فيديو| سينما بورسعيد: وتحولت دور العرض إلى أبراج.. وجراجات
كتبت: هند حمد الله
كانت بورسعيد مسرحا مثاليا للعديد من أحداث الأفلام، تحديدا بعد العدوان الثلاثي قدمت السينما العديد من النصوص التي تتناول نضال المدينة ومقاومتها للعدوان، وكان من أبرز هذه الأفلام «بورسعيد الباسلة» لفريد شوقي وهدي سلطان من إخراج عزالدين ذو الفقار.
كما كانت المدينة فضاء اختاره المخرجون لتصوير أفلامهم.. مثل ليلة القبض على فاطمة لفاتن حمامة، إشاعة حب لعمر الشريف وسعاد حسني، أو المشبوه لعادل إمام وسعاد حسني أيضا، حسن اللول لأحمد زكي، وعشرات الأفلام الأخرى.
بورسعيد والسينما
عرفت بورسعيد السينما مبكرا، تحديدا عام 1900، وبعد نصف قرن من هذا التاريخ كان هناك ما يقرب من 14 دار عرض سينمائي، رغم عدد السكان المحدود، وتعرض معظمها أفلاما في التوقيت نفسه الذي تعرض فيه في العالم، ولكن بمرور الزمن بدأت تتقلص السينمات لتصبح أقل من أصابع اليد الواحدة. في الدليل السينمائي الذي صدر في مايو 1951 كان هناك أربع عشرة دار سينمائية في بورسعيد، بينما لم يكن عدد السكان قد تجاوز 177 ألفا حسب تعداد 1947، بينما في عام 2012 بلغ عدد السكان حوالي 650 ألفا وتقلص عدد دور العرض السينمائي ليصبح ثلاث سينمات. ولكن أين ذهبت سينمات بورسعيد؟
يقول إسماعيل مناع: بعد العودة من التهجير كنا نذهب إلى سينما ماجستك، كانت سينما نظيفة، وسعر التذكرة في متناول يد طالب الثانوي، وفي شهور الصيف نتنقل من سينما إلى أخرى، كنا نذهب إلى سينما ريالتو، كانت في أوجيني بعد مقهى سمارة، وكان هناك أيضا سينما الشرق الصيفي، في كل دار عرض كان هناك حوالي 300 كرسي، كما كان سكان المنطقة يخرجون إلى شرفاتهم لمشاهدة الأفلام. كان هناك عطش حقيقي للثقافة.
ويضيف مناع، قبل كان هناك سينمات فريال والحرية، والكورسال وجميعهم تم هدمهم، وكان الإقبال على هذه السينمات منقطع النظير، كان وقتها يدخل الجميع السينما الفقير والغني، والجميع يحرصون على مرعاة الآخر، ولكن مع الانفتاح الاقتصادي ندرة الأراضي كان أسهل ما يتم التضحية به هي دور السينما والمسارح من أجل بيع الأراضي للمستثمرين وبناء أبراج سكنية.
سينما الأهالي
وعلى جانب آخر من المدينة في حي المناخ – كما يوضح مناع: كانت توجد سينما الأهلي كانت سينما شعبية في منطقة شعبية، وقد صممت هذه السينما من أجل سكان هذه المنطقة، وأثرت في شخصيتهم لاحقا، فأصبحوا بعد الخوف من الذهاب إلى حي الإفرنج قادرين على الاختلاط لديهم ثقافة و تمدن، كما أنعشت السينما هذه المنطقة فكانت منطقة مظلمة ومقطوعة، ولكن بفضل السينما أصبح حي المناخ مكانا يملؤه النور. الآن تم أصبحت هذه السينما جراجا، ومرتعا لحيوانات الشارع.
ويحكى لنا محمد حربي عن سينما الأولدرادو: ما زالت موجودة ولكنها مغلقة منذ الستينيات، وبسبب موقعها الفريد يريد أصحاب الأرض إزالتها و بيعها لأحد المستثمرين بمبلغ باهظ. وأيضا هناك سينما الكوزموغراف التي تحولت في آخر الثمانينيات إلى جراج أيضا قبل أن يتم هدمها في أوائل التسعينيات.
ويتذكر حربي ما جرى: في عام 1995 وضعوا يافطة كبيرة وكتبوا عليها: دور سينما تحت الإنشاء.. وصدقناهم.. وعندما تم الانتهاء كان أمامنا برج سكني كبير.. لا مكان فيه للسينما!
اقرأ أيضا:
2 تعليقات