«الشركة.. المقابلة»: عودة نسيج الحركة التشكيلية في 100 عمل تجريبي
قبل أيام.. افتتح المعرض الجماعي «الشركة.. المقابلة»، والذي يضم نحو 100 عمل لفن التجريب اشترك فيه كل من الفنانين سامح إسماعيل ومحمد خضر ومعتز الإمام والفنان ياسر جعيصة. ويستمر المعرض المقام بمركز الجزيرة للفنون حتى يوم السبت 29 يناير الجاري.. «باب مصر» يتعرف على تفاصيل المعرض.
«الشركة.. المقابلة»
الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، افتتح المعرض الجماعي المقام في مركز الجزيرة للفنون، بحضور الفنان أمير الليثي وعدد من الفنانين ومحبي الفن التشكيلي. ويتسم بعرض أعمال فنية تتسم بالاختلاف لمشروع كل منهم فنيا.
يضم المعرض حوالي مائة عمل فني بين التصوير والرسم باستخدام خامات متنوعة بين الزيت والأكريلك والألوان المائية. وتتسم بالأفكار المتنوعة للأعمال التي لا تتضمن طابع فني محدد ولكن يتم عرضها بجميع قاعات المركز لتجسد جملة بصرية متكاملة قام بتنسيقها الفنان سامح إسماعيل.
ويأتي التعاون الفني بين التشكيليين الأربعة تحت عنوان «الشركة» أملا في عودة نسيج الحركة التشكيلية المصرية لفنانين الجيل الواحد.
أما عن اختيار الاسم يوضح الفنان التشكيلي ياسر جعيصة لـ«باب مصر»، أنه يرجع إلى اشتراك الفنانين الأربعة في تنفيذ هدف واحد وهو عرض الأعمال الفنية بطريقة مختلفة عن نظيرتها الفردية المعتادة وتطويرها عن طرق العرض المعتادة.
فنون التجريب
يتسم معرض “الشركة.. المقابلة” بالتنوع الفني تحت هدف واحد وهو التجريب. ويروي الفنان السوداني معتز الإمام كواليس تدشين “الشركة” ويقول لـ «باب مصر»: “اتفقنا على المعرض للشركة قبل سنة خلال حضورنا معرض صولو للفنان محمد خضر. وأثناء عرض الأعمال تناقشنا عن أعماله وأظهر حديثنا تساؤل– ماذا لو أنتجنا فكرة عمل مشترك – ومن هنا انطلقت فكرة الشركة وتطورت عبر الاجتماعات والمناقشات الكثيرة فنيا وفكريا والتي تجسدت بالمعرض الحالي”.
يعمل الفنانون الأربعة على تطوير الفكرة مع التنويع من خلال الاتجاه لاستضافة فنون أخرى بعضها من ثقافات مختلفة. مثل النحت والخزف وغيرها من الفنون المتنوعة لفنانين من ثقافات واتجاهات مختلفة.
ويتابع الإمام: “نحاول إظهار التفاعل المشترك ومازالت الأفكار في طور الدراسة والنقاش والتطوير ونتمنى الاستمرار بأفكار وأعمال جديدة. خاصة أننا مازلنا في مرحلة التجربة من خلال المعرض الأخير. وتكرار التجربة سيتم بعد تقييم إيجابيات وسلبيات التجربة الحالية”.
ويرى التشكيلي السوداني أن التعاون في معرض “الشركة.. المقابلة” يُثري التجربة الفنية. خاصة أن الشركات الفنية فكرة قديمة وموجودة في تطوير وتكوين الحركة الفنية، عبر صداقات تمتد إلى الفن وتقديم معارض مشتركة ودراسات نقدية. ويستكمل: “كلما ازداد عدد الفنانين المشاركين يكون أفضل والاتجاه العام للشراكات في كل المجالات ليست الفنية فقط”.
فن التجريب!
ويصف الإمام المعرض الجماعي أنه “تشاركي” على عدة مستويات منها الخامات والأفكار والمساحة. وعلى المستوى الفردي فهو من أنصار التجريب والتكوين الجديد والذي يُعرف باسم “الأصالة” وهو خروج التجربة من الفنان نفسه.
ويضيف: “أنا من الفنانين المجربين وأشارك في التجربة التشكيلية المصرية منذ فترة طويلة ولا أشعر بالاختلاف بين الجنسية المصرية أو السودانية. ولكن بالحديث عن الشراكة فالحركة التشكيلية السودانية شهدت شراكات على مر تاريخها”.
أما الفنان محمد خضر يرى أن التجريب الفني هو عملية بحث واستكشاف على مدار فترات منوعة من حياة الفنان. ويقول لـ«باب مصر»: “تتم هذه الطريقة باستخدام خامات جديدة يطوعها الفنان بهدف الخروج من المنطقة المعتادة التي يتبعها. وبدورها تساهم في استكشاف قدراته الفنية المختلفة”.
ولكن في الوقت نفسه يعتبر أنه ليست كل تجربة فنية صالحة للعرض الفني. ويتابع: “استخدمت خامات وقدمت موضوعات متعددة لخبرات سابقة ممزوجة بقدرات أعضاء الشركة مع تطوير التجارب المعتادة حتى تصبح صالحة للعرض”.
لقاء المعاصرين بالواقع
ويقول الفنان التشكيلي ياسر جعيصة لـ«باب مصر»: “تعتبر الشركة نتاج فكري لجيل من المبدعين واجتمعنا وفقا للمرجعية العلمية لكل منا فنيا. من خلال طرح مجموعة من الأعمال التي تتسم بالمرونة وفقا لمدرسة كل منا وأسلوبه الخاص”.
ويرى أن العمل الفني نتاج لما يعايشه الفنان وتأثره بما حوله من متغيرات متنوعة. يتم عرضها من خلال معرض “الشركة.. المقابلة” للقاء تأثيرات جيل من الفنانين المعاصرين بالواقع مع نقل خبرات “الشركة” وتجاربهم.
الفن والإبداع
تأثير الفنان في رأي التشكيلي سامح إسماعيل لا يتوقف بعالمه الخاص، بل هو ممتد ويشمل متغيرات ومعطيات كثيرة أهمها علاقة الفنان بالمبدعين والمتلقيين والملهمين من جيله. ويوضح: “هذه التجربة الفنية امتداد للجملة البصرية التي طرحتها في آخر تجاربي الفنية – أما بعد – ولكن في صورة تفاعلية جماعية”.
وعن سبب اختيار الاسم فيوضح أن المقابلة تعد معنى ورمز يعترض مشوار الفنان للتقييم أو النقد. أما الشركة فهي مساحة مستقطعة من المشروع الفني الذاتي للالتقاء بمجموعة من المبدعين في حوار بصري مفتوح في فضاء المؤسسة الرسمية الحاضنة للبدايات دائما.