أسرار مكتبة الإسكندرية القديمة: حلم البطالمة الذي ابتلعته أرض مصر دون أثر
20 عاما مرت على إعادة تأسيس مكتبة الإسكندرية، وقد أقيم أول أمس احتفال كبير بهذه المناسبة. «باب مصر» يستعرض تاريخ المكتبة القديمة.
نجح الإسكندر الأكبر قديما في تحويل واحدة من أفكاره إلى حقيقة، وأصبحت «مكتبة الإسكندرية» القديمة، التي بنيت في المدينة نفسها، واحدة من أعظم الأماكن في العالم، في رحابها ملتقى العلماء والمؤرخين والمثقفين في كل المجالات والأديان وضمت أكثر من 700 ألف كتاب قبل تدميرها بشكل مأساوي، باعتبارها واحدة من أكبر وأهم مكتبات العالم القديم، وكانت جزءًا من مؤسسة بحثية أكبر تسمى «Mouseion»، والتي كانت مخصصة لإلهات الفنون التسعة في الأساطير اليونانية.
ظلت مكتبة الإسكندرية القديمة منارة للعلم وقبلة العلماء والمثقفين. ورغم ما ضمته من كنوز أدبية ونصوص أصلية، إلا أنه لم يتبقى منها إلا عدد بسيط. هنا نرصد تاريخ إنشائها ورحلة جمع محتوياتها حتى تراجعها وحفظ ما تبقى منها بعد احتراقها عام 48 قبل الميلاد.
قديما في اليونان، قيل إن الحاكم الأثيني «بيسيستراتوس» أسس أول مكتبة عامة كبرى في القرن السادس قبل الميلاد. ومن هذا التراث المختلط لمجموعات كتب اليونان والشرق الأدنى ولدت فكرة مكتبة الإسكندرية. ربما تم اقتراح فكرة إنشاء مكتبة في الإسكندرية من قبل «ديمتريوس» من «فاليروم»، رجل الدولة الأثيني المنفي الذي عاش في الإسكندرية، على القائد «بطليموس الأول سوتر» أحد رفقاء ومؤرخي الإسكندر الأكبر الذي أصبح حاكمًا لمصر. لكن المكتبة نفسها لم تُبنى حتى عهد ابنه «بطليموس الثاني فيلادلفوس».
المسارات الإغريقية
وفقا لـ د. مصطفى العبادي، أستاذ فخري للدراسات الكلاسيكية بجامعة الإسكندرية بمصر. كانت المكتبات ودور المحفوظات معروفة للعديد من الحضارات القديمة في مصر وبلاد ما بين النهرين وسوريا وآسيا الصغرى واليونان. ولكن أقدم هذه المؤسسات كانت ذات طبيعة محلية وإقليمية. وتهتم في المقام الأول بالحفاظ على تقاليدها وتراثها الخاص، حتى نشأت فكرة المكتبة العالمية، مثل «مكتبة الإسكندرية»، بعد أن بدأ العقل اليوناني في تصور منظور عالمي أكبر.
أعجب اليونانيون بإنجازات البلاد المجاورة. خاصة مع سعي العديد من المثقفين اليونانيين لاستكشاف موارد معرفتهم. وهناك أدلة أدبية على زيارة أفراد يونانيين لمصر للتعلم، مثل، هيرودوت، أفلاطون (فايدروس وتيماوس )، ثيوفراستوس، وإودوكسوس من كنيدوس.
ومع ذلك، كانت فكرة مكتبة الإسكندرية لم يسبق لها مثيل. بسبب حجم طموحات البطالمة التي كانت مهمتهم إنتاج ورصد شامل لكل العلوم المعروفة للبشرية في ذلك الوقت. واكتسبت المكتبة شهرة واسعة في وقت قليل بسبب حرص الملوك البطالمة على أن تضم المكتبة أكبر كم من لفائف البردي.
