فيديو| “إبراهيم الأنصاري” منشد بنجع حمادي: الدشناوي قدوتي والمدح غذاء روحي

على خطى “الدشناوي” يسير “إبراهيم الأنصاري” رغم صغر سنه هائما في حب الله ورسوله، إلى أن ذاع صيته بفضل موهبته، وأصبح اسمه يتردد بين مجالس الصوفية والمنشدين أو المداحين بجوار كبار المداحين والمخضرمين، بمدينة نجع حمادي، شمالي قنا.

شغف وحب إبراهيم الأنصاري

“حين أنشد أنشد لنفسي أولًا متخيلًا الصالحين وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ببهائهم، وجمالهم، وطيبهم، استحضر أخلاقهم وأوصافهم دون تخطيط”، هكذا يصف إبراهيم جمعة عبدالرحيم إبراهيم الأنصاري، أو “إبراهيم الأنصاري”، كما عرفه أهالي المدينة، حالته حين يعتلي خشبة المسرح منشدًا.

الأنصاري، صاحب الـ26 عامًا، قبل أقل من 13 عامًا، كان طالبًا في المرحلة الإعدادية.. يهيم حبًا وتعلقًا بما يقوله المنشدين من قصائد في مدح النبي وآل بيته، في كل مرة يصطحبه والده فيها لجلسات الذكر والإنشاد بضريح الشيخ عمران، والشيخ الخواص، متأملًا ومتعلقًا قلبه بحب النبي، وبتلك الطريقة التي يهبها الله سبحانه وتعالي لمن يشاء في التعبير عن المحبة، وفق قوله.

يقول الأنصاري: أثنى كل من سمعني على جمال صوتي وأحساسي، كما انتبه المعلمين بالمدرسة لجمال صوتي فأصبحت عنصرا أساسيا من الموهوبين بالأنشطة المدرسية، وترددت على قصر ثقافة المدينة، ولم يكتفي الأنصاري بالأنشطة المدرسية والثقافية، فقرر الانضمام لكورال المداحين أو المنشدين في كل حلقة ذكر، ليتعلم المقامات الموسيقية، وطرق الأداء في مخارج الحروف، وحفظ القصائد، ومتابعة الآلات الموسيقية التي تصاحب المنشد بحسب روايته لنا.

لم يمهل القدر والد إبراهيم الداعم والمشجع الأول له رؤيته يطلب بالاسم في مجالس الذكر للإنشاد، ويطرب لأدائه المحبين لذكر الله ورسوله، حاكيًا: فمات أبي في اوائل الألفينيات، تبناني الشيخ معروف أحد العناصر الأساسية في مجالس الذكر والإنشاد الذي اعتبره بمثابة أب روحي، طالبًا مني أن أنشد قبل الكبار نوعًا من الدعم والتشجيع قائلاً: ” قول يا إبراهيم”.

بالله رايخ واديني.. أزور حبيبي ونور عيني

زار النبي قبل راحه.. نظر الحبيب داوى جراحه

وانا الفقير من مداحه.. وتلك من نعم الملك

الفرق بين الإنشاد والمدح

هذه الكلمات هي المفضلة عند الأنصاري، قضى 13 عامًا من عمره في الإنشاد حتى الآن، حين يتذكرها تجده أغمض العينين، هام في الأداء بصوت شجي، مرددا أخر بيت من القصيدة، مفرقًا في حديثه بين المنشد والمداح من وجهه نظره، فالمنشد هو الذي يلتزم بإلقاء القصائد بأسلوب وصوت وأداء جميل دون الإضافة او التعديل، أما المداح فهو أيضًا منشدًا ولكنه يتجلي في الإنشاد والأداء فيضيف على القصيدة من وحي حبه وهيامه وخواطر فيما يقول، من حب في رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه اللحظات نعتبرها صفا وخشوع وفيض كريم من عند الله.

أمين الدشناوي

يحكي الأنصاري عن حبه لريحانة المداحين أمين الدشناوي.. معتبره قدوته والأحب إلى قلبه وأذنه من المنشدين الكبار.. قائلاً: “لأنه لون قائم بذاته لا يقلد أحد يعبر عن حبه هو لا غيره للنبي وآل بيته. وكل منشد أو مداح غير مقلد هو جميل وأحب سماعه لأن حبه فيمن يمدح يفيض على موهبته جمالًا”.

ويستطرد: فريحانة المداحين أيضًا من تلاميذ الشيخ أحمد أبو الحسن الذي يكتب له أغلب قصائده.. فالأخير كان المحبين يكتبون خلفه حين ينشد لأنه لن يتذكر ما قال أغلب ما يردد في الإنشاد لحظات إلهام، يمدحوا بروحيهما.. فضلاً عن قصائد التراث لحسان بن ثابت، وابن الفارض.

ويؤمن الأنصاري بشغفه وحبه للإنشاد، ذاكرًا أن الشيخ سعد صالح الجعفري. روي عنه أنه رأى رؤية أن النبي صلى الله عليه وسلم يقدم المداحين والمنشدين عن العلماء للجنة.. وبعده كتب دواوين وقدر المداحين. ويرى أن المنشد أو المداح لابد أن يتصف ببعض الصفات ليس فقط الصوت الجميل والموهبة.. وإنما أيضًا أذن موسيقية تتعلم الجواب والقرار، ودراية بالمقامات.. وأيضا طبيعة الآلات الموسيقية التي ستقف في الخلفية له يومًا ما.

ويرى أن الطريق الأمثل لأي منشد مبتدئ هو التردد على مجالس الذكر للتعلم، لا يعتني كثيرًا بالمقابل المادي. قائلاً: “المديح ليست مهنته فقط وإنما غذاء للروح ووسيلة للتقرب إلى الله”.. مؤكدًا أن الأجر لا عيب ولا حرام فيه.

ذكر الأنصاري، أنه حاصل على دبلوم صنايع، وترتيبه الثالث بين أخوته الخمسة.. ويسكن بمنطقة الساحل، بمدينة نجع حمادي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر