سلسلة نيجاتيف| ابن دشنا و”أضواء المدينة” في السبعينيات
حصلت “ولاد البلد” على صورة نادرة من أرشيف المرحوم فؤاد حسين خليفة، ابن دشنا، تجمعه بالفنان الراحل محمود شكوكو في إحدى حفلات أضواء المدينة بالقاهرة، خلال فترة السبعينيات.
محمود شكوكو (1912-1985) هو أحد رواد فن المنولوج في مصر، ذلك الفن الذي يعتمد على أغان نقدية فكاهية ترصد مشكلات المجتمع فى صورة فنية خفيفة الظل، ويعد شكوكو واحد من أبرز رواد هذا الفن، وهو الفنان الوحيد الذى صنعت دميه صغيرة على شكله، خلال هذا الوقت، نظرًا لنجاحه وجماهيريته الكبيرة.
أما صاحب الصورة، فهو فؤاد حسين محمد خليفة، كان من محبي الموسيقى والفن، وكان حريصا على حضور حفلات أضواء المدينة بالقاهرة أثناء إقامته هناك .
الأزهر ودير الملاك
فؤاد خليفة، ولد في يناير 1941 بعد وفاة والده حسين شابا، والذي كان يستعد للحصول على شهادة العالمية من الأزهر.
انتقل فؤاد للعيش مع أخواله بالقاهرة بمنطقة دير الملاك والتحق بالمدرسة الابتدائية ثم الإعدادية والثانوية، لكنه لم يوفق في الأخيرة، ورسب على مدار سنتين بالصف الثاني الثانوي فتطوع بالجيش المصري في أواخر الخمسينيات، وعين برتبة عريف ثم رقي إلى رتبة شاويش، وكان مسؤولا عن تدريب الجنود الجدد على الرماية.
67 واليمن وحروب الاستنزاف
خليفة شهد مع الجيش المصري حرب 67 وحرب اليمن وخرج من الجيش بعد حرب الاستنزاف، وأثناء خدمته بالجيش التحق بالمدرسة الثانوية (منازل) وأكمل دراسته وحصل على الشهادة الثانوية، ومنها انتسب إلى كلية الآداب قسم التاريخ وتخرج فيها في منتصف الستينات، بعدها قرر التقاعد من الجيش.
“الحاج” مدرس اللغة الإنجليزية
بالرغم من أن قيادة الجيش عرضت عليه ضم المؤهل وترقيته إلى رتبة ملازم أول، إلا أنه آثر الحياة المدنية لينتقل إلى العيش مع أسرته بدشنا، أواخر الستينيات، وتقدم بأوراقه إلى القوى العاملة والتي عينته مدرسا للغة الإنجليزية بالمعاهد الأزهرية بقنا.
وفي منتصف السبعينيات أعير مدرسا في دولة اليمن لمدة 4 أعوام، وأثناء تلك الفترة ذهب إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج ثم عاد في أوائل الثمانينيات إلى دشنا مدرسا أولا بمعهد دشنا الأزهري، وظل يترقى في المناصب إلى أن عُين موجها عامًا للغة الإنجليزية بمنطقة قنا الأزهرية، وتوفى عام 1996، بعد صراع طويل مع المرض.
العود والرسم والتصوير
كان من هواياته عزف العود والغناء، وكان يقتني عودا اشتراه من اليمن، ويدندن ببعض الأغاني اليمنية، كما كان خطاطا ورساما، وله بعض اللوحات التي يحتفظ بها أبناؤه.
ومن هواياته الشهيرة التصوير الفوتوغرافي، لذا كان حريصا على اقتناء الكاميرات بأنواعها منذ الستينيات، وله أرشيف كبير من الصور، منها صورة يظهر فيها جده لأمه الحاج طاهر الكيال بصحبة العارف بالله أحمد رضوان، وصور أخرى في مناسبات متعددة بعضها في اليمن والقاهرة والإسكندرية ودشنا.