رغم بيعه.. مالك باسبور السادات يرفع السعر لـ71 ألف دولار| خاص
حالة من الغموض تسيطر على صفقة بيع جواز السفر الشخصي للرئيس الراحل محمد أنور السادات، فما بين نفي عائلته بالأمر وأيضا مكتبة الإسكندرية بأنه لم يكن ضمن مقتنياته المهداة إلى متحف يحمل اسمه، يظل الأمر مثيرا للتساؤلات.
طلب للتحقيق في بيع الباسبور
كيف خرج جواز السفر من مصر ومن اشتراه وما مصيره بعد البيع؟ كلها أسئلة تطرحها صفقة بيع جواز سفر السادات.
بالنسبة للعائلة، أثار بيع جواز السفر غضب عائلة السادات، وتقدم النائب كريم طلعت السادات حفيد الرئيس الراحل وعضو مجلس النواب، بطلب عاجل إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والسفير سامح شكري وزير الخارجية، ووزراء الثقافة والسياحة والآثار، للتحقيق في الأمر.
وطالبت عائلة أنور السادات بالتحقيق بعد بيع جواز سفره الدبلوماسي في المزاد الأمريكي، وبحسب النائب كريم السادات، حفيد أنور السادات. فقد تم البيع دون موافقة العائلة أو علمها. وطلب النائب رسميًا أن يفحص التحقيق كيفية نقل جواز السفر في البداية خارج مصر.
إعلان بيع قبل 8 سنوات
لكن الغريب أن العائلة لم تلحظ اختفاءه إلا بعد مرور ما يزيد عن 10 أعوام. وعبر تتبع التاريخ الأول لبيع جواز السفر، اتضح أنه مطروح للبيع على موقع آخر على الإنترنت يحمل اسم “كوليكتر 228″، بتاريخ 17 يناير 2015.
وكتب صاحب الإعلان: “اليوم يمكنني أن أقدم لكم شيئا استثنائيًا وهو بالتأكيد رائع. اتصل بي مالك المستند عبر موقع الويب الخاص بي وطلب مني دعمًا للعثور على مشترٍ محتمل لجواز السفر الدبلوماسي محمد أنور السادات. وهي وثيقة عتيقة، مستخدمة لكنها بحالة جيدة للغاية وكاملة”.
وأكد في الإعلان أن الوثيقة في حوزة المالك وهو رجل أعمال مصري خرج به من مصر بسبب علاقته بمكتب الجوازات. وأضاف الإعلان: “فرصة فريدة لأي جامع جوازات سفر لامتلاك جواز سفر لرئيس دولة سابق وحائز على جائزة نوبل للسلام. علاوة على ذلك، يعتبر جواز السفر هذا علامة بارزة في تاريخ مصر.
ضعف السعر
عبر التسجيل في موقع دار مزادات “هيرتيدج أوكيشنز” التي طرحت جواز سفر السادات للبيع. يظهر مبلغ البيع 47500 دولار، بينما تظهر علامة لسعر آخر وهو 71250 دولار.
وهذه العلامة بالسعر الجديد 71250 دولار أو 2.180.827.13 جنيه، تعد مبلغ جديد يطلبه مالك جواز السفر مقابل بيعه، لكن كيف يطرحه للبيع رغم أنه مُباع؟
يجيب “توم توبول” خبير ومقتني جوازات السفر التاريخية، ويقول لـ”باب مصر”: “هذه سمة من سمات موقع مزادات هيرتيدج أوكيشنز. وهي تتيح لمالك القطعة طرحها للبيع من جديد قبل تسليمها للمشتري. وإذا ضغط أحد على السعر الجديد سيكون مُلزم بدفعه بموجب القانون الأمريكي”.
ويتابع: “ربما يكون مالك الوثيقة قد شعر بأهميتها وأنها تستحق مبلغ أكبر بعد هذا الجدل في مصر. لكن حال ضغط شخص للشراء من مصر ربما يكونوا متشككين بالفعل مع كل الضجيج المحيط بالبيع”.
وبحسب الموقع الرسمي لدار المزادات. يتم إدراج العناصر التي يتم شراءها من التراث في المزاد تلقائيًا في برنامج تقديم العرض إلى المالك.
لا يشير تضمين العنصر إلى أن المالك على استعداد للبيع. وأن الحد الأدنى للعرض يبلغ 50% أكثر من سعر الشراء ما لم يحدد المالك مبلغًا يدويًا. بالإضافة إلى أن مالك قطعة من المزادات التراثية قد لا يزال يمتلك هذا العنصر ولديه خيار قبول العرض أو رفضه أو تجاهله.
