شاهد| قصة أول مدرسة لتعليم فنون الباليه بأسيوط
تصوير – أحمد دريم
على نهج محافظة المنيا التي تعد أول محافظة بصعيد مصر، تدشن فكرة إنشاء مدرسة الباليه بالصعيد، تمكنت ثلاث فتيات من محافظة أسيوط، من تخطي الفكر المتحفظ للأهالي وتحدي الكثير من الصعوبات، ليؤسسن مدرسة لتعليم فنون الباليه منذ ٣ سنوات، تضم المدرسة الآن أكثر من ١٠٠ طفلة في مراحل عمرية مختلفة، وتستعين المدرسة بمدربين من دار الأوبرا بالقاهرة لتدريب الفتيات، قدمت المدرسة عرضين أحدهما بقصر الثقافة والآخر على مسرح كنيسة الكاثوليك.
She fitness
وتقول روفيدة حماد، ٣٥ عامًا، صاحبة فكرة تأسيس مدرسة she fitness & gallery، أن فكرة تأسيس المدرسة جاءت لها عندما كانت تقضي إجازتها في الإسكندرية، حيث ذهبت إلى إحد مدارس الباليه بالإسكندرية للعب اليوجا.
وبمشاركة أطفالها في الباليه أتت لها فكرة تأسيس المدرسة، وقالت: “إحنا ليه ميكونش عندنا في الصعيد حاجة زي دي، وبالرغم من وجود الكثير من الرياضات كالتنس والسلة والاسكواش والسباحة، في أسيوط جميع الألعاب السابق ذكرها ولكن لا يوجد فن الباليه، مشيرة إلى أنها تحمست لفكرة إنشاء المدرسة، وعرضت الفكرة على العديد من أصدقائها، فكان منهم المؤيد ومنهم المعارض للفكرة، منوهة بأن اثنين من أصدقائها أحدهما تدعى شروق والأخرى دينا هما من ساعدوها في تنفيذ وتأسيس المدرسة.
صعوبات ومشكلات
وتشير روفيدة إلى أنه في البداية واجهوا الكثير من المشكلات والصعوبات، وأهمها عدم وجود مدربات ومدربين لفنون الباليه بالصعيد، ولكنهم استطاعوا التغلب على تلك المشكلة بالاستعانة بمدربات من التربية الرياضية لمدة عام كامل، كتأسيس لـ fitness الفتيات الصغيرات، مشيرة إلى الباليه من الفنون الصعبة التي تحتاج لياقة ومرونة بالجسم، وصعوبة إقناع الأهالي بالفكرة، وأيضًا صعوبة في عدم توفر ملابس مناسبة للبلارينات بالصعيد.
واستطاعوا التغلب على تلك المشكلة بالسفر إلى القاهرة وتوفير جميع طلبات الفتيات بالمدرسة، مما سهل على أولياء الأمور الكثير.
الصعيد والباليه
وتوضح أن هناك من تقبل الفكرة من الأسر الصعيدية، وهناك من تعارض معها، لكن الأكثر يكون مؤيد لها، منوهًا بأن في البداية كانت المدرسة مجرد فصل صغير يضم أقل من ١٠ فتيات صغيرات، لكن مع التوسع وانتشار الفكرة وصل عدد المتدربات أكثر من ١٠٠ فتاة، وذلك يعد نجاح بالنسبة لهم.
وتشير إلى أنها رغم نشر فن جديد من فنون الرقص الغربي كالباليه، إلا أنهم استطاعوا الحفاظ على عادات وتقاليد الصعيد.
وتنوه روفيدة بأنهن استطعن التواصل مع مدربين من الأوبرا لتدريب فتيات she، وبالفعل وافق المدربين عبد الرحمن وإيهاب، حيث يدربون الفتيات ما بين ٣ و ٤ مرات أسبوعيًا، منوهًا بأنه خلال الثلاث سنوات الماضية استطاعت المدرسة تقديم عرضين، الأول عرض بقصر ثقافة أسيوط، والآخر على مسرح كنيسة سانت تريزا للأقباط الكاثوليك بأسيوط، منوهة بأن العرضين حازا على إعجاب جميع الحضور.
المعارضين والهجوم
تشير صاحبة فكرة تأسيس المدرسة إلى أن هناك بعض من معارضي الفكرة يهاجمونها على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تعليقاتهم على الصفحة الرسمية للمدرسة، أو رسائل حسابها الشخصي.
وتقول: “الناس بيبعتولي رسائل فيها آراء فتاوى الدين إن أنا بنشر فكر وبدعة ورزيلة في المجتمع”، موضحة أنها تلجأ في تلك الحالات لعمل بلوك لصاحب المسج أو التعليق، منوهة بأنه رغم هذه المعارضة، إلا أن هناك الكثير من المؤيدين الذين يقدمون الدعم الدائم للفكرة.
