون وأصوات واضحة وشاشة كبيرة تأخذ العقول وتؤثر فيها مفتقدين السينما في مصر والفيوم.
ويروي: حضرت أفلام لإحسان عبد القدوس “أنف وثلاث عيون”، حضرت بعض الأفلام في سينما عبد الحميد بالفيوم فى ميدان قارون، مثل دور عرض “خلي بالك من زوزو”، و”أبى فوق الشجرة” لعبد الحليم حافظ، وكان يوجد سينما أخرى في قرية أبوكساه بأبشواي، ولكن تم هدمها.
وأوضح أنه كان يوجد سينما متنقلة تابعة للثقافة الجماهيرية كانت تبث أفلام ضاحكة وكوميدية في المراكز والقرى عبر شاشة كبيرة مثل أفلام فؤاد المهندس مرة كل أسبوع، كل هذة الأشياء أنتهت وكان المواطنون أكثر ارتباطاً وتمسكاً.
قانون السينما:
يوضح محمد جميل – محام، أنه طبقاً للقانون رقم 13 لسنة 1971 بشأن تنظيم دور العرض السينمائي، يجب الحصول على الترخيص بالهدم من وزارة الثقافة قبل اتخاذ قرار بإجراء عمليات الهدم، والتصريح يقتصر على الهدم فقط، ونقل دار العرض لمكان أخر، وبعد معاينة المكان الجديد، يجوز بناء الأرض أي مبنى أخر لكن بعد مدة زمنية طويلة تصل إلى 15 عاماً، والهدف من ذلك الحفاظ على الدور الثقافي لدور العرض.
وأضاف أنه إذا تم الهدم دون تصريح الأمر يصبح شبه مستحيل، وتصريح الهدم لابد أن يكون بمبرر وبعض السينمات بالفيوم تم هدمها دون تصريح لذا فهي متوقفه كأرض فقط مهجورة مثل سينما نبيل بأبشواي.