الصعايدة يستعينون بـ"الهاشتاج" لفتح دور العرض
كتبت- مريم الرميحي
خلال الفترة القليلة التي انطلق فيها، لقي هاشتاج #افتحوا_سينمات_الصعيد اهتمامًا انتشارًا واسعًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
دعوات افتتاح سينمات الصعيد بدأت على فيسبوك ثم انتقلت إلى تويتر، بعد ان دشنته آيات ياسين، مدونة من محافظة سوهاج، لتكن شرارة الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي.
سبق تلك الدعوات بدقائق دعوة أخرى وجهها الشاعر أيمن بهجت قمر، عبر برنامج “كل يوم” للإعلامي عمرو أديب، لفتح السينمات بالصعيد والمناطق النائية، بعد تلقيه اتصالًا هاتفيًا من أحد المتصلين يسمي عبدالرحمن من سوهاج، للتعليق علي فيلم “آخر ديك في مصر”.
المشاهد قال إنه لم يشاهد الفيلم، بسبب عدم وجود سينما بالمحافظة، ما أثار استياء الشاعر، مطالبًا بفتح السينمات من قبل وزارة الثقافة، وأن علي الدولة الاهتمام بدور العرض وصناعة السينما.
حول دافع إطلاق دعوات فتح دور السينما تقول آيات ياسين: ببساطة لأني أحب السينما، ومن حق المواطنين بمحافظات الصعيد المطالبة بتوفيرها، هذا مطلب ليس رفاهية،لأن الفن روح الحياة، خاصة أن الحياة في الصعيد بائسة وجافة وقاسية، كما أن السكوت عن الأمر طال، ولما يتحرك أحد، الهاشتاج جاء أملًا في أن يستجيب المسؤولين.
خلو محافظات الصعيد من دور العرض، إلى جانب فقر الخدمات الأخري والمستوى الاقتصادي والتعليمي المتدني سيحولها إلى أشباح”وهنروح في داهية”.
“حلمنا أن نرى قاعات سينما في كل محافظة، مجهزة على مستوى لائق، تعرض الأفلام المصرية والأجنبية، وتساهم في زيادة وعي الأهالي بأهمية السينما والفن” هكذا تقول آيات.
لم يتوقف الأمر حد التفاعل مع الهاشتاج بل كون عدد من المتابعين حملة ضمنية دون اتفاق للضغط على المسؤولين في وزارة الثقافة.
تقول ميرهان فؤاد، محررة صحفية من طنطا، إحدي المتجاوبات مع الهاشتاج، أنا محررة صحفية، ومهتمة بالسينما، وشايفة إنها حق للناس مش رفاهية،و نفسي تبقي موجودة حتي في السجون.
ميرهان تشير إلى أنها تتفاعل مع الهاشتاج رغم أنه يستهدف سينمات الصعيد، لكن أتمني أن نقف على أسباب إغلاق السينمات في باقي المحافظات، مضيفه أن في محافظتها ايضًا يجرى إغلاق السينمات، وبعضها يتحول إلى قاعات أفراح.
“طنطا بها 4 سينمات بانوراما وريفولي وأمير ومصر، بانوراما وريفولي دول حالتهم جيدة سينما من الدرجة الأولي بتعرض فيلم واحد، أما أمير ومصر درجة ثانية بتعرض في العرض الواحد أكتر من فيلم”، هكذا تقول في إشارة إلى تقلص دور العرض.
تتابع أن المطلب ليس غير مألوف، مطالبه بتوفير سينمات في قصور الثقافة على الأقل فهو أحد حقوق الناس.
جاسمين محمد، صحفية من أسيوط، تقول إنها واحدة من أبناء الصعيد، الذين حرموا من وجود سينمات، الوسيلة الوحيدة للترفيه علي حد قولها، لافتة إلى أن تقلص دور العرض بدأ بهدم سينما خشبة في أسيوط ، ومنذ عام أبدت المحافظة موافقتها بهدم آخر سينما وهي رينيسانس.
تضيف جاسمين: عندما أبدى مثقفو أسيوط اعتراضهم على هدم السينما لأنها مكان تاريخي، قالت هيئة الآثار إن السينما لا تتبعها، متابعة أن السينما ليست مكان للترفيه فقط، وإنما هي مكان للتثقيف والتوعية ومنارة حقيقية لمحاربة الإرهاب في كل مكان.
وتطالب جاسمين وزارة الثقافة بتوفير دور عرض بديلة، في كل المواقع الثقافية في الصعيد، وعرض أفلام هادفه، كما نطالب بتغيير مسمى “الملاهي” عن السينمات “وده معروف في الضرائب اللي بتحصلها الدولة من دور السينما، وده بيدل على جهل المسؤولين بأهمية دور السينما في الجانب التثقيفي”.
تضيف: أنشأنا إيفنت بالهاشتاج الخاص بالحملة ونحاول تعريف الناس أن محافظات الصعيد عرفت دور العرض منذ زمن، ومع الوقت فقدنا حقوقنا في توفرها، ونطالب وزير الثقافة ورئيس الهيئة بفتح سينمات الصعيد “ودا أبسط حقوقنا”.
وكان سعد عبدالرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق، ذكر في تصريحات سابقة لـ”ولاد البلد”، أن أسيوط كان به أول سينما في الصعيد وليس في مصر فقط، فدور السينما في أسيوط موجودة منذ عام 1908 وهي السينما الشتوي بأسيوط، التي أنشأها تادرس مقار، وغنت فيها السيدة أم كلثوم عام 1935، وظلت مفتوحة للجماهير حتى أوائل التسعينيات، إلى أن اشترتها الفنانة إسعاد يونس هي ومجموعتها.
يضيف: بعد تلك السينما أنشئت سينما أدولف “دولف”، وكانت أول سينما تهدم في السبعينيات، وسينما خشبة التي تحولت حاليًا إلى أبراج سكنية، وسينما أبوتيج، وقد شاهدت بها فيلم رابعة العدوية عام 1964، وسينما ساحل سليم، وسينما النصر بالقوصية، وسينما القرشية بديروط، ودور سينما متميز كان بمعهد فؤاد الأول، الذي أنشأ عام 1934.
تعليق واحد