طالعة السلالم فلكلور مصري في أحداث فيلم «كونان البربري»
رغم أن الأحداث تدور في فترة خيالية ما قبل التاريخ، إلا أن بعد مرور 79 دقيقة من بداية فيلم Conan the Barbarian «كونان البربري» إنتاج عام 2011، تبدلت الموسيقى التصويرية بعد دخوله قلعة عربية بأنغام أغنية «طالعة السلالم» الشهيرة من الفلكلور المصري، برغم الاختلاف الزمني بين أحداث الفيلم والأغنية التي اقتصر تقديمها في أربعينات القرن الماضي فقط.
طالعة السلالم
أغنية «طالعة السلالم» للمطربة فاطمة علي، تعد واحدة من أشهر أغاني الفلكلور المصري والتي اشتهرت غنائها في الأفراح والمناسبات، وجعلتها واحدة من أشهر مطربات الأفراح في مصر، وكلماتها «نازلة السلالم يا ما شاالله عليها.. ست العرايس والشموع حواليها”، المسيرة الفنية القصيرة لفاطمة كانت زاخرة بالنجاحات، وبعد ملاحظة نجاح أولى أغانيها، قررت التخصص ودراسة الموسيقى، التي جعلتها مطربة شعبية فريدة من نوعها.
اشتهرت أغاني فاطمة علي بأنها أغاني فلكلورية مصرية، من صعيد مصر، والقرى والبدو، واتسمت أغانيها بالطابع الفلاحي والشعبي، ومنها أغنية لرصد ومتابعة الوضع في مزارع الدجاج في الفيوم، والتي جعلتها تحصل على لقب «مطربة الفراخ»، ومن أشهر ما غنته: “زفوا العرايس، أوعدنا يارب، عطشانة اسقيني، فيومي يا فراخ بدارة، رق وجاني”.
لاحظ وجود موسيقى الأغنية المصرية في الفيلم، الكثير من المصريين ممن شاهدوا الفيلم، ومنهم شيرين حجازي التي علقت على سمعها للموسيقى للمرة الأولى في الفيلم، وتقول لـ«باب مصر»: “يوجد مشهد في فيلم كونان البربري يتضمن أغنية طالعة السلالم يا ما شالله عليها.. الأمر ليس مزحة.. هل هو خطأ ام نقص معلومات.. وهل هذه الأغنية هي الوسيلة الوحيدة للتعبير عن العرب.. أين الموسيقى الشرقية؟”.
الأمر نفسه الذي لفت فاطمة سعيد التي لاحظت عدم الترابط بين أحداث الفيلم والأغنية الحديثة التي لم يزداد عمرها عن 80 عاما، وتقول لـ«باب مصر»: “أظن أنني وكل المصريين الذين شاهدوا الفيلم استنكروا وجود الأغنية الفلكلورية ضمن الأحداث.. ولكن أعتقد أنه شئ رائع أن يتم الاستعانة بها وهي أغنية أفراح قديما في فيلم عالمي”.
كونان البربري
“رجل طويل القامة، قوي الكتفين وعميق الصدر، ذو رقبة ضخمة وأطراف شديدة العضلات. كان يرتدي الحرير والمخمل، وبدلة مربعة الشكل، ومعه سيف كبير لا يفارقه، كان جبينه منخفضًا وواسعًا، وعيناه كانتا زرقاء بركانية مشتعلة كما لو كانت بنار داخلية. كان وجهه المظلم المشوب بالندوب شبه الشرير وجه رجل مقاتل، ولم تستطع ثيابه المخملية إخفاء الخطوط الصلبة والخطيرة لأطرافه ويمتلك صدرا مشعرا وبشرته برونزية اللون بسبب كثرة التعرض للشمس”، كان هذا هو وصف هيوارد لكونان في كتاباته.
لم يميزه أبدا بشكل أو ملابس محددة تمنحه الشكل البربري، ووصف هيوارد الشخصية على أنها ترتدي أي زي نموذجي للمملكة والثقافة الذي وجده كونان لنفسه، وتدور أحداث قصص كونان البربري المختلفة في العصر الهيبوري، وهو عصر تاريخي غير حقيقي، يرجع إلى بعد تدمير أتلانتس وقبل ظهور أي حضارة قديمة معروفة، وهذه حقبة محددة في جدول زمني خيالي أنشأه هوارد للعديد من الحكايات الخيالية لأسطورته، وتدور أحداث مغامرات كونان البربري بين السنوات التي غرقت فيها أتلانتس.
قصة خيالية
كونان البربري هي قصة خيالية عن الحروب والشعوذة، بدأ نشرها في الكتب وقصص الكاريكاتير باسم «كونان البربري» و«كونان المدمر» للكاتب روبرت إي هوارد عام 1932، وتم نشرها لأول مرة في مجلة كونان الشهيرة في مجال الأدب والفانتازيا، واستطاع من خلال هذه الكتابات تغيير مشهد الأدب الأمريكي، بعدما جذبت أساطير البربري قراء جدد في كل جيل.
أعيد تقديم معارك كونان في ساحة المعركة للمرة الثانية، من خلال أعمال تليفزيونية، أولها كان فيلمين بطولة أرنولد شوارزينجر وخورخي سانز، في عامي 1982 و 1984، وتقديمها في مسلسل تليفزيوني وأخيرا فيلم يحمل الاسم نفسه “كونان البربري”، في عام 2011.
اقرأ أيضا
الدكتورة جليلة القاضي: ثمانية تحديات هامة تواجه المحافظة على التراث
تعليق واحد