10 سنوات لبيع باسبور السادات
يكشف خبير جوازات السفر، تفاصيل جديدة لـ«باب مصر» عن بيع جواز السفر. ويقول: “سيدة من لندن تحدثت معي في عام 2013 وقالت لي أنها تمتلك وثيقة تريد عرضها علي لبيعها وأنها تريد بيعها مقابل 50 ألف دولار”.
وبعدما أرسلت لي صورها لم أتوقع أنها تستحق هذا الرقم، وطلبت مني نشر صورها على موقعي، لأنه لو شخص مهتم بها يتحدث معها. وكان التواصل من خلال بريد إلكتروني يحمل اسم السادات.
لكن طوال هذه السنوات لم يهتم به أحد. ثم فجأة في 2022 رجل كلمني وقال لي: “أنت تتذكر السيدة التي كلمتك في 2014 عن باسبور السادات، إنها تابعة لي”.
ورجحت أنه رجل أعمال وأنها سكرتيرة خاصة به، لكنه لم يذكر اسمه. ثم قال: “هل يمكن أن نعرضه مجددا لبيعه”. وقلت له: “حسنا سأفعل ذلك، لجلب المزيد من الاهتمام لجواز السفر”.
وقبل 3 أسابيع راسلني أنه سيعرضه في دار مزادات أمريكا وطلب مني أن أمسحها لأن ذلك يتعارض مع قوانين عرضها على موقع المزادات.
وبدأ المزاد لمدة 15 يوما، والقضية أن الكثير يهتم بالوثائق مؤخرا. وآخر يوم قبل البيع كان المبلغ 9500 دولار فقط، وتفاجئت في اليوم التالي أنها 47500 دولار.
حاولت البحث عنه أو التواصل معه، وبحثت عن البريد الخاص به ولم أجده، وأخيرا تم بيعها، وأعتقد أنه يمتلك ورق رسمي للوثيقة لأن دار المزادات تتبع قوانين صارمة في أمريكا لبدء أي مزاد.
من هو مشتري باسبور السادات؟
تدور الأسئلة حول مالك باسبور السادات وكيف وصل إليه، لكن المثير للجدل هو المشتري، فمن سمات موقع المزادات إخفاء اسم البائع والمشتري.
وبحسب موقع المزادات، تم بيع جواز سفر السادات بالفعل في 22 فبراير 2023، وعرض 10 أشخاص شراءه عبر مراسلات من خلال البريد الإلكتروني أو الفاكس. لكن بعد تعديل سعره إلى 71250 لم يطلب شراءه أحد.
وقال مصدر مطلع على عملية البيع- رفض ذكر اسمه – لـ “باب مصر”: “لن أستطيع أخبرك اسم بائع جواز السفر. لكن أعرف معلومات عن المشتري وأعلم أنه ذو صلة وثيقة بأحد المتاحف وربما سيتم عرضه هناك أو يبيعه بمبلغ أكبر لاحقا”.
هل البيع قانوني؟
بالعودة إلى موقع المزادات، فإنه يتيح التقدم بطلب استرداد القطعة إذا كنت تمتلك من الأوراق ما يثبت شراءها. عبر ملء خانات ببيانات القطعة أو الوثيقة وكيف اقتنيتها في وقت سابق. وإذا كانت هي القطعة نفسها أم أخرى مشابهة.
تتم عملية البيع وعرض العطاءات عبر البريد الإلكتروني من خلال دار المزادات. ويوضح الموقع أن العروض المقدمة لبائعي القطع التراثية يتم تصنيفهم إلى ثلاث فئات: “عرض للمالك النشط – عرض للمالك غير النشط – عرض إلى مالك لم يتم التحقق منه”.
بالإضافة إلى أن دار المزادات التي تعد ثالث أكبر دار مزاد في العالم. تتضمن هيئة للتراث تحصل على 10% من ثمن البيع مقابل حماية هوية الطرفين وإمكانية إرجاع القطعة خلال 7 أيام من شراءها.
يمكن لأعضاء التراث تقديم عروض مجهولة لأصحاب العناصر التي يتم شراءها في مزادات التراث. ويكشف الموقع أن القطع التراثية المباعة بدار مزادات “هيرتيدج أوكيشنز” لا يتم بيعها بالمزاد العلني مرة أخرى لبعض الوقت.
بالإضافة إلى أن دار المزادات تتيح إصدار شهادة بيع للمشتري حال أنه يرغب في إعادة بيعها. وكتب الموقع: “يمكننا تزويدك بشهادة إعادة بيع مع دفع ضريبة المبيعات الخاصة بك، وإذا لم يكن لديك شهادة إعادة البيع، فاتصل بوكالة الولاية التابعة لك”.
اقرأ أيضا
جواز سفر الرئيس السادات في مزاد أمريكي.. ما هو دور مكتبة الإسكندرية؟
حوار| توم توبول خبير جوازات السفر: رجل أعمال مصري يملك باسبور السادات