تشير روفيدة إلى أن المدرسة بدأت في قبول عدد من الفتيات الكبار الذين تتجاوز أعمارهم الـ ١٨ عامًا، لاهتمامهم وشغفهم للتعلم، والإرادة القوية لديهم، فيتم تدريبهم كثيرًا حتى يستطيعوا أن يصلوا لـfitness المناسب، لافتة إلى أن هناك توسيعات بالمدرسة لاستيعاب الأعداد المقبلة عليها.
وتشير صاحبة فكرة تأسيس المدرسة قائلة إن القبول بالمدرسة يكون من سن ٣ سنوات ونصف أو ٤ سنوات، حيث يحدد المدرب ذلك من خلال مدى قدرة تركيز الطفل، مشيرة إلى أن هناك شروط في الوزن والطول شكل الأرجل، حيث يقوم المدرب بعمل اختبار للطفل، لمعاينة حركات الأرجل، فمن ينطبق عليه تلك الشروط يتم قبوله، ومن لا ينطبق يتم رفض القبول، لأن التدريب قد يكون مؤذي لهم ولعمودهم الفقري، فهناك أشكال من القدم غير مقبولة إطلاقًا حفاظًا على الطفل.
الطموح والدعم
وتوضح صاحبة فكرة مدرسة الباليه أنه لا يوج أي من الجهات الداعمة، مبينة أن جميع تكليفات العروض تتحملها المدرسة.
وتشير إلى أنه لتعلم فنون الباليه، يمر المتدرب بأربع مستويات تحتاج للياقة البدنية، لافتة إلى أن المدرسة قدمت عرضين، الأول كان مجرد عروض للمبتدئين، والثاني كان عرض البجعة السوداء، وتأمل في انتشار فن الباليه بالصعيد، وأن يتقبله الأهالي ويدعموه، وتزداد مشاركات المتدربات لتعلم فن راقً.
أولياء الأمور
وتعبر ماريان سمير، ولي أمر الطالبة كاندي عن مدى إعجابها بفكرة مدرسة she، قائلة إنها “فكرة رائعة” والتدريب جيد جدًا، مشيرة إلى مدى حب كاندي لفن الباليه منذ التحاقها بالمدرسة من ٣ سنوات.
وترى ماريان أن فن الباليه يعطي ابنتها اللياقة البدنية والمرونة والنشاط، موضحة أنها فكرت في إدخال فتاتها معهد الباليه بالقاهرة.
وتوضح: “بنتي مبسوطة جدًا بالباليه ولو عملت أي حاجة غلط بقولها انتي عملتي غلط النهاردة مش هتروحي الباليه، فبتزعل وبيبقى حافز ليها إنها ما تكررش الغلط دا تاني”.
وتوجه ماريان رسالة لمن يعارضوا الفكرة، موضحة أنه فن الباليه راقٍ وجميل جدًا، وليس مجرد رقص عادي، إنما هو حركات بسيطة تعطي الأطفال لياقة ومرونة.
المدرب وshe
ويقول عبد الرحمن صلاح، خريج المعهد العالي للباليه، وعضو في فرقة باليه أوبرا القاهرة، ومدرب ومصمم استعراضات، إنه أشرف على التدريب في مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية، مركز سامية علوبة للفتنس وتعليم الرقص فرع المعادي، ونادي الجزيرة ونادي الشرطه بالمنصورة، ونادي الصيد بـ 6 لأكتوبر، ساقية الصاوي الثقافية.
كما أنه يقوم بالتدريب بأحد مراكز دمياط للفتنس وتعليم الباليه، بجانب التدريب بمدرسة she fitness & gallery، مشيرًا إلى أنه انضم للتدريب بالمدرسة بأسيوط في يوليو ٢٠١٧، وكان عدد المتدربات في تلك الفترة حوالي ٢٥ فتاة، ووصل الآن إلى ٦٠، منوها بأن أقصى عدد وصل إلى ١٢٠ متدربة.
الاختبارات والعروض
ويشير المدرب إلى أنه يقوم بعدد من الاختبارات للمشاركين، للتأكد من سلامة الجسم وقابلية التدريب، منوهًا بأن أي متدرب يتم قبوله يتلقى تدريبات المبتدئين لمدة تتراوح من شهرين إلى أربعة أشهر، ثم بعد ذلك ينتقل لمستوى آخر، وذلك يحدد حسب مستواه وقدرة استيعابه.
ويوضح عبد الرحمن العروض التي تم تقديمها وهي جالا من الرقصات المتنوعة الروسي، والمارش من باليه كسارة البندق، أما العرض الأخر فهو بحيرة البجع وتم عرضه الشهر الماضي.
إقرا أيضا :
https://heritage.weladelbalad.com/%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AC%D8%B0%D8%A8-%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D9%8A%D8%A4%D8%B3%D8%B3-%D8%A3%D9%88/