“بورسعيد على قديمه”.. حملة شبابية لإحياء تراث المدينة
كتب- هدى مجدي
بين المباني القديمة والأثرية في مدينة بورسعيد، يتجول فريق “بورسعيد على قديمه”، بهدف التعريف بالأماكن الأثرية، ويتخلل تلك الجولات عدة وقفات عند أماكن تاريخية، وأخرى أمام مبان تراثية منسية.
عندما كانت مدينة بورسعيد في ركود تام بعد أحداث “مجزرة الاستاد”، نشأت محاولات عدة لإعادة زهو المدينة كسابق عهده، وقتها كان محمد حسن، طالب بكلية الهندسة المعمارية، مؤسس الحملة، يستكشف تاريخ المدينة، مع أحد أعضاء المركز الثقافي الفرنسي في بورسعيد.
المعرفة الغزيرة بتاريخ بورسعيد التي أبداها عضو المركز الثقافي أثارت غيرة طالب الهندسة، فقرر أن يجمع أصدقاءه في تمرين كرة السلة لمحاضرة عن بعض الأماكن الأثرية في بورسعيد.
حسن وجد وقتها أن أكثر أصدقائه لا يعرفون شيئًا عن تاريخ المدينة وأهميتها، من هنا انطلقت أول الجولات في بورسعيد، التي كانت تقتصر فقط على الأصدقاء والمعارف.
في إحدى الجولات التي نظمها طالب الهندسة مع أصدقائه، قال لهم رجل أمام الممشى السياحي: من تلك النقطة وُلدت بورسعيد، وكان يقصد إن حفر قناة السويس بدأ من تلك المنطقة التي أشار إليها، في 25 أبريل 1859، يقول حسن من هنا جاءت فكرة أول فعالية لحملة “بورسعيد على قديمه” في 25 أبريل عام 2014، بهدف تعريف الناس بالمدينة وتاريخها.
يتابع حسن من نقاط القوة في الحملة والمميز أيضا أن الأعضاء لهم خلفيات دراسية مختلفة، فهناك خريجو أقسام التاريخ وهناك الألسن والهندسة وغير ذلك، وهذا يضيف للحملة، ويمنحها فرصة لتنوع أنشطتها وفعاليتها.
بدأت الحملة بنحو 40 عضوًا، ووصلت حتى الآن إلى 150، وتجري الحملة كل سنة انتخابات داخلية، لتغيير هيكلها الوظيفي كل عام بشكل مستمر.
“بورسعيد على قديمه” تهدف في المقام الأول إلى إحياء تراث بورسعيد والحفاظ عليها والحفاظ على هوية المدينة واستغلال التراث في تنشيط السياحة، وإظهار بورسعيد بصورة مشرفة.
مؤسس الحملة يقول إن الحملة حققت 30% من جملة أهدافها، وتتفق معه نادين أبوالمجد، عضو في الحملة، قائلة “أنا عشت طول حياتي في القاهرة، وقررنا نرجع بورسعيد، وماكنتش بحبها عشان ماكنتش أعرفها، ولما بقيت عضو في الحملة وعرفتها حبتها وبقيت بفتخر دايما إني من بورسعيد”.
من أهم الفعاليات التي نظمتها الحملة احتفالات شم النسيم، التي اهتمت بإحياء كل تقاليد الاحتفالات القديمة في بورسعيد، وكذلك الاحتفال بعيد ميلاد بورسعيد الـ155، وتنظيم نهائي كأس مصر لكرة السلة، وكان هذا أول حدث رياضي في المدينة بعد أحداث المجزرة.
كما نظمت الحملة بعض الرحلات بين محافظات الجمهورية، والاتفاق مع التجار بهدف إجراء خصومات لكل زائر يحمل كارت من “بورسعيد على قديمه”، وتنظيم ماراثون رياضي داخل المناطق الأثرية القديمة.
وتعد الحملة وسيط بين أصحاب العقارات القديمة والحكومة والمستثمرين، لضمان قرار مناسب لا يضر بهذه العقارات والمباني والحفاظ على هوية المدينة.