فيديو| شيخ مشايخ التحطيب: اللعبة تراث صعيدي لا يمكن أن يندثر
بوجه تكسوه البشاشة، وملامح تعكس حكمة صاحبها، يجلس على أحد المقاعد بوسط ميدان أبو الحجاج، يتابع بنظرات ثاقبة وواعية تبادل تلويحات العصا التي يتبارز بها لاعبان في حلبة التحطيب، إنه سيد فؤاد محمود العارف، أو مهدي العارف كما هو معروف به بين لاعبي العصا، شيخ مشايخ لعبة التحطيب بصعيد مصر، ويترأس تحكيم المهرجان القومي للتحطيب بالأقصر.
بدأ ولع الرجل السبعيني الذي ولد بقرية دندرة بمحافظة قنا، بلعب العصا في 15 من عمره، يقول إنه تعلمها من والده وعمه اللذان كانا محترفين في اللعبة، ويرى العارف أنها تراث صعيدي أصيل لا يمكن أن يندثر أبدًا.
لم يلعبها السيدات
يرى شيخ مشايخ التحطيب، أن لعبة العصا رغم أنها عنيفة، فهي تدخل في مجال المصارعة والملاكمة وبعض الرياضيات الأخرى، لكنها تدعو للتعارف، وأهم قواعدها الاحترام فيتم تقديم الكبير على الصغير في اللعبة، موضحًا أنه بسبب عنفها لم تلعبها السيدات.
ويضيف العارف، أن بعض اللاعبين الذين يستعجلون العنف داخل اللعبة، هؤلاء دخلاء على التحطيب وليسوا متأصلين “أي لم يتشربوا اللعبة من محترفيها”، لذلك يغلب عليهم طابع العصبية عند نزول حلبة التحطيب، وهذا مايتنافى مع أصول وقواعد التحطيب، موضحًا أنه قد يحدث خطأ باللعبة لكنه غالبًا يكون غير مقصودًا وخطأ سلمي.
يقول العارف، إن لكل عمر آدائه في لعبة التحطيب، فهناك الهاوي، والمحترف، والكبير، وكل منهم له لعبه، تحتتلف عن الآخر داخل حلبة التحطيب، مشيرًا إلى أن أقدم محافظتين عرفتا التحطيب وأتقنه لاعبيها هما قنا وسوهاج.
شكل العصا وعمر اللعبة
وعن شكل العصا، يقول كبير اللعبة، إن العصا كانت في البداية من أوراق البردي، وتطورت بعد ذلك إلى الشومة، ثم الشمروخ، حتى انتهت إلى الخرزانة، التي تبقى عليها العصا في شكلها الحالي.
وعن عمر اللعبة وانتشارها، يوضح العارف، أن التحطيب لعبة صعيدية “متأصلة” فهي كالخيل في الصعيد، تتوارثها الأجيال جيلًا بعد آخر، ولو لعبة العصا نشك في أنها تتعرض للاندثار، فما كنا ورثناها عن أجدادنا المصريين القدماء وماتزال تورث حتى الآن، وهذا يعبر عن حفاظ الأجيال على التراث وعدم ضياعه.
تعليق واحد