أشهرها "طِلِع التوب".. أمثال شعبية ارتبطت بالمولد
“المولد” في دشنا ليس مجرد احتفال ديني صوفي يتوقف عند مجالس الذكر وقرع الدفوف، بل هو احتفال شعبي تراثي ينصهر فيه المجتمع بكل طبقاته وأطيافه، فالكل يحرص على أن يشارك في إحياء الذكرى العطرة، إما بتقديم “النفحة” أو ببذل الجهد في خدمة ضيوف المولد تعظيما وتكريما لصاحب المولد.
ولأن الاحتفال بالمولد تقليد قديم حرص عليه الأجداد منذ عشرات السنين، فقد أصبح المولد مضربا للأمثال، ليطلق الأهالي بعض الأمثال الشعبية المرتبطة بالمولد والمعبرة عن مدلوله الشعبي.
مولد وصاحبه غايب
يلفت علي عبد المعين، متصوف رفاعي، إلى أن مقولة “مولد وصاحبه غايب”، مقولة معروفة ومشهورة، وتشير إلى أن صاحب المولد غير حاضر، وهو ما يمثل غياب القيادة وانتشار الهرج والمرج بين الحضور، ويتحفظ “عبد المعين” على المقولة معتبرا أن صاحب المولد وهو الولي صاحب الذكرى الحاضر بروحه، ودليل حضوره هو إقامة مولده وحرص الجميع على إتمامه في أفضل صورة، معلقا “لو غاب صاحب المولد، خرب المولد”.
الفَقري يعضه الكلب في المولد
ويوضح محمود حجاج، مزارع، أن أهالي دشنا يستخدمون كلمة (الفقري) للتعبير عن الشخص المنحوس، لافتا إلى أن المثل يشير إلى الشخص المنحوس، الذي بالرغم من تزاحم المئات في المولد وصعوبة أن يتواجد كلب مسعور وسط حشود الناس، إلا أنه من سوء حظه الشديد يختاره الكلب وحده ليعضه، ملمحا إلى أن المثل هو عباره عن النسخة الصعيدية للمثل القاهري “قليل البخت يعضه الكلب في المولد”.
بعد المولد مفيش حمصبعد المولد مفيش حمص
ويلفت عبد الرحيم حمام، متصوف، إلى أنه من الأمثال الشائعة بدشنا أن يقال “بعد المولد مفيش حمص” في إشارة إلى أنه بعد انتهاء المولد لا مجال للحصول على نفحته، التي يعبر عنها المثل بالحمص، لافتا إلى أن المثل في أصله صوفي ويعبر عن حال الدرويش الذي لم يفز بنفحة المولد، ولكنه يستخدم حاليا للتعبير عن حال أي شخص لم يوفق في الحصول على شيء ما، سواء كان معنويا أو ماديا بسبب تأخره عن اللحاق به، ملمحا إلى وجود مثل قاهري يقول “طلع من المولد بلا حمص” وفيه دلالة على حضور الشخص ولكن دون فائدة.
طِلِع التوب
يقول عبد الرحيم الغول، خليفة رفاعي أن مقولة “طلع التوب” هي مقولة دشناوية أصيلة تعبر عن انتهاء احتفالات المولد، موضحا أن أي مولد ينتهي بخروج ثوب الشيخ وطوافه شوارع البلدة لإلقاء السلام وتلقي التحية من الأهالي، فبعد خروج الثوب ينتهي المولد وتعود الأمور لسابق عدها ويرحل بائعو الحلوى وعمال المراجيح ويتم إزالة سرادقات الخدمات، ويوضح الغول أن المقولة تستخدم حاليا للتعبير عن انتهاء الأمر، الذي يرمز إليه بخروج ثوب الولي صاحب المولد.