وعلى حد وصف العبادي، فإن ذلك يرجع إلى حد كبير إلى سياسات الملوك البطالمة العدوانية والممولة جيدًا لشراء النصوص. إذ أرسلوا وكلاء بمبالغ كبيرة من المال، وأمروهم بشراء وجمع أكبر عدد ممكن من النصوص، حول أي موضوع وبواسطة أي مؤلف.
ووفقا لموقع “جريك ريبورتر” اليوناني، في قصة شهيرة. أصدر بطليموس الثاني مرسومًا يقضي بأن أي كتب تم العثور عليها على السفن التي وصلت إلى الميناء يتم نقلها إلى المكتبة. حتى يتم نسخها من قبل الكتبة الرسميين، ولكن من غير المعروف على وجه التحديد عدد المخطوطات الثمينة التي تم وضعها في المكتبة في أي وقت، لكن التقديرات تتراوح من 40 ألف إلى 400 ألف بردية ومخطوطة أصلية.
كتب أرسطو
تكشف “رسالة أريستاس” من القرن الثاني قبل الميلاد أن المكتبة كانت بمثابة مكتبة عالمية. إذ كتب له: “ديميتريوس … تحت تصرفك ميزانية كبيرة، اجمع كل الكتب في العالم، حقق هدف الملك قدر استطاعتك”. وتم تكرار نفس الرسالة أكثر من مرة، إذ تحدث إيريناوس عن رغبة بطليموس في تجهيز مكتبته بكتابات جميع الكُتاب في العالم، وكان الكم الأكبر مكتوبا باليونانية، وانطلاقا من العمل الأكاديمي الذي تم إنتاجه في الإسكندرية يبدو من المحتمل أن مجموعة الأدب اليوناني بأكملها كانت مجمعة في المكتبة.
كانت “كتب أرسطو” من أهم مقتنيات المكتبة. حيث توجد روايتان متضاربتان، وفقًا لأثينيوس، أن «فيلادلفوس» اشترى تلك المجموعة مقابل مبلغ كبير من المال. في حين ذكر «سترابو» أن كتب أرسطو انتقلت على التوالي عبر أيادي مختلفة، حتى تمت مصادرتها لاحقًا في عام 86 قبل الميلاد من قبل سولا، الذي نقلها بعيدًا إلى روما.
البحث عن الكتب
تم تداول قصص رائعة عن رحلة البطالمة في البحث عن الكتب. إحدى الطرق التي قيل إنهم لجأوا إليها هي تفتيش كل سفينة تبحر في ميناء الإسكندرية وإذا تم العثور على كتاب. يتم نقله إلى المكتبة لاتخاذ قرار بشأن إعادته أو مصادرته واستبداله. ويوضح العبادي قصة أخرى، كان قد ذكرها جالينوس في كتاباته عن أبقراط. وهي كيف تمكن بطليموس الثالث من الحصول على النصوص الأصلية لشعراء الدراما العظماء أسخيلوس، وسوفوكليس، ويوريبيد. إذ تم حفظ النصوص الثمينة في أرشيفات أثينا ولم يُسمح بإعارتها. ومع ذلك أقنع الملك حكام أثينا بالسماح له باستعارة هذه الصور من أجل نسخها وتم إيداع مبلغ ضخم مقابل استعارتها يقدر بـ 15 إناء من الفضة لاستردادها بأمان.
واستُكملت طرق الجمع غير الرسمية تلك بشراء الكتب من أماكن مختلفة. خاصة من أثينا ورودس، التي حافظت على أكبر أسواق الكتب في ذلك الوقت، ومن حين لآخر، اشترى جامعو المكتبة نسخًا مختلفة من نفس العمل، مثل نصوص هوميروس التي جاءت “من خيوس” و”من سينوب ” و”من ماسيليا”.
ومن اللغات غير اليونانية، كان للمصريين القسم الأكبر. يُقال إن بطليموس الأول شجع الكهنة المصريين على تجميع سجلات لتقاليدهم وتراثهم الماضي وجعلها متاحة للاستخدام من قبل العلماء اليونانيين ورجال الأدب الذين دعاهم للعيش في مصر. وأشهر الأمثلة من كل مجموعة كان القس المصري مانيثو، الذي كان يتقن اللغة اليونانية، والمؤلف اليوناني هيكاتيوس من أبديرا.
