عرضته «مسابقة سينما الغد».. «حاجة ساقعة» دراما اجتماعية كوميدية تعكس الواقع
في قاعة عرض الأفلام بسينما مركز الهناجر للفنون، تتحول شاشة العرض إلى قطعة من مدينة الإسكندرية، بعد عرض الفيلم المصري الروائي القصير “حاجة ساقعة”، والمشارك ضمن مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ”39″، والمقامة في الفترة من 21 حتى 30 نوفمبر الحالي، تحت شعار “سحر السينما على أرض الحضارة”.
ونبقى على العهد
عبر عشرون دقيقة من المشاهدة، ستنسى كونك متفرج في قاعة السينما، إذ ستسافر إلى مدينة الإسكندرية، لمقابلة أربعة أشخاص، لا يعرفون بعضهم، إلا أن كل فرد منهم يتأثر ويؤثر في حياة الآخر.
في المشهد الأول؛ تسافر من خلال شاشة العرض لمقابلة “عم عزت” الذي تجاوز عقده الخامس، ولايزال حافظًا لعهده مع زوجته، رغم رحيلها إلا أنه يستمر في حديثه معها طول وجوده في المنزل. تظن أنه فاقد لعقله، ولكنك لا تلبث أن تكتشف إدراكه لما يدور حوله بالتفصيل، وتعرف حينها أنه فقد جزءً صغيرًا من عقله؛ أدى به إلى رفضه الاعتراف بوفاة زوجته. لا تدري السبب وراء ذلك؛ هل لفراق زوجته دخل في ذلك؟ أم أن تناوله الشره للخمور قد أثر على تفكيره؟.
نختلف والود مهدد بيننا
أثناء ذهاب عم عزت لتناول إفطاره من عربة الفول، تقابل صبي لم يبلغ الحادية عشر مع والده، لترى من خلال المشهد طبيعة العلاقة غير السوية بينهما، فكل منهما يجري وراء أفكاره. فيحاول الأب بعد انفصاله عن زوجته التقرب من ابنه المقيم معه، والذي بدوره متعلق بوالدته بصورة كبيرة؛ أدت إلى عدم رغبته في مجاراة والده.
يضحكون وفي قلوبهم ألف دمعة
وفي مقهى بأحد شوارع الإسكندرية تقابل الشاب صاحب الأصول النوبية، عبدون، والذي يبحث عن عمل يمكنه من بدء مشواره الفني. ويتوجه عبدون إلى صديقه الذي يساعده في الحصول على عمل في إحدى فرق الرقص في الأفراح.
وأثناء مقابلة عبدون لوالدته خارج المقهى، تشاهد امرأة ثلاثينية تمتلك صالون تجميل للنساء، وتعاني من نظرة المجتمع كونها مطلقة، بالإضافة إلى حربها اليومية في شوارع عروس البحر المتوسط، لمقاومة نظرات الرجال ولمساتهم.
صورة للواقع
بجانب الشخصيات الأربعة الرئيسية، هناك العديد من الشخصيات الثانوية؛ كصاحب عربة الفول، والشاب العشريني جار عم عزت، بالإضافة إلى والدة عبدون، والفتاتين العاملتين في صالون التجميل. ورغم تعدد الشخصيات الثانوية إلا أنها أظهرت مجموعة من التفاصيل الخاصة بالشخصيات، والتي عكست في أدوارها جزء من الواقع المعاش.
فكانت والدة عبدون؛ مثال حي للأم المصرية التي تخشى على مصلحة أبنائها، فيما جسدت الفتاتين في صالون التجميل؛ العلاقة بين صاحب العمل والمرؤوسين، كما كان جار عم عزت مثالًا على العلاقة الطيبة التي جمعت الرجل الخمسيني مع أهل منطقته.
الضد يظهر حسنه الضد
على عكس المتعارف عليه في الأفلام القصيرة من اختيار موقع أو موقعين للتصوير فقط، إلا أن فيلم “حاجة ساقعة” لمخرجه عمروش بدر استطاع أن يهرب من ذلك المأزق. فجاء الفيلم مصورًا في الشارع السكندري، وسيارة الميكروباص، فكانت معظم مشاهده خارجية، الأمر الذي أعجب الكثير من النقاد والمخرجين، معتبرينه نقطة من نقاط القوة في الفيلم.
3 تعليقات