«أماكن ساحرة».. معرض جديد للفنان التشكيلي ياسين حراز
افتتح الفنان التشكيلي ياسين حراز، معرضه الأخير «أماكن ساحرة» أول أمس، الذي يستمر حتى 13 نوفمبر الجاري بقاعة آرت سمارت بجاليري “تام جاليري” بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي. يضم المعرض نحو 65 عملًا فنيًا بأحجام ومقاسات مختلفة. ويعد هذا المعرض الخامس للفنان. «باب مصر» يلقى الضوء على المعرض.
أماكن ساحرة
شارك حراز في العديد من المعارض الجامعية والخاصة. إذ يعمل أستاذا بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، ويتحدث عن معرضه الخامس ويقول: “تقوم فكرة المعرض ولوحاته بشكل أساسي على الأماكن الطبيعية الساحرة والخلابة المتفرقة على أرض مصرنا الحبيبة، والتي زرتها في مراحل كثيرة من حياتي، وأحببتها وتشبعت بها ذاكرتي البصرية. فقررت نقلها على لوحاتي. إذ أنني دائما ما ارسم الطبيعة. لكن في هذا المعرض له طابعًا مختلفًا”.
وتابع: رسمت العديد من الأماكن المفضلة إلي بشكل مختلف، وهي أماكن ساحرة أثرت في، ومنها منطقة البرلس، البحيرة السحرية، ومنطقة وادي الريان، ومراكب الصيد في الفيوم، وأسوان وبيوتها وزخارفها ومراكبها، ومنطقة سانت كاترين وجبل موسى، والإسكندرية التي أقيم فيها.
شكل مختلف
حاول الفنان التشكيلي أن يكون معرضه بعيدًا عن النمطية والتقليدية. لذا سنجد هذا المعرض مختلفًا عما سبقه من معارض. فقد اختار الشكل السريالي أو الفانتازي في اللوحات كدلالة على الدهشة و التساؤل.
ويقول: “يأتي معرضي توليفة من كافة الأماكن التي زرتها. فأنا قررت أن أجمع بينهم ليس بأعمال منفردة لكل مكان، بل سيجد المشاهد لأعمالي أن اللوحة الواحدة تجمع أكثر من عنصر لأماكن متفرقة. إذ تركت لخيالي العنان ولرغبتي في تواجد تلك العناصر معًا، حاولت جمع العناصر المميزة من كل مكان ونقلتها لمكان آخر على لوحاتي”.
يكمل حراز، لدي قناعة بأنه على الفنان ألا يكبل أفكاره، بل يطلق لها العنان. لا يجب أن يكون مقيد وحبيس أفكار تقليدية أو نمطية، لذا حاولت أن انطلق بأفكاري في هذا المعرض حتى لا أشعر بتكرار نفسي، لأن المبدع في رأيي هو الفنان المجدد والمتطور. وقد تكون أفكاري في وقت ما فيما بعد بداية لأفكار آخرون.
شكل فانتازي واقعي
يغلب على المعرض الشكل الفانتازي الواقعي، كما يشير حراز. فقد تجد مركبًا يسبح في سماء اللوحة في منطقة صحراوية على سبيل المثال.
ويقول: صورت من خلال لوحاتي الأولى في مشواري الفني الطبيعة من حولي، مراكب الصيد والأماكن الساحلية مثل البرلس والإسكندرية. لكني زرت أماكن أخرى كثيرة فيما بعد، والتي تختلف في طبيعتها كونها صحراوية مثل منطقة جبل سانت كاترين. وفكرت لماذا لا أنقل العناصر التي ارتبطت بها عاطفيا وفنيا، مثل المراكب والطيور من أماكنها النمطية والتقليدية إلى تلك الأماكن الجديدة.
غير مألوف
وتابع: أخذت معي مراكب البرلس والفيوم إلى سانت كاترين. ليس هذا فقط، بل جعلتها تطير وتسبح في السماء وكأنها تستمتع وتنظر إلى الأماكن الساحرة في منطقة سانت كاترين. وهناك لوحة بها مركبًا يحمل ثلاثة أشخاص من أسوان يطيرون بالمركب في سماء سانت كاترين. وهناك لوحة تضم الورد البلدي وورود التوليب خارجة من جوف الصخور، وهناك طيور البلشون في الصحراء.
يكمل حراز، المعرض يخالف المنطقية الطبيعية. لكنه ليس مخالفًا للخيال الفني، وهو نوع من الرومانسية والغرابة والدهشة، فوجود الطيور والورود التي تعبر عن الرومانسية والحب والجمال في الأماكن القاسية مثل الصحراء، وما بها من صخور هو عبارة عن أمنيات وأحلام وخيال. ويظهر في بعض اللوحات السحاب كبطل للوحة، ونقلته من السماء ووضعت بدلًا منه مراكب على سبيل المثال وهو أسفلها.
حائط زجاجي
يستخدم حراز في معرضه شكلًا جديدًا أو تقنية جديدة في رسم بعض اللوحات. حيث يوجد ما يشبه لوح زجاجي أو باب زجاجي، يظهر مشهد اللوحة من خلفه، وهو تكنيك تكرر في بعض اللوحات.
يقول الفنان: شعرت بملل من مشاهدة اللوحات بالشكل السابق، لذلك قررت التغيير، وتمثل هذا التغيير في استخدام تكنيك جديد يتمثل في جعل المشاهد يرى المنظر الطبيعي عبر لوح أو جدار زجاجي به ما يشبه فتحة الباب، قاصدًا أن يعطي جزء من الشفافية والتركيز على بعض عناصر اللوحة من نباتات أو جبال وغيرها. وأن يكون هناك جزء مفتوح خارج الحاجز الزجاجي، يعطى نقطة أخرى من التنوع والإيقاع والتباين بين الألوان، سواء الألوان الرمادية التي تظهر من خلف الحاجز الزجاجي أو اللون المباشر والطبيعي للمنظر الأصلي.
إثارة الدهشة والتساؤل
«حاولت في لوحاتي إثارة الدهشة والغرابة والتساؤل لدى المشاهد، وهذا ما يهمني فأنا أريد أن يقف المتلقي أمام اللوحة ويسأل لماذا؟، فهذا مهم للغاية، كما أرى أن هذا النوع يثير خيال وتفكير المتلقي، ويجعله كأنه كان في حلمًا راوده يومًا ما. أو خاطر جال في تفكيره في يوم من الأيام».
هكذا اختتم حراز حديثه عن معرضه الشخصي الخامس” أماكن ساحرة”. ويوضح أن هذا المعرض وأفكاره المختلفة، بداية لمرحلة جديدة من مشواره الفني الذي ينوى تكملته.
ويقول: لم أتوقع في يوم من الأيام أن أعمل بهذا الشكل الجديد والمختلف. وأحيد عن طريقتي القديمة أو التقليدية، لكني فجأة شعرت بثورة داخلي تنشد التغيير وكسر المألوف لدي وهو ما كان في معرضي.
اقرأ أيضا
الفنان التشكيلي ياسين حراز: توثيق «البرلس» فنيا.. تجربتي الأهم