مكان لشفاء الروح
على خلفية الرغبة الشديدة للمعرفة بين الإغريق، أطلق الإسكندر مشروعه العالمي في عام 334 قبل الميلاد، والذي أنجزه بسرعة فائقة حتى وفاته المفاجئة عام 323 قبل الميلاد. لم يقتصر هدفه في جميع أنحاء العالم على احتلال أراضي بعيدة عن مقدونيا مثل الهند، بل كان أيضًا استكشافها إذ طلب من رفاقه والقادة العسكريين وعلمائه أن يقدموا إليه تقريرًا تفصيليًا عن مناطق غير معروفة.
وأسفرت حملاته عن إضافة كبيرة للمعرفة التجريبية للجغرافيا. ووفقا لما أشار إليه «إراتوستينس» عالم الرياضيات والفلكي، نجت التقارير التي حصل عليها الإسكندر بعد وفاته. وقد شجعت الحركة غير المسبوقة من البحث العلمي ودراسة الأرض، حتى انطلقت نهضة الثقافة الإنسانية.
ويرتبط تأسيس المكتبة و”الموسيون- Mouseion” وهي المكتبة أو ما يعرف بالمكان المخصص للإلهام، بلا شك باسم «ديميتريوس أوف فاليرون» السياسي الأثيني، الذي لجأ إلى بلاط الملك بطليموس الأول سوتر، حوالي 297 قبل الميلاد. وأصبح مستشارًا للملك، وسرعان ما استغل بطليموس معرفة ديمتريوس الواسعة والمتعددة الاستخدامات، وكلفه حوالي 295 قبل الميلاد بمهمة تأسيس المكتبة والموسيون.
ومع مرور الوقت، تم أيضًا إنشاء مدرسة طبية في المكتبة. حيث تم إجراء التشريح العلمي للإنسان لأول مرة؛ قدمت هذه التجربة وحدها معرفة لا تقدر بثمن لعالم الطب. وسرعان ما أصبحت الإسكندرية عاصمة المعرفة والتعلم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى المكتبة المذهلة. إذ عمل هناك العديد من العلماء المهمين والمؤثرين خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد.
ومع ذلك، فإن المكتبة تطرح واحدة من أعظم الألغاز في العالم، وهو لغز العلوم التي قدمتها وأين اختفت محتوياتها، وهذا ما أوضحه د. بوب برير، رئيس قسم الفلسفة في جامعة لونج آيلاند خلال حديثه في مقابلة مع شبكة “إن بي سي”. وقال إن العلوم وما توصلوا إلى تم توثيقه في مكتبة الإسكندرية القديمة، ولكن حتى الآن لا أحد يعلم كيف بدت أو ماهيتها.
البداية من هنا!
بحسب ما ذُكر في خريطة الإسكندرية القديمة. كانت المكتبة تقع في الحي الملكي بالإسكندرية، المعروف باسم “بروشيام – Bruchium” في الجزء الأوسط من المدينة بالقرب من الميناء الكبير. وفي عهد «بطليموس الثالث يورجيتس» تم توسع المكتبة الأصلية بشكل كبير لدرجة أنه تم إنشاء مكتبة ابنة في «سيرابيوم». وهو معبد للإله اليوناني المصري «سيرابيس» يُقال أنه دُفن فيه، ومن الممكن التوصل إلى بقايا هذا الهيكل حال الوصول إلى آثار المكتبة.
تخطيط مكان المكتبة غير دقيق، لكن المصادر القديمة تصفه بأنه يضم مجموعة من المخطوطات المعروفة باسم (بيبليوتيكا وباليونانية – βιβλιοθῆκαι) مع المبنى الذي يضم أعمدة يونانية، وممشى، وغرفة لتناول الطعام المشترك، وقاعة للقراءة، وغرف اجتماعات، وحدائق وقاعات المحاضرات.
