تعد الحضارة المصرية من أهم الحضارات في العالم القديم، كما أنها من أقدم الحضارات التي دونت تاريخها، والذي استطعنا من خلاله معرفة كل شيء عن حياتهم الخاصة والعامة، وكذلك تفوقهم في شتى المجالات وأعيادهم وطرق الاحتفال بها.
عرف المصريون القدماء الحب وكان له مكانة كبيرة في قلوبهم، وسجل التاريخ المصري القديم مشاعر المصريين القدماء بمختلف طبقاتهم، فكانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها على جدران معابدهم وأحجارهم وتماثيلهم التي خلدتها الأيام، كما كانوا يعبرون عنه بطرق عديدة ومختلفة تتشابه بطرق التعبير عن الحب في وقتها هذا.
قامت الحضارة المصرية القديمة على ركائز أساسية تضمنها أول دستور مدون فى التاريخ، وهو قانون “الماعت” وهي مبادىء للعيش فى المجتمع، من ضمن نصوصه الأساسية “أنا أنفتح على الحب بكل أشكاله”، حسبما ذكر مجدي شاكر، كبير اثاريين بوزارة الأثار، لـ”ولاد البلد”.
أول قصة حب مسجلة في التاريخ
يشير شاكر إلى أول قصة حب مسجلة في التاريخ جاءت في مقبرة “كاهاي” بسقارة، التي احتوت على نقش بديع لمغني البلاط الملكي “كاهاي” وزوجته الكاهنة في معبد آمون ” أحد النبلاء في الأسرة الخامسة، وهو ينظر إلى عينيها في حب وحميمية ويقول لها: “انظري إليّ سيدتي ومحبوبتي فمن عينيك استمد قوتي”، وهي تنظر إليه في حب وحنان وتقول له: “انظر إلى عيناي ستعرف كم أحبك، وترى فيهما روحي التي أختلطت بروحك”.
وكانت أبرز قصص الحب الشهيرة التي دونت فى البرديات قصة حب “إيزيس وأوزريس” و”أمنحتب الثالث والملكة تي”، “ونفرتيتي وأخناتون” “ونفرتارى وعنخ أس با أمون” “وتوت عنخ أمون ورمسيس الثاني” ونفرتارى وكليوباترا” “ومارك أنطونيو وشهيدة الحب أيزادورا.
وسجل المصري القديم أحد وسائله في التعبير عن الحب من ضمنهم الغزل في بعض الأبيات الشعرية، وكانت عادة تقديم باقات الزهور للحبيبه من أهم وسائل التعبير عن الحب، وخاصة زهور اللوتس والياسمين حتى أن كلمة “Jasmine” فى اللغات الغربية أخذت من الكلمة المصرية القديمة “ياسمون”، وكانت تقدم فى عيد الحب وعيد الربيع، كما كانت الحبيبة والزوجة تتزين بوضع زهرة لوتس على جبهتها وكما تضع الزهور على مائدة الطعام.
فكان المصري القديم يحرص دائما على تقديم الهدايا لحبيبته خاصة العطور والدهون التى كانت تعد أهم الهدايا عند المرأة حينها، وذكر عن الحكيم المصرى بتاح حتب” في بعض الكلمات عن الحب، “أحب امرأتك حبًا خالصًا، أعطها كفايتها من الطعام واللباس، واشترِ لها العطر والكماليات، واجعلها سعيدة ما دمت حيًا، فإن المرأة مرآة لزوجها، ينعكس فيها ما يبذله في سبيل سعادتها”.
يوضح شاكر، أن المرأة كانت هي أيضا تحرص على تقديم الهدايا، فكانت المرأة قديما تقدم لزوجها الملابس الكتانية الراقية، وأغنية جميلة على أوتار آله موسيقية، وأحيانا أخرى تقيم حفلة وتعزم فيها الأصدقاء وتقدم فيها الطعام والشراب، كما كانت من أهم وسائل التعبير هى مشاركة الزوجة لزوجها فى أعماله وتربية أولادهما.
اقرأ أيضا
14 تعليقات