الاستقالات تتوالي: د. حسام إسماعيل يستقيل من لجنة حصر المباني التراثية.. ويفجر مفاجأة
عمليات هدم المبانى التراثية لن تكون الأخيرة، لأن مخطط القاهرة الحقيقي هو تحويلها لـ «مول» كبير
تقدم الدكتور حسام إسماعيل، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار بجامعة عين شمس، باستقالته من عضوية اللجنة الدائمة لحصر المباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز – شرق القاهرة.
وقال الدكتور حسام إسماعيل في تصريحات خاصة لـ«باب مصر»: “قرار استقالتي يأتي من إيماني الشديد، بأن ما يحدث داخل جبانات القاهرة من هدم أمر لا يمكن تحمله، فأنا عضو في هذه اللجنة منذ حوالي 13 عامًا، أي من عام 2006. ونحن من خلال هذه اللجنة قمنا بالفعل بتسجيل الكثير من مقابر الجبانة الشرقية، وحصر المبان داخل القاهرة”.
مقاومة الظروف الصعبة
ويضيف إسماعيل: حاليًا أسأل نفسي سؤالًا هل ما قمت به طوال 50 عامًا من حياتي في حفظ وصون الآثار، والتراث المصري لم يعد له أي معنى، فنحن جيل من الأثريين كنا نعمل في ظروف صعبة، ورغم هذا قاومنا، وكان في كثير من الأحيان يُسمع لصوتنا عندما نتدخل لوقف أعمال تطوير داخل القاهرة. لكننا للأسف في الوقت الحالي، نعاني بسبب أنه لم يعد أحدًا يسمع لنداءتنا المستمرة، بضرورة الحفاظ على القاهرة القديمة، وما تمثله من قيمة متفردة، فنحن جلسنا مع رئيس مجلس الوزراء في اجتماعه الشهير معنا داخل قبة الغوري، ووعدنا بأنه سيتم الحفاظ على مدينة القاهرة، لكن أيًا من هذه الوعود لم تنفذ فالقاهرة تعيش نكبة حقيقية. تسألني عن حل؟ ليس هناك حلًا لأن المدينة بالفعل فقدت خلال السنوات الأخيرة جزء كبير من هويتها.
مول كبير
واستطرد: عمليات هدم المبانى التراثية مؤخرًا ليست هي الأخيرة، لأن مخطط القاهرة الحقيقي هو تحويلها لـ«مول» كبير، وخلق منشآت وحدائق تجارية حول المبان الأٌثرية المهمة، لذلك تقدمي بالاستقالة جاء كرد فعل طبيعي عما يحدث، وأنا لم ولن أتأخر يومًا عن مصر، في إبداء رأيي حول أي مسألة تخص التراث والآثار المصرية.
استقالات رسمية
الجدير بالذكر أن استقالة الدكتور حسام إسماعيل جاءت يوم الخميس الماضي، فقد اعتذر عن الاستمرار في اللجنة رفقة رئيسها الدكتور أيمن ونس أستاذ التصميم العمراني بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وذلك احتجاجًا على التدمير الذي يحدث لمقابر القاهرة التاريخية. إذ سبقها أيضًا انسحاب أغلب أعضاء اللجنة التي شكلت مؤخرًا من جانب رئيس الجمهورية اعتراضًا على استمرار هدم الجبانات. ومنهم الدكتورة سحر عطية، عضو مجلس النواب وأستاذة الهندسة بجامعة القاهرة. والدكتورة زينب شفيق أستاذ متفرغ بقسم العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة. والدكتور جلال عبادة أستاذ العمارة، والتصميم العمراني بجامعة عين شمس. والدكتورة مي الإبراشي، أستاذ العمارة التراثية ورئيس مجلس إدارة جمعية الفكر العمراني، والدكتور عباس الزعفراني أستاذ التخطيط العمراني.
اقرا أيضا:
د. أيمن ونس بعد استقالته: استقلت لإبراء ذمتي..ويجب إعادة النظر في مخطط تطوير القاهرة