شكلت مكتبة الإسكندرية باختصار نموذجا أوليا لمفهوم الحرم الجامعي. ووفقًا للوصف المتداول عن كتابات جدران المكتبة، فقد نُقِش فوق أرفف لفائف البردي بالمكتبة هذا النص: «مكان علاج الروح»، وهنا اختلط العلماء من كل مكان بحرية وتبادلوا الأفكار، وأصبح الموسيون موطنًا لمجموعة من العلماء والشعراء والفلاسفة والباحثين الدوليين، الذين حصلوا على راتب كبير وطعام وإقامة مجانية وإعفاء من الضرائب.
المكتبة نفسها كان يديرها عالم عمل كأمين مكتبة. بالإضافة إلى مدرس لابن الملك. وكان أول أمين مكتبة مسجَّل هو العالم زينودوت، الذي عاش خلال الفترة من 325 إلى 270 قبل الميلاد. ومن المعروف أنه كتب مسودة للكلمات النادرة وغير العادية مع تنظيمها حسب الترتيب الأبجدي، مما يجعله أول شخص في العالم يعرف باستخدامه للترتيب الأبجدي كوسيلة للتنظيم.
اختراعات علمية
في هذه الأثناء، قام الباحث والشاعر كاليماخوس بتجميع كتاب “بيناكيس”. وهو كتالوج مكون من 120 كتابًا لمختلف المؤلفين وجميع أعمالهم المعروفة، ولم ينجو فهرس المكتبة ولكن تم الاحتفاظ بعدد من المراجع وأجزاء منه للسماح للعلماء بإعادة بناء هيكله الأساسي. ووفقًا للأسطورة، ابتكر المخترع السيراقوسي «برغي أرخميدس»، مضخة لنقل المياه أثناء دراسته في المكتبة.
ثم عين «بطليموس الثاني فيلادلفوس» أبولونيوس من رودس بصفته ثاني رئيس لمكتبة الإسكندرية. اشتهر بأنه مؤلف الملحمة اليونانية «أرجونوتيكا»، والتي نجت بشكل لا يصدق حتى الوقت الحاضر في شكلها الكامل، وتقدم معرفة عميقة بالتاريخ والأدب مع تقديم معلومات عن العديد من الأحداث.
وكان رئيس المكتبة الثالث هو «إراتوستينس القيرواني» واشتهر بأعماله العلمية، بما في ذلك اكتشافه الأساسي لمحيط الأرض. بالإضافة إلى كونه أديبا، وأنتج إراتوستينس أيضًا خريطة للعالم المعروف، والتي تضمنت معلومات مأخوذة من مصادر محفوظة في المكتبة، بما في ذلك روايات عن حملات الإسكندر الأكبر في الهند.
وكان لبطليموس الثالث نسخ باهظة الثمن من المسرحيات التي كتبها إسخيلوس، وسوفوكليس، ويوريبيديس المدونة على ورق البردي عالي الجودة وأرسل النسخ إلى الأثينيين. مع الاحتفاظ بالمخطوطات الأصلية للمكتبة، ومع توسع المكتبة، نفدت المساحة. لذلك امتدت حتى سيرابيوم، المعبد المخصص للإله اليوناني المصري سيرابيس.
شهدت مكتبة أرسيتوفان البيزنطي، اختراع نظام علامات التشكيل اليونانية. بالإضافة إلى كتابة أعمالًا هامة في علم المعاجم. وقدم سلسلة من العلامات للنقد النصي. وكتب مقدمات للعديد من المسرحيات، والتي نجا بعضها في أشكال أعيد كتابتها جزئيًا. ومع ذلك فقد بدأت القوة السياسية لمصر البطلمية في التدهور خلال أوائل القرن الثاني قبل الميلاد.
ونتيجة لذلك بدأ العديد من العلماء اليونانيين في مغادرة الإسكندرية إلى بلدان أكثر أمانًا ومالا، ولم تتعاف مكتبة الإسكندرية أبدًا من هذا التدهور، على الرغم من أنها حققت بعض النجاحات الملحوظة بعد ذلك بسبب المساهمات الرائعة لأمناء مكتباتها.
