“أطباق الخير” و”البروكة” عادات أهالي دشنا لإكرام ضيفهم في رمضان
“رمضان كريم”، مقولة شعبية متغلغلة في جذور الشعب المصري بصفة عامة، فما أن يهل هلال الشهر المبارك حتى تسري نفحاته في كل مكان، وبتنافس المتنافسون في تحويل المقولة إلى واقع ملموس ولسان حالهم يقول “الله أكرم”.
وفي صعيد مصر وتحديدا في دشنا التابعة لمحافظة قنا، ارتبط شهر رمضان بإطعام الطعام للجميع وخصوصا الضيف، وتطورت مظاهر إكرام الضيف في رمضان على مدار القرن الماضي، واتخذت صورا مختلفة بعضها كان يتم بشكل فردي والبعض الآخر بشكل جماعي شعبي، إلى أن وصلت إلى ما يعرف حاليا بـ “موائد الرحمن”، “ثقافة وتراث” يرصد صور إكرام ضيوف الرحمن بشهر رمضان بدشنا قبل ظهور موائد الرحمن.
رمضان كريم
يقول حافظ محمد، 78 سنة، بالمعاش، إن الكرم صفة متجذرة في أهالي الصعيد بصفة عامة ولكنها تظهر بشكل أوضح في شهر رمضان، لافتا إلى أنه يتذكر أن والده اعتاد في شهر رمضان أن يُفَطّر يوميا شخص واحد على الأقل لينال بركات الشهر وثواب إطعام الصائم، كما اعتادت العائلات على تنظيم إفطار جماعي أسبوعي خلال رمضان بديوان العائلة وكان يضم أفرادا من جميع العائلات، لافتا إلى عملية تبادل العزائم كانت تستمر طوال شهر رمضان.
أطباق الخير
ترجع أم أيمن، 70 سنة، ربة منزل، بذاكرتها إلى الوراء حين كانت تساعد والدتها في إعداد طعام الإفطار، وتتذكر أن والدتها في كل مرة كانت توزع أطباقا من الطبخة على جيرانها، وكانت تلك الأطباق تعود مملوءة بنوع أخر من الطعام، تضحك أم أيمن قائلة: “ساعات نكون طابخين عدس نلاقي على السفرة بطاطس ولحمة ورز ومحشي”، وتضيف “فعلا رمضان كريم “.
في كل بيت مائدة
العم عبدالمنعم أبو الحسن، 82 سنة، بالمعاش، يشير إلى أنه لم يكن في دشنا ما يعرف بـ”موائد الرحمن”، لأنه لم يكن هناك حاجة إليها إذ اعتاد الأهالي أن يضعوا “الطبلية” في صحن المنزل ويتركوا الباب مفتوحا حتى يدخل الضيف لتناول طعام الإفطار، أو أن يخرجوا بالطبلية إلى الشارع أمام باب المنزل ليترقبوا الوافدين لدعوتهم للطعام.
ويلمح أبو الحسن، إلى أن أغلبية الأهالي كانوا فقراء وكانت سفرة رمضان عبارة عن الفول المدمس والعدس والبصارة، وفي يوم السوق كان الأهالي يطبخون اللحوم، والملوخية، والبامية، أما مشروبات رمضان فكانت عبارة عن “سكر بلمون” أو مشروب البوظة البلدي.
البروكة
يشير محمود حجاج ، 65 سنة، مزارع، إلى أنه كان من الشائع قديما إذا تصادف شهر رمضان مع شهور الحصاد بالصيف، أن ينذر المزارع مساحة من أرضه بمقدار قيراط أو قيراطين لتكون “بروكة” الشهر، بمعنى بركة الشهر. وكان يسمح للفقراء والمساكين وعابري السبيل أن يحصدوا ما شاءوا من المحصول المزروع سواء كان نوعا من الغلال والبقول أو الخضروات والفاكهة.
اقرأ أيضا:
– “يوم الشَكَك”.. طقوس وعادات أهالي دشنا قبل رمضان
– صور| “أهو جه يا ولاد”.. بالياميش والزينة الأقصريون يستقبلون رمضان
8 تعليقات