تراجع الإسكندرية
شغل أريستارخوس منصب رئيس أمناء المكتبة السادس. ونال شهرة واسعة باعتباره أعظم العلماء القدماء، ولم ينتج فقط نصوصًا من القصائد الكلاسيكية وأعمال النثر. بل أنتج نصوصًا كاملة أو تعليقات طويلة. ومع ذلك في عام 145 قبل الميلاد وقع أريستارخوس في صراع أسري، مما أدى إلى طرد بطليموس الثامن جميع العلماء الأجانب من الإسكندرية، وأجبرهم على الانتشار عبر عالم شرق البحر الأبيض المتوسط - وذلك أدى إلى إثراء تلك المناطق والسماح للمنح الدراسية بالازدهار هناك.
أنشأت مدرسة في جزيرة رودس اليونانية. كتب Thrax أول كتاب عن قواعد اللغة اليونانية. وهو العمل الذي ظل كتاب القواعد الأساسي لتلاميذ المدارس اليونانية حتى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي. ولكن كانت قد ساهمت الصراعات السياسية وظهور إمبراطورية جديدة في تراجع الإسكندرية. إذ أسس الرومان كتاباتهم النحوية عليها، وما بها من أساسات لغوية مستخدمة حتى الآن.
وفي مواجهة الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة وغيرها من المشكلات السياسية والاقتصادية الرئيسية، لم يكرس البطالمة اللاحقون نفس القدر من الاهتمام للمكتبة كما فعل السابقون، مما أدى إلى مزيد من التدهور.
وبمرور الوقت، حدث تحول في المنح الدراسية اليونانية في بداية القرن الأول قبل الميلاد لأنه بحلول هذا الوقت، كانت جميع النصوص الشعرية الكلاسيكية الرئيسية قد تم جمعها. وفي هذه الفترة ربما تم تقديم منحة الإسكندرية إلى روما في القرن الأول قبل الميلاد من قبل “أميسوس المستبد” الذي عاش في الفترة من 100 قبل الميلاد حتى عام 25 قبل الميلاد.
لم تُفقَد كل المعرفة
كما يتضح من مسار التاريخ، فإن القوة والمعرفة تنحسر وتتدفق من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، والمكتبات، كانت تضم أيضًا بعض المخطوطات الثمينة التي تم نسخها وحفظها في الإسكندرية، والتي ظهرت لاحقا في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.
بحلول القرن الرابع الميلادي، كان هناك ما لا يقل عن عشرين مكتبة عامة في مدينة روما وحدها، وفي أواخر العصور القديمة، عندما أصبحت الإمبراطورية الرومانية مسيحية. تم إنشاء مكتبات مسيحية على غرار مكتبة الإسكندرية وغيرها من المكتبات العظيمة الأخرى في العصور السابقة في أنحاء الجزء الشرقي الناطق باليونانية من الإمبراطورية. ومن بين أكبر وأبرز هذه المكتبات مكتبة قيسارية ماريتيما اللاهوتية، ومكتبة القدس، ومكتبة مسيحية في الإسكندرية.
ومع ذلك ظلت الكتابات القديمة ثانوية بالنسبة لدراسة الكتاب المقدس المسيحي حتى عصر النهضة، عندما أعاد الكتاب والفلاسفة اكتشافها. مما أعاد هؤلاء المفكرين اليونانيين القدماء إلى الحياة مرة أخرى في العصر الحديث. ومن المفارقات أن بقاء النصوص القديمة، ومن بينها العديد من المخطوطات الثمينة الموجودة في مكتبة الإسكندرية الكبرى، يرجع كل شيء إلى حقيقة أنه تم نسخها وإعادة نسخها في البداية من قبل الكتبة المحترفين خلال الفترة الرومانية على ورق البردي، وبعد ذلك من قبل الرهبان خلال العصور الوسطى.
اقرأ أيضا
في سلسلة ندوات «خزانة» للتراث: العمارة الإسلامية من منظور أيقونة سوهاج